قبل الخريف …!!

* في كل عام تمر حكومة ولاية الخرطوم بامتحان (خريفي) عسير، فعند سقوط أول قطرة ماء من السماء في فصل الخريف؛ تصبح المنازل والمرافق عُرضة للغرق..

*حكومة الخرطوم بمحلياتها المختلفة تعلن كل عام استعداداتها المبكرة لفصل الخريف، ومع نزول أول قطرة من السماء ينكشف المستور، وتنكشف هشاشة هذه الاستعدادات التي لا تقوى على حماية غرفة واحدة دعك عن سائر المحليات.

*في كل عام يتكرر نفس المشهد، ويتناقل الناس ذات الأخبار: (سيول تجتاح مدينة كذا، وفيضانات تغمر قرية كذا، خريف هذا العام يتسبب في خسائر في الأرواح والممتلكات…) إلى آخر ذلك المشهد الذي يعج بالصور والأحداث المؤسفة التي تتبعها تبريرات المسؤولين، ومناشدات الأسر المتضررة والمنظمات، وانتقادات الصحفيين ورسامي الكاريكاتير، وسخرية المواطنين والمتربصين!

*وفي كل عام ومع اشتداد الأمطار والسيول تتعرض الخرطوم لامتحان قاسٍ، في الغالب يكون الثمن هو تدمير للمنازل والممتلكات، وتشريد الأسَر في مناطق عديدة بمحليات الولاية المختلفة .

* ومع بداية كل خريف تهطل الأمطار فتمتلئ شوارع الخرطوم لانعدام التصريف وسوء الاستعداد، فالخريف يأتي كل عام في موعده ويصرح المسؤولون باستعدادهم للخريف ولكن مع أول هطول الأمطار ينكشف المستور، فلا نجد عذراً للمسؤولين.

* وقبل بداية كل خريف نقرأ ونسمع ونشاهد تصريحات مسؤولي الخرطوم عن استعداداتهم الكافية للخريف وأنه تم صرف مبالغ كبيرة للاستعداد للخريف.. هذا الحديث يتجدد سنوياً، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. أين تذهب هذه الأموال التي صرفت لمجابهة فصل الخريف؟

*أقول ذلك وبين يدي، ذكرى السيول التي ضربت محلية شرق النيل قبل خمسة أعوام وتسببت في خسائر وأضرار لا يزال المواطنون يعملون ليل نهار على معالجتها..

*مئات المنازل والكثير من المزارع والحيوانات ذهبت ضحية لتلك السيول التي تركت خلفها آثارًا كثيرة.

*وشرق النيل ليست وحدها لكننا ضربنا بها المثل في ضرورة أن تأخذ حكومة الولاية التحوطات اللازمة التي ستجابه بها أسوأ احتمالات نوازل الخريف.

*سوابق الخريف في السنين السابقة والتي عاشها مواطن الولاية خاصة في الأطراف  تشير إلى أن كل حديث عن استعدادات مبكرة للخريف ينتهي بهطول أول مطرة، لتخرج للمسؤولين شوارع ومصارف ولاية الخرطوم لسانها وتتحداهم لتخبرهم بأن الخريف أكبر بكثير من الجهود العبثية التي يقوم بها البعض في سبيل  مواجهته.

*وليخبرنا السيد الخريف بكذب كل مسؤول خرج إلينا قبل مقدم كل خريف وهو يؤكد جاهزية وزارته واستعدادها التام لمواجهة فصل الخريف الحالي بعد تكوينها لغرفة طوارئ الخريف مبكرًا وفراغها من تطهير المصارف القديمة بمحليات الخرطوم، فضلاً عن إنشاء مصارف جديدة، وردم جميع الطرق والشوارع الرئيسة والفرعية بالولاية، وصيانة تناكر الشفط القديمة واستجلاب جديدة مع طلمبات.

*عموماً ما نتمناه ألا يتكرر سيناريو الأمطار في كل عام دون أن يكون هنالك حل جذري من قبل حكومة الخرطوم، فقط نتمناها خطة إستراتيجية تجب كل آثار الخريف وتبعاته، حتى تضاهي بالخرطوم رصيفاتها عالمياً.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى