د. رباب طه عبد الرحمن تكتب : اليوم العالمي للراديو – أهداف حققتها (هنا أم درمان)

14فبراير2022م

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للراديو الموافق الثالث عشر من فبراير من كل عام هذا العام، حاملاً عدداً من الرسائل، أولها الاهتمام بالمحتوى المقدم. وثانيها الاهتمام بالجمهور المستهدف. وثالثها مرونة الإذاعات وتكيفها.

وبالنظر لهذه المحاور الثلاثة التي قام عليها الاحتفال باليوم العالمي للراديو هذا العام،  نجد ان إذاعة أم درمان ومنذ نشأتها في اربعينيات القرن الماضي، حملت مضمونا برامجيا مميزاً ظهر في برامجها التي خدمت أهداف نشأتها آنذاك، ومن ثم تنوعت الأهداف وتباينت مع كل مرحلة من المراحل التي مرت بها إذاعة أم درمان، فالمحتوى الذي حملته برامج إذاعة أم درمان على تعاقب ازمنتها، تميّز بالاهتمام بما يحتاجه الانسان السوداني من معارف مختلفة شملت الآداب والفنون والثقافة والاقتصاد والتنمية والأخبار، وهو ما جعلها في وجدان المواطن السوداني، ليس في العاصمة الخرطوم فحسب، بل امتدت لكل بقاع الوطن فشعر كل مواطن سوداني ان إذاعة أم درمان تهتم به وتمثله وتحقق له ما يرغب ويحتاج من المعلومة، فوحدت الإذاعة السودانية وجدان السودانيين حولها فحققت شعارها (هنا أم درمان – وحدة الوجدان).

كما ان إذاعة أم درمان اهتمت وهي تضع هذه البرمجة المميزة بالجمهور المستهدف عبر بحوث الآراء حول البرمجة والتي نفذتها واحدة من أعرق الإدارات في الإذاعة وهي إدارة البحوث والتخطيط التي ظلت شريكاً أساسياً في وضع الخريطة البرامجية مستهدية باحتياجات المواطن السوداني، ومسترشدة برأيه فيما يجب ان يكون من برامج وما لا يجب ان يُوضع في الخارطة، فوضع المواطن السوداني الخارطة البرامجية التي تلائمه، فشعر بأنها اذاعته القومية الأقرب الى وجدانه وكيانه وقلبه، والتي يصعب منافستها.

كما ان الإذاعة القومية وهي تضع كل ذلك في اعتبارها، فإنّها تحقق المحور الثالث من الرسائل التي خصصها اليونسكو لاحتفال هذا العام باليوم العالمي للراديو والمتمثل في مرونة الإذاعة.

فبمجرد ان اصبح المستمع شريكاً في وضع البرمجة الاذاعية عبر اختياره لمحتواها تعديلا واقتراحا وتوجيها، وبمجرد ان استجابت إدارة الإذاعة، ووجهت المحتوى البرامجي نحو تلبية رغبات المستمع، فإنها تنجح في تحقيق معادلة ان تصبح  الإذاعة المفضلة وسط زخم الإذاعات المختلفة والمتعددة، حيث يصبح المستمع أسيراً لها ويظل مؤشر الإذاعة مستقراً عندها.

هذه المعادلة الصعبة، نجحت هنا أم درمان في تحقيقها بإجادة تامّة وعلى مدى عقود عدة، حيث أصبحت تمثل مرتكزاً أساسياً في الإعلام السوداني، كما انها اهتمت بالخدمات الاذاعية المختلفة الموازية للإذاعة، فأنشأت اذاعات (السلام، البيت السوداني، الشباب والرياضة، الأفريقية ووادي النيل)، وجميعها نشأت بغرض إشباع رغبات المواطن السوداني ليجد ما يبتغيه من معلومة وترفيه واخبار وإعلام، بجانب ما يجده فى الإذاعة الأم القومية (هنا أم درمان).

وهكذا، فإن إذاعة أم درمان ظلت على مدى تاريخها وتجربتها الطويلة تحقق الاهداف التي ترمي اليها الرسائل التي اطلقتها اليونسكو لاحتفال هذا العام باليوم العالمي للراديو، وهو ما وضح في التفاف السودانيين حول الإذاعة الأم (هنا أم درمان)، ومدى الشغف بها، الذي يمتد حتى اقاصي السودان، حضره وبواديه، ريفه ومدنه لتحقق الإذاعة القومية شعارا رفعته لعقود طويلة وهو (هنا أم درمان – وحدة الوجدان، وحدة السودان).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى