حميدتي في جوبا.. ما وراء الزيارة

 

تقرير: محمد سيف    18فبراير2022م

أنهى نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، زيارة الى جوبا, بحث مع رئيس دولة جنوب الفريق أول سلفا كير ميارديت ، سبل تنفيذ اتفاق جوبا للسلام. وناقش اللقاء سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح في أكتوبر من العام 2021.

وقال الوزير بمكتب رئيس جنوب السودان، برنابا مريال بنجامين في تصريحات ، إن “دقلو التقى سلفا كير بمكتبه في لقاء هدف لبحث العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية المتضمنة في اتفاق جوبا للسلام بين الأطراف السودانية”. وأضاف بالقول: تناقشا حول سبل تنفيذ اتفاق سلام السودان الذي تم في جوبا، كما بحث الاجتماع العقبات التي تعترض سير اتفاق السلام المنشط. وأشار إلى أن سلفا كير وجّه دعوة لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني لحضور اجتماع مؤسسة الرئاسة، للاستماع لتقارير عن سير تنفيذ اتفاقيات السلام في السودان وجنوب السودان. وقاد “حميدتي” الوساطة في عمليات التفاوض بين الأطراف الجنوبية ممثلاً لحكومة السودان، حيث كللت مساعي الخرطوم بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتولي زعيم المعارضة رياك مشار منصب النائب الأول في حكومة جوبا. كما تمّ إدماج قوات الفصائل المُعارضة في معسكرات التدريب، في إطار تشكيل قوات جنوب السودان الموحدة، فضلًا عن تكوين البرلمان القومي. زيارة “حميدتي” الى جوبا في هذا التوقيت يفتح الباب امام سؤال حول ما وراء لقاء جوبا. وماذا يحمل في حقيبته.؟؟

رأب الصدع

ويرى المحلل السياسي البروفيسور محمد حسين أبو صالح أن الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى جوبا عاصمة جنوب السودان الغرض منها الإصلاح بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار. ولفت الى ان الفترة الاخيرة شهدت هوة كبيرة وخلافا بينهما استدعت معه تدخل الوسيط السوداني لرأب الصدع بينهما, وقال لـ(الصيحة) جاءت زيارة “حميدتي” نسبة لانه رئيس لوفد الحكومة السودانية لتسهيل التفاوض بين الفرقاء السياسيين في جوبا, الأمر الذي أدى إلى تكوين حكومة وطنية برئاسة سلفا كير, وزعيم المعارضة رياك مشار نائبا له. واستبعد صالح ان يكون سفر “حميدتي” الأخير إلى جوبا من اجل بحث الترتيبات الأمنية بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح, باعتبار ان الامر داخلي يفترض ان تكون مناقشته بين قادة القوات المسلحة, وقادة حركات الكفاح المسلح, والمستشار توت قلواك, موفد حكومة جنوب السودان لمتابعة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية على أرض الواقع وبأسرع وقت ممكن.

رئيس الوساطة

فيما قال القانوني الأستاذ بارود صندل إن الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “حميدتي” إلى جوبا , بحكم انه كان رئيسا للجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان. وقال لـ(الصيحة) الفريق “حميدتي” كان من قبل قائدا للوساطة التي دفعت بها الحكومة السودانية, لإجراء عملية الوساطة بين الأطراف السياسية الجنوبية المتناحرة, مما أدى إلى اتفاق الطرفين, وتم توقيع وثيقة نشطت بموجبها اتفاقية منهارة, وقعت قبل سنوات وبعد هذا الاتفاق التي تم تحت مسمى حكومة الوحدة الوطنية تولى فيها رياك مشار النائب الأول للرئيس سلفا كير ميارديت في حكومة جوبا وتم إدماج قوات الفصائل المعارضة في معسكرات التدريب لتشكيل قوات جنوب السودان الموحدة. ويرى ان زيارة “حميدتي” الاخيرة كانت لتهدئة أطراف سلام جنوب السودان بعد حدوث جفوة كبيرة بين الطرفين خلال الفترة الماضية, واستبعد صندل أن تكون هذه الزيارة لها علاقه بالترتيبات الامنية الخاصة بسلام السودان, أو تكملته بإضافة الحركات غير الموقعة عليه.

طبيعة الوفد

وفي ذات السياق، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الأستاذ أحمد الطيب السماني لـ(الصيحة) من خلال طبيعة تشكيل الوفد الذي رافق “حميدتي” لجوبا, والذي ضم وزير الدفاع المكلف الفريق يس إبراهيم, ومدير الاستخبارات اللواء ركن احمد حنان احمد صبير وممثلا لجهاز المخابرات العامة وممثلا للدعم السريع, قال انها زيارة في شكلها عسكرية وامنية في المقام الاول, سبقها زيارة قام بها “حميدتي” للإمارات العربية التي تريد استقرار السودان لاهميته في المنطقة، بجانب ضم حركات الكفاح المسلح في جيش واحد, حتى يقف معها اي السودان ضد الاعتداءات الحوثية المتكررة عليها. واضاف كل هذه الأحداث تدل على أن الزيارة لبحث تنفيذ الترتيبات الأمنية بأقصى سرعة ممكنة, بجانب ذلك استكمال السلام مع حركتي عبد العزيز الحلو, وعبد الواحد محمد نور. بالاضافة لبحث تأجيل الانتخابات حتى يتم إكمال هياكل السلطة, وبناء المفوضيات الخاصة بالانتخابات وكيفية التوافق الوطني من خلال إنشاء دستور جامع واستكمال ملف السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى