زيادات الكهرباء تقصم ظهر المُواطنين!!

 

موظف: فاتورة الكهرباء تساوي ثلث راتبي

ربة منزل: زيادة أسعار الكهرباء مُؤلمة وتزيدنا فقراً

مزارع: “العيشة صعبة راعوا لينا يا حكومة”

أعلنت الحكومة السودانية، عن تطبيق زيادات كبيرة في أسعار الكهرباء وصلت الى نحو 500% في القطاعات السكنية والزراعية والصناعية والخدمية!!

ولقد قابل المُواطنون هذه الزيادة بتضجُّر كبير، واعتبروا أنّها أدّت الى توسيع مُعاناتهم..

استطلاع: عزو بريمة   17فبراير2022م 

ولقد استطلعت “الصيحة”، عدداً من المواطنين وكان حديثهم على النحو التالي:-

 

ثلث راتبي

قال محمد كشومة وهو رب أسرة يعمل موظفاً براتب شهري محدود، قال إنه تفاجأ بالزيادة الكبيرة في الكهرباء، مبيناً أنه وجد الكهرباء التي كان يشتريها بما يعادل 1000 جنيه سوداني اليوم بالزيادة الجديدة تُوازي 9000 جنيه، وأوضح أن الفاتورة الجديدة تساوي ثلث راتبه الشهري، وقال في رسالة للجهات المعنية، إن الوضع لا يحتمل، مُتمنياً أن تتراجع الحكومة عن هذه الزيادة.

زيادة مؤلمة

قالت ربة منزل تعول خمسة أطفال صغار وتعمل بمطعم أكلات بلدية في سوق ليبيا بأمبدة، قالت إنها تعاني كل المعاناة من الأوضاع المعيشية من مواصلات الى رسوم دراسية وغلاء معيشة وتعطيل للعمل بسبب المليونيات، بجانب كل هذا تفاجأت بالزيادة المهولة في الكهرباء، مبينة أنها تعمل أحياناً بالموقد الكهربائي (وهو موقد يعمل بالطاقة الكهربائية) ، وذكرت أن هذه الزيادة تعتبر إضافةً لمُعاناتها، وهي تناشد الحكومة والجهات المسؤولة بالتراجع عن هذه القرارات.

 

إبراهيم محمد مزارع بالشمالية، قال ان زيادة أسعار الكهرباء من شأنها مضاعفة تكلفة مصدر دخلنا الوحيد، يعني الزراعة أصبحت تعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء، ونحن في الحامداب لدينا حوالي 1500 مزارع مداومون بالحواشات يعولوا 3500 أسرة، حياتهم كلها مبنية على عملية الزراعة، فارتفاع أسعار الكهرباء ومُدخلات الإنتاج الزراعي هي عوائق لاستمرار عملنا كمزارعين، ونُطالب الحكومة (تشوف لينا حل وأن تتراجع عن الزيادة الأخيرة.. العيشة صعبة والله.. راعوا لينا يا حكومة).

 

▪ ملك احمد ربة منزل وموظفة قالت: زيادة الكهرباء اصبحت هاجسا للشعب السوداني، ولا سيما ان معظم الشعب تحت خط الفقر وهذه الزيادات بمثابة ضاغط وعبء لا يُطاق، فعلى إثر تلك الزيادة المبالغ فيها تصبح كل السلع والأشياء الضرورية للأسرة في ازدياد تراتبي مع سعر الكهرباء الجديد لأن كل شيء مرتبط بالكهرباء، معظم الأُسر للأسف سوف تضطر إلى مفارقة الكهرباء كما اضطرت لتناسي الكثير من قبلها.. وهذا إن وصفناه سنصفه ظلماً في حق هذا المواطن المغلوب على أمره، الكهرباء والخبز والوقود وللأسف من 2019 ثورة ديسمبر كل يوم ترفع عنها الدعومات من غير مبرّر، وإذا برّرنا هذا التصرف سنرجعه الى عدم الكفاءات التي يحلم بها الشعب السودان أن تجلس على كرسي المسؤولية حالمين بحياة أفضل، ولكن لم يحصدوا سوى الألم والقهر، ونصيحتي لكل الناس اللجوء إلى الله هو الوسيلة الفضلى للخروج إلى بر الأمان.

الصناعة

قال الأمين العام السابق للغرفة التجارية في الخرطوم، الطيب طلب، إن زيادة أسعار الكهرباء انسحبت على بعض أسعار السلع الاستهلاكية، وأضاف طلب: رغم عدم اعتماد القطاع الصناعي على الكهرباء بشكل كلي بسبب مشاكلها المتكررة في السودان وتركيزه أكثر على التوليد بالجازولين، إلا أن ذلك يتسبّب أيضاً في زيادة تكلفة السلع الاستهلاكية المنتجة محلياً.

وهددت الغرف الصناعية في السودان، بتوقف المصانع عن العمل، اعتراضاً على إقرار الحكومة زيادة في أسعار الكهرباء للقطاع الصناعي بنسبة تصل إلى 600% في مُوازنة العام المقبل 2022، مشيراً إلى أن هذه الزيادة ستؤثِّر سلباً على الإنتاج وإلى ضرورة تجميد القرارات الحكومية الأخيرة، وإعادة النظر فيها بواسطة خُبراء، لمُراعاة المصلحة العامة تفادياً للآثار السالبة على القطاع.

 

تبرير وزارة المالية

ولم تشر وزارة المالية إلى أسباب زيادة أسعار الكهرباء، لكن وزير المالية والاقتصاد جبريل إبراهيم كان قد أكد في وقت سابق على ضرورة رفع الدعم عن قطاع الكهرباء لإزالة التشوهات العالقة بالاقتصاد الوطني على حد تعبيره، وقال إنّ من بين تخفيضات الميزانية الجديدة للدولة خفض دعم القمح والكهرباء.

 

القطاع الزراعي.. مصادر طاقة بديلة

المحلل الاقتصادي محمد الطيب قال، إن الزيادة التي طرأت على القطاع الكهربائي تؤدي لارتفاع فاتورة الري الكهربائي للمشاريع الزراعية، ما يضطرنا لتعديل تعرفة الري بالطلمبات الكهربائية لتغطية العجز، وهذه الزيادات تؤثر بشكل كبير في مجملها على القطاع الزراعي بالسودان وتترتّب عليها آثار عديدة من ضمنها:-

تقليل الإنتاج في المناطق الزراعية المرتبطة بالطاقة الكهربائية، مما يؤدي إلى خفض معدلات الإنتاج مقارنةً بالتكاليف الفجائية، وقد لا تتوافر عوامل إنتاج أخرى حيال ذلك، ويفترض بعد زيادة التعرفة كان لا بد أن تكون هناك  مصادر طاقة بديلة من قِبل الجهات المعنية بالأمر لتجاوز الأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى