الحسين أبو جنة يكتب :   إلى أين يتّجه الوطن الآن؟؟

6يناير2022م 

 

  • في الآونة الأخيرة بعد زوال حكم الرئيس البشير، غرق السودان في دوامة جهنمية، من التردي الاقتصادي، السياسي، الأمني، وربما الأخلاقي بسبب أداء ضعيف ومضطرب لحكومة انتقالية، بلا لون وبلا طعم، ولكنها برائحة الخلافات وعدم التوافق، وغياب الرؤية، مضافاً إليها هشاشة عظام مفاصل جعلتها في خانة الكسيحة عديمة الحركة.!!
  • وربما كان تواضع أداء شخصية دكتور حمدوك في موقع الرئاسة، مضافاً إليها ارتباك ملحوظ في حضور المكون العسكري قد شكّلا محفزاً لمزيد من التدهور والاضطراب في العلاقة بين مكونات هذه الحكومة التي غرقت في فنجان مويه، على خلفية جهل مكوناتها الرئيسية بفنون السباحة والتجديف في مياه السودان متلاطمة الٲمواج، فكان الأداء التراكمي للانتقالية سالباً دون الصفر بلغة الرياضيات والتحليل الإحصائي.!!

 

  • وأخيراً جداً اقتنعت كافة الأطراف الداخلية والخارجية بعدم قدرة دكتور حمدوك على تسيير شؤون الحكومة، التي قبعت في مستنقع سلسلة من الخلافات بين العسكر والمدنيين، بسبب عدم القدرة على إدارة برنامج متفق عليه لإدارة شؤون الدولة. واتّضح جلياً أن التدخلات الخارجية وخاصة الضغوط الإقليمية (نيابة عن الدولية) كانت عاملاً مؤثراً في عرقلة مسار الحكومة الانتقالية، التي شاخت وتساقطت أسنانها قبل الأوان، فما كان لها إلا أن ترتمي في أحضان هستيريا الهتاف ومظاهرات التخريب!!

 

  • عطفاً على ما سبق ذكره، فقدت الحكومة الانتقالية بقيادة دكتور حمدوك مناعة مقاومة أمراض الضعف والهزال. فتدهورت صحتها لدرجة الإشفاق عليها من الأصدقاء، والشماتة من الأعداء. ومع كل يوم يمر كانت تشتد مُعاناة المواطنين الذين دفعوا الثمن باهظاً جرّاء ارتفاع غير مسبوق لمعدلات الفقر والمُعاناة بسبب تدهور الاقتصاد والأمن واضطراب الحياة السياسية، والأخطر من ذلك طوفان غير مسبوق لفساد الذمم والاعتداء الجريء غير القانوني على المال العام بشتى صوره المختلفة.!!

 

  • وأخيراً جداً، توقف قطار دكتور حمدوك عند محطة الاستقالة الاضطرارية، بسبب دوامة مشاكسات مُستمرة مع شركاء السلطة، مُضافاً إليها عجز بائن للحاضنة السياسية عن دعمه ومُؤازرته برؤى ومعالم لخارطة طريق كان من الممكن الاستعانة بها في تسيير شؤون الدولة. فنشأت فراغات عريضة، ملأتها خلافات ومشادات وملاسنات واتهامات جريئة ترقى الى مستوى الخيانة الوطنية، وكل ذلك تم بحكم أن طبيعة الحياة ضد الفراغ.!!

 

  • وبسبب غياب الرؤية، وضبابية المسار نحو الأهداف القومية، أصبح الموقف العام في السودان يكتنفه الغموض، حتى بعد مرحلة خروج حمدوك من معادلة السلطة.

ويبدو أن الحيرة والارتباك سوف يتسيّدان الموقف العام، لوقت ليس بالقصير في ظل اقتران تأييد البرهان مع تداعيات صدمة استقالة رئيس الوزراء الذي غادر وفي نفسه شيءٌ من حَتّى.!!

 

  • السؤال الحارق مفاده الى أين يتّجه الوطن العزيز بعد كل هذه التداعيات والحصار والحريق.؟؟

كل الخوف أن يكون مساره نحو التشظي والانقسام والتلاشي، بسبب أطماع خارجية بَنَت أحلامها التوسعية على ضوء خلافاتنا وعجزنا وعدم قدرتنا على التوافق من أجل وطن يسعنا جميعاً..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى