ياسر زين العابدين المحامي يكتب: بين المطرقة والسندان!!!

في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
بين المطرقة والسندان!!!

رائحة الموت تُفجعنا بكل لحظة…
سرادق العزاء نُصبت هنا وهناك…
الموت خطف الشباب سمبلة…
أمنياتهم عودة العسكر لثكناتهم…
بعيداً عن الحياة السياسية تماماً…
أشواقهم الحرية والعدالة والسلام…
الوجع امتدً للعصب هز وتر الأزمنة…
حاضر… مستقبل… بات قاتماً…
ببرهة يحترق قلب أم على ضناها…
تشكّل الوجع والخوف اللئيم…
العسكر لم تتغيّر عقيدتهم لم يرف لهم جفنٌ…
ولم تهتز لهم شعرة مبرراتهم….
الوطن ماضٍ بمنزلق خطير…
منطقهم ليس بالإمكان أفضل مما كان
بهذه الظروف…
فوهات بنادقهم… دوشكاتهم مُصوّبة
نحو الصدور العارية…
الغاز المُسيّل للدموع يقطع الأنفاس…
الليالي حالكة… مُدلهمة… قاتمة…
صدور مفتوحة ببسالة مُنقطعة النظير
لأجل شعارات الثورة لأجل المدنية…
تضحية بأبهى معانيها هم رائعون فلا مُبرّر لقتلهم…
ليس صعباً تحديد القاتل…
ويستمر مسلسل الإفلات من العقاب…
لا قانون يُبيح القتل بالمظاهرات…
والموت فاحت رائحته بكل مكان…
دفعوهم لمعركة غير مُتكافأة…
دفعهم ساسة أضاعوا الثورة بعدما
سرقوها… بعدما…
وقّعوا على وثيقة سموها دستورية… كتبوها خِلسةً بلا تفويض ولا ضمير…
لأنّها مُختلة الأركان أصلاً ووصفاً…
فباعوا واشتروا بثمَنٍ بَخسٍ…
قبضوا الثمن منصباً تحيط به شلالات
الدماء…
حُظوا ببريق السُّلطة وزخرفها…
وسرقوا الكحل من عين الوطن…
جاءتهم السُّلطة بمُقايضة حرام…
بقسمة ضيزى لم يراعو إلًا ولا ذمة…
أمانيهم امتداد الفترة الانتقالية لما لا نهاية…
ليخلدوا بالكرسي ويتنعّموا بمفاتنه…
ويغرقوا في عطاياه حتى الثمالة… الموت بحقبة حكمهم تجرّعناه شهيقاً وزفيراً…
وصمتوا صمت أهل القبور ما حرّكوا
ساكناً…
وغضوا الطرف عن فض الاعتصام…
وعن تكوين مؤسسات الدولة بلا حياءٍ
وعن فساد وخيمٍ لم يفصح عنه بعد…
دفعوا الشباب لحتف أنفهم..
ثُمّ هتفوا بشعارات كذوبة مُضلة…
للعودة لمناصبهم عبر الدماء والأشلاء
والموت الفظيع…
لذلك رفضهم الشعب بهتاف “بكم قحاتة باعوا الدم”…
طردوهم أثناء المظاهرات بكرهٍ عَميقٍ
يبكون اليوم كالنساء على مُلكٍ لم
يحافظوا عليه كالرجال…
هم قمة بالكيد والغباء المفرط…
مناهم احتراق الوطن عن بكرة أبيه بحال ذهاب سلطتهم…
غداً يجلسون على التل وهو يحترق…
وعندما يتمزّق إربا إربا ويتفتّت…
سيشيرون عليه بأصابعهم فيقولوا…
هنا كان لنا وطنٌ اسمه السودان…
بعضٌ سيُيمِّم وجهه شطر بلده الثاني بجوازه الأجنبي…
البعض الآخر يملك ما يرحل به…
ويموت الشعث الغُبر بالوطن كمداً…
أليس بالبلد عاقلٌ يمنع سفك الدماء…
يهدئ الروع ويطبب الجراح ويطيب
الخواطر…؟
يصنع خطوط التقاء وتفاهم تجسر العلاقة…
يُقيل العثرة ويكفكف الدمعة ويمنع الفتنة…
يرسم الابتسامة برغم الموت الكريه…
الساكن فينا حد النخاع…!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى