صلاح  الدين عووضة يكتب : سِفر الخروج!!

22فبراير2022م 

ونُعيد العنوان..

فبعد أن كان عن خاطرة أسفيرية لنا أمس يصير عنواناً لكلمتنا اليوم..

ونُعيد الخاطرة نفسها تمهيداً للكلمة..

وفي البدء كان الكلمة؛ هكذا يقول إنجيل يوحنا… فهي مقولة مسيحية..

وعنواننا هذا ذاته مسيحي… يهودي..

فهو يحكي عن قصة خروج بني إسرائيل… التماساً للنجاة من بطش فرعون..

تقول الخاطرة هذه:

سألته:

ماذا خرجتم من دعوة جبريل؟..

أجاب: خرجنا بالمحمر… والمقمر… والمشمر..

فخرجت من موضوعي معه..

كما سيخرج هو من تبعات الدعوة بالعبارة إياها..

عبارة: لبينا دعوة كريمة… ثم خرجنا..

كخروج ماليتنا… ومالنا… وموالنا… ومآلاتنا… من الباب العريض..

وما أكثرها من أبوابٍ عريضة للخروج الآن..

فنحن نعيش زمان الخروج..

وسفره..

انتهت الخاطرة..

بينما دخل آخرون من الباب الخفيض… في غفلة عن أبصارٍ تحدق عالياً..

تحدق نحو أفقٍ يلوح في نهايته برقٌ خُلَّبٌ..

وهو البرق الخادع..

وما أكثر الخداع – والمخادعين – في عهد الخدعة هذا..

الزمان الذي خدعنا فيه البعض باسم الثورة..

فانخدعنا لهم؛ كزمانٍ خدعنا فيه آخرون باسم الدين… فانخدع لهم البعض..

ولكن عزاءنا أن لكل مخادَعَة مخدعها الذي تأوي إليه..

مثل مخادعٍ أوى إليها الآن نفرٌ ممن خدعونا باسم الثورة أولئك..

حتى وإن كانت مخادع مخادعة..

لا نوم فيها… ولا وسن… ولا غفوة ؛ شعار حراسها (سهر الدجاج ولا نومه)..

ونحن – أنفسنا – ما زلنا في حالة سهر..

منذ أن أليل علينا ليلٌ بعد فجرٍ لم يدم شعاعه إلا قليلا..

رغم أنه كان فجراً صادقاً..

فكيف السبيل إلى هجعةٍ مع نعيق شؤم يأتينا من تلقاء من بأيديهم المال..

أو الذين جثموا على موقعٍ بين يديه المال..

فبات ذو مال يتحكم فيما يليه من مال… وما يلينا نحن أيضاً من مالٍ ومآل..

ثم يضحكون… يضحكون بلا سبب..

أو ربما بسببٍ لا نعلمه نحن… تماماً كما كان يضحك من مضوا مع حمدوك..

وكنا قد عبنا عليهم الضحك في زمن البكاء..

أو الفرح في زمن الترح ؛ فالضحك هنا قلة إحساس… وكثرة إفلاس..

إفلاسٌ من كل الذي يُؤهل للقيادة..

وصاحب الدعوة – والمال – يفتأ يفاجئ الناس بما يُؤرق مضاجعهم..

وبما يُفقر جيوبهم؛ أكثر… فأكثر..

فهو قد وجد سابقيه على أمةٍ وهو على آثارهم مهتد… ولا يجتهد..

لا اجتهاد… ولا ابتكار… ولا تفكير خارج الصندوق..

لا تفكير خارج جيوب الناس..

فكلما ضاقت – جراء ضيق الأفق – ضيّق على الناس..

حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت..

وانسد أمامهم الأفق..

فما يكادون يفيقون من صدمة حتى تصدمهم زيادةٌ – خرافية – جديدة..

في الوقود… في الكهرباء… في الغاز..

بل بلغ الأمر حد أن تطال الصدمة حتى رسوم المشافي الحكومية..

ومن بيده المال – والمآل – يضحك..

ومن فيوض ماله هذا يحاول أن يُضحك آخرين بين يدي المحمر والمقمر..

ولكن عز على كثيرين منهم الضحك..

فهم من هذا الشعب وفيه؛ ولا تُسكر عقولهم – ولا أقلامهم – وليمةٌ عابرة..

ومن قبل كرسنا أقلامنا هذه لمهاجمة حمدوك..

حمدوك… وزمرته… وشلته؛ والمهرولين معه إلينا من وراء البحار..

وكتبنا لأنفسنا سِفر خروجٍ من خبل سياساتهم..

بعد أن كُتب عليهم سفر خروجٍ من جنةٍ مثل التي كانت لأصحاب الجنة..

جنة كتبوا على بابها (لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين)..

أو لا يدخلنها عليكم إلا من كان موالياً… أو مسايراً… أو (مياسراً)..

واجتهد لتفهم معنى الكلمة بين القوسين هذه..

أما من بيده مالنا – ومآلنا – فلا يجتهد أصلاً… إلا في رسم سياسة الدعوات..

دعوات المحمر… والمقمر… والمشمر..

ولن يهدأ لنا – ولا لأقلامنا – بالٌ إلا أن يُكتب عليه مثل ما قد مضى..

على زمنٍ مضى… وعلى من مضوا معه..

سِفر الخروج!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى