هل تراجع دعم التطبيع مع إسرائيل؟

 

تقرير: صلاح مختار   3فبراير2022م 

ادّعت القناة الاسرائيلية الرسمية ان الغضب الجماهيري والنخبوي في السودان ادى الى تراجع كبير في دعم التطبيع مع اسرائيل. وأبرزت القناة الاسرائيلية أنّ أكثر ما أثار غضب السودانيين هو الزيارة التي قام بها وفد أمني إسرائيلي إلى الخرطوم، وأوضحت أنّ الغضب الجماهيري والنخبوي أدى إلى تراجع كبير في دعم النخب السودانية للتطبيع.

وفي نفس السياق، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي فيي، ان غياب الحكومة التي يقودها المدنيون اثر على مفاوضات التطبيع مع اسرائيل. بينما رأي خبراء سودانيون ان توقف عمليات التطبيع بسبب عدم وجود حكومة في السودان وعدم عرض التطبيع على مجلس تشريعي يوافق على التطبيع أو يرفضه.

ضعف الموقف

ويقول المختص في الشؤون الاسرائيلية ابراهيم عثمان، ليس للحراك الجماهيري أي علاقة بتراجع التطبيع مع اسرائيل, ولكن في ظل الظروف الحالية وعدم وجود اي حكومة لا اظن ان تتبنى اي جهة عملية التطبيع، بمعنى ليست هنالك مصلحة في ظل ضعف موقف الحكومة. وقال لـ(الصيحة) الشارع لا يقبل التطبيع الاسرائيلي بأي حال من الأحوال، ولا تستطيع اي حكومة ان تتقدم اي خطوة علنية حتى وان كانت الاتصالات سراً، فإن القنوات الاسرائيلية هي التي تقوم بكشف حقيقة تلك الاتصالات الحكومية مع اسرائيل. بالتالي القضية ليست في الحراك الرافض للتطبيع وتراجع دعم التطبيع، وانما القضية كلها مرفوضة من الشعب لا يقبل بها. اما اذا كان هنالك بعض الناس يسعون لذلك، فإن (لكل قاعدة شواذ), اما من ناحية شرعية لا يجوز، ناهيك عن الناحية الواقعية او الفعلية، وقال: الذين طبعوا مع اسرائيل ماذا استفادوا او افادوا من ذلك؟

موقف محايد

أحد الأكاديميين السودانيين أجرت معه قناة اسرائيلية، مقابلة وكان متحمِّساً للتطبيع؛ حيث أكد أنه يرى أنّ إسرائيل لم تتبنّ موقفاً محايداً من الصراع الداخلي في السودان، ويرى محللون أن إسرائيل ليست لديها خيارات، حول ما يدور من أحداث سوى الانتظار والترقُّب، وعدم اعتبارها مُنحازة لما يجري. ولكن وسائل إعلام إسرائيلية أخرى توقّعت أن تكون للأحداث الأخيرة في السودان تداعيات سلبية على مُستقبل عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.

قديمٌ مُتجدِّدٌ

واستبعد محلل عسكري لواء الصادق علي لـ(الصيحة) ان يكون وراء الحديث اي خلفيات بالحراك الجماهيري أو حركة النخب السياسية في السودان، وقال ليس من شعارات التظاهرات التطبيع مع اسرائيل او رفض التطبيع، لجهة ان البعض يرى انها تناقش في ظل وجود برلمان, وليس الآن، اما من ناحية النخب السياسية ليست واسعة سوى من حزب الأمة فقط او بعض القوى الإسلامية التي ترفض المبدأ، وقال ان التطبيع مع اسرائيل موضوع قديم متجدد تأخذ منحىً تصاعديا او تنازليا حسب الاوضاع الداخلية، وبالتالي الناظر الى الشارع الآن يجد انه غير مترابط ومفكك وليس هنالك رؤى موحدة، وساعد في ذلك عدم وجود حكومة مدنية اصلاً حتى تقرر في السياسات الخارجية.

ويقول مصدرٌ لـ(الصيحة) ، الموساد في السودان الأقدم والأوسع انتشاراً، ولكن الرغبة في التطبيع لدى الشعب السوداني حقيقة غالبة بسبب التجاهل العربي للشعب السوداني وخيبته في العرب.

التطبيع المتردد

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي سوداني، لم تسمه، قوله إنّ “التطبيع مع إسرائيل سيستمر”. وأضاف: “ظاهرياً، لا يُتوقع أن يتأثر التطبيع المتردد مع إسرائيل بالأحداث التي تجرى في السودان بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى