الحسين أبو جنة يكتب : شكراً حمدوك مرحباً مسار..!!

9يناير2022م

  • دخل دكتور حمدوك مكتب رئيس الوزراء قبل أكثر من عامين ونيف، تسبقه هالة إعلامية ضخمة أعطت الانطباع بأنّ الرجل يملك عصا سحرية لحلحلة جميع مشاكل السودان، وعلى كافة الأصعدة.!!

 

  • وعلى خلفية هذا الانطباع الإيجابي، الذي ضخّه الإعلام الخارجي أنزله الشعب السوداني مكانته التي يستحقها، من خلال إسراف في الألقاب، منحوها له من باب التحفيز والدعم المعنوي، في إطار إسناد جماهيري غير مسبوق.!!

 

  • وما أن بدأت ساقية حكومة حمدوك في الدوران، حتى ظهرت على مكونها الخشبي حزمةٌ من العيوب الهيكلية التي حالت دون قُدرتها على إنجاز مهامها وواجباتها، بسبب عدم قُدرة (الريس) على ضبط إيقاع أدائها غير المُنتظم.!!

 

  • فتوالت الأحداث والأزمات عاصفةً على البلاد والعباد بصورة اختلط فيها الحابل بالنابل، وتداخلت الخطوط، فتناسلت المحن وتكاثرت الرزايا، مما أحال حياة الناس الى جحيم لا يُطاق، كونه وضع مكونات الحكومة الانتقالية على طرفي نقيض، مما أفقدها التناغُم والانسجام.!!

 

  • ولاحتواء تداعيات ضعف أداء حكومة حمدوك، كان لا بد من ميلاد ثورة 25 أكتوبر التصحيحية.

وفي هدوءٍ لافتٍ، تدخل الجيش وتمّ احتواء الموقف، الأمر الذي سهّل عودة حمدوك الى موقعه بعد ممانعة ومماطلة أخذت الكثير من زمن الوسطاء والأجاويد في الداخل والخارج.!!

 

  • وبعد عودته ثانيةً الى الموقع، وجد نفسه مكشوفاً بلا حاضنة سياسية، تُحاصره نظرات العتاب السياسي، وألقاب هتاف الشارع الذي لم يهدأ بعد.. ففكّر وقدّر ثم أدبر على ظهر استقالة مسببة من الموقع الذي مازال شاغراً، تُجرى بشأنه المُشاورات المكثفة لاختيار من يسد فراغ رحيل حمدوك.!!

 

  • أظهرت الترشيحات (المُفبركة والجادّة) التي يُجرى تسويقها حالياً لشغل منصب رئيس الوزراء، أظهرت العديد من الأسماء لشخصيات مُتباينة غلب عليها الطابع الأكاديمي، وإن كان المنصب في أمسّ الحاجة إلى خبرات مُتراكمة في مجال الإدارة التنفيذية المُطعّمة بخبرات معرفية واسعة عن التضاريس الاجتماعية والسياسية والجغرافية وما يتعلق بها من تفاصيل اقتصادية وأمنية عن السودان الواسع المُمتد بطول النيل.!!

 

  • مع كامل الاحترام والتقدير للأسماء المُتداولة في إطار الأمنيات والإسناد، وإن كان أغلبها من باب المُجاملة ولفت الأنظار، ولكن من باب معرفة معادن الرجال وقُدراتهم، أجد نفسي صراحةً مع فئة المتضامنين مع ترشيح الأخ/ المهندس عبد الله علي مسار بن منطقة الضعين بولاية شرق دارفور، لمنصب رئيس الوزراء.

 

  • وأثمن ترشيحه للمنصب بسبب شجاعته وثباته في المواجهة. وقدراته القيادية كونه رئيساً لحزب أثبت وجوده بعد أن شق عصا الطاعة على بيت طائفي كبير، بجانب أنه شغل مواقع تنفيذية رفيعة مُختلفة ومُتباينة ومتدرجة (ولائية وقومية). والأهم من ذلك كله للرجل رصيد معرفي دقيق بكل تفاصيل الخارطة السياسية الاجتماعية الديموغرافية في السودان.. ويكفي أنه بفطرة سماحة طباع أهل الريف وسعة صدرهم وبراءتهم.

فرجلٌ بتلك المواصفات، يستطيع السيطرة عن دراية على مقاليد الأمور وحسم تقاعس الوزراء إن وجدت في هذه المرحلة الدقيقة.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى