النميري عبد الكريم يكتب : القمة الأفريقية – الأوروبية أقل من التوقعات..!

27فبراير2022م

الشعار كان أفريقيا وأوروبا برؤية مشتركة حتى 2030م ،  انعقدت القمة الأفريقية – الأوروبية بالعاصمة البلجيكية – بروكسل في الفترة من 17 -18/02/2022م ، اعمال القمة بهدف إعادة الشراكة ووضع رؤية للتحديات  وإقامة تحالف طموح يساعد على إنشاء مساحة للتضامن والأمن والازدهار والاستقرار بين القارتين . تعتبر هذه القمة هي السادسة في تاريخ الشراكة. كان من المقرر أن تسهم القمة في تحديد الأولويات للسنوات القادمة ، كما تعد القمة فرصة لوضع وإعداد خطة اقتصادية للانتعاش بعد الجائحة ، كما تندرج في إطار مخرجات المؤتمر تمويل الاقتصاديات الأفريقية الذي عقد في العام 2021م . معتمدة على الثقة المتبادلة لتحقيق مزيد من التنمية ، وإطلاق الاستثمارات على الرغم من وجود التحديات الصحية و المناخية كان التركيز النمو الاقتصادي والأنظمة الصحية وإنتاج اللقاحات أخذت الحظ الأوفر من النقاش ، كانت مخرجات القمة الأفريقية الأوروبية التي عقدت في ساحل العاج ، العمل على أربعة محاور هي الفرص الاقتصادية للشباب ، الأمن والسلام والهجرة . والتغيُّر المناخي الذي تتأثر به القارة الأفريقية كثير و يتمثل ذلك في شح الأمطار و ما يصاحبه من جفاف و تصحر و نفوق الثروة الحيوانية وانتشار المجاعات. جاءت قمة بروكسل هذا العام و التي جرت مناقشاتها في طاولات مستديرة واتسمت بالحيوية وكان من ضمن المخرجات ، كيفية مكافحة وباء كوفيد 19، خرجت القمة بدعم الدول الأوروبية لعملية تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد 19، كما يتمثل في زيادة التبرع بجرعات اللقاح ، وتم اختيار ست دول للإنتاج اللقاح هي (مصر، كينيا، جنوب افريقيا، نيجيريا، تونس والسنغال) حتى تستطيع القارة إنتاج لقاحاتها الخاصة لمكافحة جائحة كورونا. أيضاً تعهد الاتحاد الأوروبي باستثمار 150 مليار يورو في مشاريع تطوير البنية التحتية الأفريقية لتحقيق التكامل الاقتصادي . كما ناقشوا في القمة وسائل دعم تحقيق الأمن والاستقرار، حيث دخل جند انسحاب القوات الفرنسية من مالي ضمن أجندة المؤتمر، جاء القرار  الفرنسي بعد التوتر في العلاقات مع الحاكم العسكري الذي بخروج هذه القوات ومراجعة كل الاتفاقية الأمنية مع بلاده ، وهذا يندرج في إطار محاولات افريقيا الخروج من العباءة الفرنسية ، حيث شهدت بعض دول غرب أفريقيا تظاهرات شبابية لخروج القوات الفرنسية ( برخان ) وقوات التجمع الأوروبي للقوات الخاصة ( تاكوبا ) خاصة في مالي ، مع احتمال انتشار هذه القوات في دول افريقية أخرى.

الجدير بالذكر أن فرنسا ترأس مجلس الاتحاد الأوروبي لهذه الدورة ، مما جعل الرئيس امانويل ماكرون أن تكون القمة حدثاً كبيراً . وتشهد القارة الأفريقية الغنية بالموارد و المواد الخام صراعاً على النفوذ بين القوى العظمى وعلى رأسها الصين التي تقوم باستثمارات ضخمة بدون أجندة سياسية وذات فوائد كبيرة و هذا مصدر قلق لأمريكا و أوروبا ، كما تحاول روسيا إيجاد موطئ قدم عبر الشركة الخدمات الأمنية (فاغنر) وهذا اتهام تنفيه الحكومة الروسية.

جاءت القمة دون طموح الشعوب الافريقية التي كانت تود دورا اكبر للاتحاد الأوروبي في تطوير البنية الزراعية والتنمية المستدامة والتعليم والتدريب المهني ودعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي والسلام والأمن والحكم الرشيد ومكافحة الامراض المستوطنة  كالملاريا والايدز . وبنفس حماس إنتاج لقاحه كوفيد 19، كان الأمل بدعم الإنتاج لمكافحة الجوع والجفاف التي يضرب أجزاءً من شرق وشمال شرق افريقيا.

مبلغ 150 مليار غير كافية، حيث كان المبلغ المقدر هو 300 مليار يورو.

افريقيا محط طموحات كبيرة ويمكن أن تختار شركاءها، كما أن الشراكة  يجب تكن مبتكرة وتحترم الدول الافريقية.

تم اختيار جمهورية مصر لانعقاد القمة الأفريقية – الأوروبية القادمة في نوفمبر 2022م . حيث عقدت أولى دوراتها في مصر في العام 2000م والتي شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين الافريقي والأوروبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى