في يوم المرأة.. والأولمبية وهنادي الصديق

 

 الخرطوم: أسعد أحمد عبد الرحمن     14مارس2022م 

اتفق الناس أو اختلفوا تظل الأخت والزميلة الأستاذة هنادي الصديق رقما مميزا في الخارطة الرياضية والإعلامية بالبلاد.. ولست هنا بحاجة بالطبع لأن أتحدث عن السيرة الذاتية لهنادي.. أو أعدد إنجازاتها على المستويين العام أو الخاص.. فهي في ظني لا تحتاج إلى كثير تعريف أو توصيف.

وهنادي التي أمضت سنوات طويلة من عمرها في دروب (الصحافة والرياضة)، تدافع عن أفكارها وتقول رأيها بصراحة وشجاعة يحسدها الكثيرون عليها.. كان لا بد لها أن تصطدم على (الدوام) بمن يخالفوها الفكرة أو الرأي أو التوجه.

وهنا لا بد أن أشير إلى قرار عقوبة الإيقاف لمدة خمس سنوات عن ممارسة العمل الأولمبي التي أصدرته الجمعية العمومية الطارئة للجنة الأولمبية في حقها أواخر العام قبل السابق.. ذلك القرار الذي رسم وقتئذٍ علامة تعجب ودهشة لدى الكثير من المهتمين بالعمل الأولمبي والرياضي بالبلاد.

ومصدر التعجب والدهشة تمثل في صدور مثل هكذا قرار قاس من أعلى مؤسسة رياضية جامعة بالبلاد.

وهنا لا أريد فتح سجال أو إعادة جدال حول (ماهية ومقصدية) القرار من عدمه.

فالقرار مضى عليه زمن ليس بالقصير، ولا ينفع النفخ فيه.. لكن لا بد أن أذكر برأيي أو توصية لجنة الاستئنافات باللجنة الأولمبية حينها.. والتي رأت مراعاة (مبدأ) التدرج في العقوبة.. ذلك المبدأ الذي للأسف لم يُعمَل به وقتها.

عموماً ما حدث مضى عليه زمان كما قلت.. وبالطبع منذ تلك الفترة جرت مياه كثيرة تحت الجسر الأولمبي.. وفي ظني أن الوقت مناسب الآن للنظر من جديد في عقوبة هنادي بعين الاعتبار والمسؤولية الجماعية للأسرة الأولمبية.. والتي تعتبر هنادي جزءا أصيلا منها.

لا أريد أن اترافع في هذه الزاوية إنابة عن الأخت هنادي.. فهي كما يعرف الكثيرون لا تحتاج لأحدٍ لكي يدافع أو يترافع بدلاً منها.

ولكني احتاج هنا لأن أذكر بالقيم والمثل الأولمبية والتي تدعو إلى المصداقية، والشفافية.. والاحترام والتسامح والمحبة.. وإشاعة أجواء الوئام والتوافق والسلام داخل الأسرة الأولمبية.. والتي بصراحة افتقدناها خلال السنوات الماضية من عمر الأولمبية.. نعم تلك الأولمبية التي تبدل حالها وأحوالها.. فأصبحت في زمان لاحق ساحة للصراع والتنافس الخشن والحاد والذي شوّه بالطبع وسمّم الأجواء الأولمبية.. فأصبحت طاردة ومنفرة للكثير من محبي العمل الأولمبي بالبلاد.

وعلى ذلك أدعو عبر هذا المنبر وبمناسبة يوم (المرأة العالمي) أدعو رئيس اللجنة الأولمبية والمكتب التنفيذي، والإخوة في مجلس الإدارة لتقديم توصية للجمعية العمومية للجنة الأولمبية لرفع عقوبة الأستاذة هنادي الصديق.. ولتكون تلك الخطوة بمثابة بداية حقيقية لتنقية الأجواء الأولمبية السودانية وعودة الروح السمحاء لها بعيداً عن معكرات التعنيف والإقصاء والتمييز..

فهل تستجيب (الأسرة الأولمبية) لهذه الدعوة?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى