محمد تاج الدين الحلو يكتب : على رحاب أم ضواً بان التقينا..

تعد أم ضواً بان إحدى بوادي الرزيقات التي شع ضوؤها منذ أن أسرج العمدة أبونوبة راحلته صوب هذه البقعة الساحرة بجمالها ورهودها البيض ذات المياه العذبة ليتحقق للعمدة أبو نوبة ما أراد لأهل البادية أن يكون من فرص للتعليم علاوة على الرعاية الصحية عبر المراكز التي صارت بمثابة ملاذ آمن للساكنين بالقرب من هذه المنطقة، فما كان علينا سوى التحرك صوب أم ضواً بان كي نشارك أهلها فرحتي النجاح الكبير الذي حققه العمدة وفرحة زواج الدكتور حذيفة الذي تجسدت من خلاله كافة معاني قدسية المكان، حيث انصهرت الحداثة بالموروث ليكون العز أهل  فما التنادي لسكان البوادي بالرهود البيض إلا كي يزف حذيفة عريساً محمولاً على ظهر القصواء وفاء وعرفاناً لهذا الشاب الذي أحب أهله وبادلوه الحب بالحب ..

ما لفت نظري وأنا أدلف لام ضواً بان هو الاستقرار وسط الرحل الذي تشهده المنطقة، حيث كان واقعاً فرضه العمدة أبونوبة لإدراكه جيداً أهمية التعليم، فها هي المدارس شاخصة تعلم الناشئة علماً يستبين به سبل الرشاد، فالتحية والتجلة لهذا العمدة مؤسس نهضة قوامها العدل والمساواة بين المجتمع، الأمر الذي جعل من الجريمة أن تتلاشى بصورة تامة من بين السكان ليكون عرس حذيفة رسالة واضحة المعالم على السلم الاجتماعي الذي تحقق بأم ضواً بان لتخرج في يوم زينتها معبرة عن الكرم والشجاعة التي شب عليها إنسان تلك المنطقة حيث عبر عن ذلك من خلال الرقصات الشعبية وتراث البوادي العتيق حيث  الحارن والمبردات والتويا والجار وأم هجو وام ردوس، وقد قال في ذلك شاعرهم بقوله:

يا قرجي ألفي أراضي النيل …

أبهاتك في العرب حاكمين

يا ود عز قديم الساس..

الباحش للدروب حراس

كبن على السبيب يادود العشية المارق مع المغيب

أخونا هي يا ود الدكي الماك غريب

إن الحفاوة وتنافس أبناء العمدة لخدمتنا التي ونحن في حضرة أسرة العمدة الذي لم يتوقف لحظة عن تفقد الضيوف بنفسه وهو يبادلهم الضحكات ليدخل إلى الجمع العريس على صهوة التلب تتقدمه الحسان برقصة الشقلاب والشباب من حولهن في حماس كبير بينما يلوح الكبار بالبشرى، لنعود بعدها أدراجنا في جو ماطر مما أحدث عطباً بسيارتنا على تخوم منطقة ابقى راجل، حيث الميرم التايا التي أكرمتنا أيما كرم….

ونواصل …

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى