اعتمده البيت الأبيض .. جودفري.. “سفير استثنائي للخرطوم”

 

تقرير: مريم أبشر      29يناير2022م 

دفعت الإدارة الامريكية ممثلة في البيت الابيض امس، بترشيح  سفيرين لها للسودان ودولة جنوب السودان الى مجلس الشيوخ للموافقة عليهما.

حيث دفعت بالسفير جون جودفري للخرطوم ومايكل أدلر سفيراً لجوبا، ورغم اهمية الخطوة، إلا ان البعض يراها تأخرت كثيراً، خاصة وان البلدين اتفقا على الترفيع الدبلوماسي لدرجة السفير بدلاً من القائم بالأعمال منذ اول زيارة قام بها رئيس الوزراء المستقيل الدكتور عبد الله حمدوك في العام 2020، حيث نفذ حينها السودان الاتفاق مباشرةً باعتماد السفير نور الدين ساتي سفيراً للسودان بالولايات المتحدة الأمريكية.

 تداعيات:

ويعد السفير جون جودفري المرشح سفيراً للسودان،  أول سفير يُعتمد بالخرطوم منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث خفضت واشنطن مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع السودان من درجة سفير إلى قائم بالأعمال إبان العهد البائد، وذلك بعد اتهام النظام القائم حينها بدعمها للإرهاب. وظل تمثيل واشنطن بمستوى منخفض رغم إنها أقامت أكبر بعثة دبلوماسية لها بالقارة الأفريقية الكائنة بضاحية سوبا شرق.

مواصفات:

السفير جون جودفري يعد من الدبلوماسيين المهنيين بالخارجية الأمريكية ولم يدخلها عبر التعيين  السياسي. حيث عمل من قبل  دبلوماسباً في بعض الدول العربية على رأسها المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا وليبيا، كما عمل كذلك في تركمانستان كما تشير سيرته المهنية.

جودفري لم يكن اختياره عادياً، حيث انه يحمل ماجستيرا في دراسات الشرق الأوسط ويتحدث العربية بطلاقة، فضلاً عن خبرته العملية بالمنطقة العربية. ويشغل حالياً منصب القائم بأعمال مبعوث مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الامريكية وهي احد الملفات ذات الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة.

لوائحٌ ونظمٌ:

وفق النظم واللوائح الامريكية، فانّ اعتماد تعيين سفير لدى اي دولة خارجية يتم عبر عدة مراحل. فبعد اعتماده من قبل الإدارة الأمريكية، يتم اعتماده من قبل الكونغرس بشقيه الشيوخ والنواب، ثم عبر الكونغرس وذلك إما بموافقة أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي أو بالإجماع دون تصويت.

 

خطوةٌ استباقيةٌ:

استبقت الخارجية الأمريكية، تعيين سفير مكتمل المهام لديها بالخرطوم بتعيين السفيرة لوسي تاملين قائمة بالأعمال بسفارتها في الخرطوم، وتعد السفيرة لوسي تاملين، العضوة المهنية في السلك الدبلوماسي الأقدم، بدرجة وزير مستشار.

وحسب وزير الخارجية انتوني بلينكن في حديث له قبيل تعيينه لوسي، فان السفيرة ستعمل بصفة القائم بالأعمال مؤقتًا في سفارة واشنطن لدى الخرطوم، بعد ترشيح بريان شوكان سفيرا للولايات المتحدة في جمهورية بنين، و قال ان السفيرة تاملين التي تمتلك  خبرة كبيرة ستضفي بُعداً دبلوماسياً كبيراً على هذا المنصب، حيث شغلت سابقًا منصب مدير مكتب المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان وسفير الولايات المتحدة في جمهورية بنين ثم في جمهورية افريقيا الوسطى. واضاف سأرسل السفيرة تاملين إلى الخرطوم خلال هذا المنعطف الحرج في التحول الديمقراطي بالسودان بثقة واشنطن الكاملة وراءها. وزاد ستعمل السفيرة تاملين في هذا الدور في انتظار ترشيح وتأكيد سفير الولايات المتحدة في السودان. وعبر عن تقديره العميق للقائم بأعمال السفير شوكان لقيادته المتميزة في الشراكة مع الجهات السودانية لتحقيق انتقال ديمقراطي وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.

 ما وراء التخصص:

يرى الدبلوماسي والخبير السفير جمال محمد ابراهيم أن اختيار الولايات المتحدة تركز على اختيار سفير يتقلّد لدى خارجيتها ملف مكافحة الإرهاب وهي من ملفات القضايا ذات الأولوية لدى الولايات المتحدة، كما يعتقد ان الاختيار كان مقصوداً، خاصة ان واشنطن لديها تحفظات على الأوضاع الأمنية والتداعيات التي تجرى في الشارع السوداني والعنف الذي يواجهه الثوار السلميون.

 

 وَضعٌ مُختلفٌ:

خبير دبلوماسي وقانوني يرى أن اختيار جودفري سفيراً للسودان قد تم  بعناية من قبل البيت الابيض ولم يكن اعتباطاً، لجهة ان الرجل متخصص في مجال الارهاب بالخارجية الامريكية. ويضيف لـ”الصيحة”: الوضع الذي يعيشه السودان حالياً بتعقيداته و اضطرابه الامني والسياسي والاقتصادي يتطلب اختيار شخصية بمواصفات جودفري الملم بالتعقيدات في المناطق المضطربة، ويرى انه يمثل سفيرا استثنائيا في وضع وظرف استثنائي يمر به السودان في تاريخه الراهن، و اشار الى ان ما يمر به السودان يجعل من الصعب اختيار دبلوماسي عادي بمواصفات سفير عادي، نظراً للوضع المضطرب وكيفية القدرة على التعامل معه، و يعتقد ان الولايات المتحدة بدفعها لسفير كامل الترفيع وفقاً للاتفاق الذي تم مع رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك المُستقيل، يدل على انها تتعامل بقدر كبير من المهادنة مع النظام القائم الآن، ويرى ان واشنطن ربما تسعى عبر التعامل المباشر مُمارسة المزيد من الضُغوط، من أجل استمرار المسار الديمقراطي والحكم المدني في السُّودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى