(الصيحة) داخل مخطط إسكان ود رملي.. توصيل المياه والكهرباء عراقيل تُهدِّد اكتمال المشروع

 

ود رملي: معتز عبد القيوم    16فبراير2022م 

تجولت صحيفة (الصيحة) داخل المنطقة السكنية المقترحة لتهجير أهالي ود رملى شمال الجيلي وجنوب مصفاة الخرطوم بقري، بالصورة والقلم والاستماع لبعض المواطنين، حيث كشفت مدى القصور والإهمال من الدولة ممثلة في وزارة البنى التحتية وولاية الخرطوم، الى جانب الوحدة الإدارية بالجيلي، كما كشفت الجولة بعض العراقيل التي تحاصر البناء من أهل المنطقة…

إيقاف توصيل المياه والكهرباء

صدر هذا القرار من قبل مدير عام وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم المهندس حسن عيسى، حيث سلم المواطنون والجهات المختصة في إسكان ود رملي، صورة من القرار القاضي بإيقاف عملية توصيل المياه والكهرباء الى المخطط السكني جديد الإنشاء، مما تسبب في خلق ازمة كبيره ظل يعاني منها المواطنون الذين تكبدوا المشاق وقاموا بالعمل وتشييد منازلهم في المخطط، حيث ان عملية جلب المياه من اماكن بعيدة من المخطط هدت من عضد شبابهم وشاباتهم الذين يشاركون بعضهم في البناء والتشييد.

خلاف الأحامدة

ولا يخفى على احد اول شرارة الازمة الماثلة هذه، حيث ظهر الخلاف بعد شبهات لاعتداء بعض القاطنين في المنطقة مكان المخطط الذي هجر اليه سكان ود رملي من المدينة القديمة التي عانت من فيضانات النيل وانهيار لمعظم منازلهم في الاعوام الماضية، وهذا الخلاف تم احتواؤه تماماً فيما بعد، ما عدا بعض التعديات التي تظهر هنا وهناك.

اتفاق اللجنة الأمنية

الى ذلك، وبعد تدخلات كثيرة تم اتفاق مسبق بين قيادة اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم بين مواطني ود رملي والأحامدة، وتمت مباركة واسعة لطي صفحات الخلاف حول الإسكان والأراضي بالمنطقة.

نقصٌ في المساحة

ومن خلال الجولة التي قمنا بها في مخطط ود رملي السكني، اتضح بعض احاديث مواطنين أن من (2605) قطع سكنية تم استلام (1800) قطعة فقط وتم تشييد (300) منزل حتى الآن في المربعات (1/2/3)، وكشفت الزيارة ان هناك نقصا في المساحة المقررة من قبل التخطيط العمراني شرق طريق التحدي، وان هناك امتارا منتقصة من المساحة الاصلية للقطعة الواحدة، بينما تم قبول المواطنين الذين يشيدون منازلهم الآن بتقدير المساحة الجديد الذي اقدمت عليه هيئة التخطيط والمساحة في تقليص مساحة الطرق الداخلية من (15) متراً الى (10) امتار.

عراقيل تُهدِّد بالهدم

كما أن زيارة (الصيحة) الى مخطط ود رملي السكني كشفت عن وجود خلاف بين المواطنين الذين يشيدون منازلهم الآن فى المخطط شرق طريق التحدي، وبين المواطنين الذين مازالوا يصرون على البقاء في ود رملي القديمة غرب طريق التحدي المهددة بالغرق في كل عام، حيث إن بذرة الخلاف المتجددة الآن تريد العودة الى المخطط والتخطيط القديم للطرق والشوارع الداخلية في مساحة (15) مترا وعدم القبول بالمساحة الجديدة المتفق عليها وهي (10) امتار، ويصر الطرفان على رأيهما وهذا ما جعل المواطنين يرفضون البناء وتشييد منازلهم في المخطط الجديد خوفاً من ان يصدر قرارٌ يقضي بهدم منازلهم التي سيتعبون في تشييدها.

مربع (4) صفر

أما مربع (4) من الخُطة الإسكانية لمواطني ود رملي، فقد كشفت الزيارة انه لم يتم تسليم القطع المتفق عليها للمواطنين، بينما ظلت الأغلبية منهم غرب طريق التحدي عند المخيم يعانون من ويلات البرد القارس والهواء وحرارة الشمس الحارقة في بعض الأحيان.

مُطالبات الأهالي

وفي ختام الجولة، طالب عدد من المواطنين رفع مطالبهم الى الجهات العليا في الدولة، بدايةً من الوحدة الإدارية، مرورا بالوزارة في التخطيط العمراني والإسكان، إلى جانب الأراضي والقائمين على أمرها ومن ثم إدارتي هيئة الكهرباء والمياه للإسراع في توصيل المياه والكهرباء لمساعدة الأسر على تكملة تشييد المساكن والمباني والمدارس والمستشفيات والمساجد والخلاوي وغيرها من الخدمات ذات الأهمية في مخطط ود رملي السكني.

مازال التعدي متواصلاً

وظهر للمواطنين أن عملية التعدي على القطع السكنية في المخطط السكني بود رملي ما زال متواصلاً ولم يتوقف بعد، خاصةً في الجهة الشمالية من المخطط وان المواطنين لمسوا تحركات وإنشاء تروس بين المخطط والمنطقة الأخرى جنوبي المخطط السكني، في إشارة واضحة إلى زيادة التعدي على القطع السكنية التي تخص المواطنين في غياب المسؤولين والأهالي انفسهم وانشغالهم بخلافات ستؤدي الى انهيار المشروع الجديد تماماً.

توقُّف تشييد المنازل

الى ذلك، اضطرّ عدد من الشركات والهيئات، في مقدمتها مشروع الشيخة بنت سعيد لإسكان المتضررين من إيقاف مشاريع البناء والتشييد في مشروع اسكان ود رملي الجديد، بعدما لمست هذه المنظمات والهيئات ان هناك خلافات ستؤثر عليها وعلى سمعتها في العالم وفي الشرق الأوسط وأفريقيا على وجه الخصوص، بينما يحاول عدد من المواطنين استجداء التعاطف من المؤسسة لأجل تكملة البناء للمنازل، باعتبار انهم يسكنون في هذا المخطط وهذا مأوى لهم ولا يريدون الذهاب منه إلى غيره، وبعد محاولات استجابت الشركة أو المؤسسة وبعثت عاملين لتكملة المنزل.

فاعلو الخير يمتنعون

كما امتنع عدد من رجال الأعمال وفاعلي الخير والداعمين لعمليات البناء والإنشاء عن تقديم مساعداتهم المتخصصة في البناء والتشييد من خلال الدفع وتقديم المساعدات للمواطنين بعد تعرفهم بأحوال المخطط السكني والخلافات الناشبة فيه بين المواطنين أنفسهم، والمواطنين المتسببين في الاعتداء على المخطط السكني بود رملي، وقد كشفت الزيارة أن عدداً من رجال الأعمال أوقفوا دعماً قد قطعوه على أنفسهم بإنشاء منازل ومساكن كاملة حتى تكتمل وتُسلّم للمتضررين في مخيم ود رملي، إلى جانب القيام بإنشاء عدد من المدارس الأساسية للبنين والبنات، والمتوسطة للبنين والبنات، والثانوية للبنين والبنات، وإنشاء رياض للأطفال ودُور للعبادة متمثلة في تشييد الخلاوي والمساجد ودُور تحفيظ القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى