الغالي شقيفات يكتب : شماتة الكيزان

20يناير2022م 

منذ الإطاحة بهم عبر الثورة الشعبية وكنسهم من مؤسسات الحكم في السودان، ظلت كوادر المؤتمر الوطني تسعى إلى تعطيل الدولة وازدراء الثورة والثوار، وتعمل آلياتهم الإعلامية ليل نهار في نشر الإحباط والتقليل من التغيير الذي ذهب بهم الى مزبلة التاريخ، وأدخل قياداتهم السجون جزاء ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب السوداني الأبي، وتأتي حملاتهم المنظمة في ظل غياب مفوضية مكافحة الفساد وتقاعُس لجنة إزالة التمكين ومُحاربة الفساد يومها في مُحاسبتهم، وما أن جاءت قرارات القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان حتى اصطف الكيزان خلفها “الأعمى شايل المكسر”، ظناً منهم أنهم عائدون إلى السلطة، ولكن خاب فألهم وهم لا يعلمون أن كل الدول المُحيطة بالسودان لا ترغب في عودتهم، وأن الشعب يكرههم، وقد هتف: “الجوع ولا الكيزان”، وكذلك دول المحاور لها عداء تاريخي ومبدئي مع الإسلام السياسي، فهم عليهم الانتظار عشر سنوات ويأتوا بحزب جديد للانتخابات، كما عليهم الاعتراف بسقوطهم وتقبل الأمر الواقع كما يعيشه القيادي الإسلامي الزميل عبد الماجد عبد الحميد، فهو الوحيد الذي يعيش واقع سقوط حكمهم ويُدافع عن مشروعه الذي آمن به وقاتل من أجله بكل مبدأ وثبات، وطبعاً هناك بعض الكيزان ركبوا موجة الثورة بكل انتهازية، الأمر الذي جعل الزميل عصام جراد يُبدي استغرابه في بعض إخوان الأمس، وجراد لا يزال مُمسكاً بمشروعه أو كما يقول دائماً في قروبات دارفور، إن عهده مع الشهداء، وهم طبعاً كوادر الحركة الإسلامية الذين قتلوا في الجنوب.

فالكيزان الذين ثابتون في مشروعهم، يُمكن مُحاورتهم وإقناعهم بالعمل لأجل الوطن الكبير، وتجاوز الولاء الحزبي والتنظيمي الى خدمة الشعب، والآن الكل تأكد أن المشاكسات السياسية أقعدت بالبلاد، وان المرحلة المقبلة سوف يدفع ثمنها الجميع، وإن شماتة بعض فلول النظام البائد “في قتل الشباب” غير مقبولة ولا تشبه قيم وأخلاق الشعب السوداني، وما يحدث الآن الخاسر فيه الوطن والشعب السوداني والضرر وصل إلى كل بيت وأسرة.

اليوم الكل لا يقدم حلاً، فقط اتهامات وحفر للآخر والسعي للوصول الى كرسي السلطة بأي ثمن وحتى لو على جماجم الشعب. وبلادنا الآن تحتاج لمحاربة التوظيف السياسي أكثر من أي وقت مضى، لأنه أس المشكلة.

فبالله عليكم، كيف لحركة أو مجموعة تقتل المئات وتسبب في نزوح الآلاف، تأتي وتقبل بمناصب سياسية بسيطة، فهذا يعني الموت مُقابل الوظيفة السياسية، وللأسف هذ ا الأمر تعمّق وأصبح واقعاً، والقوى السياسية تثبته يوماً بعد آخر، فعلينا أن نعي جميعاً أنّ وطننا في خطرٍ مُحدقٍ!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى