عبد الله مسار يكتب.. صلة الرحم

وصول صلات الرحم مودّة وعبادة ورزق ويسأل الرحم ربه يقول يا رب من وصلني أوصله ومن قطعني اقطعه.

وصلة الرحم بر وصدقة، بل هي مودة ورحمة، بل هي كثرة في المال والولد وطول في الأعمار والآجال.

هنيئاً لمن يجتمع والداه وإخوانه وأخواته وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته وجدوده وجداته في بيته أسبوعياً أو شهرياً في حياة الوالدين أو بعد موتهما فهذه عبادة.

يقول ابن القيم رحمة الله عليه ان القوم ليتواصلون فتكثر أموالهم  ويكثر عددهم وان القوم ليتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم.

وذلك لكثرة نصيب هؤلاء من الرحمة وقلة نصيب هؤلاء منها.

الاجتماع العائلي قد يظن أحد إذا رأي عائلة قد اجتمعت في العيد في إحدى الاستراحات إنها أسرة ملائكية قد رفرف السلام والمحبة عليها من كل جانب.

الحقيقة، إن ذلك غير صحيح، ولكنهم أناس يصبر بعضهم على بعض، ويتحمّل بعضهم أخطاء بعض كي يبقى البنيان ثابتاً واللحمة قوية.

ولأجل صلة الرحم، فإن خفض الجناح بين الأهل والأحباب وبين الإخوة والأخوات, بل بين الأقارب لا يُسمى ذلاً، والتودُّد لهم لا يُسمى نفاقاً، والنزول عند رأيهم لا يُعد انكساراً.

صلة الرحم والمَحَبّة هي عزٌ لكل امرئ وعزٌ له في الدنيا ومددٌ في الرزق والعمرِ, لأن صلة الرحم ليست خياراً كالصداقات وعلاقات المصلحة العابرة، بل هي صنفٌ من بر الوالدين، أداؤها واجبٌ والتقصير فيها عقوقٌ.

من وصل رحمه فقد عمر دنياه وبُورك له في رزقه وعمره.

إن أردت أن يزاد لك في مالك وينسأ لك في أجلك وعمرك فصل رحمك، وكن من البارين الواصلين أرحامهم.

إن صلة الرحم رحمة مُهداة وهي تربي الأهل وتزيدهم وتمد لهم في أرزاقهم وأعمارهم وتزيد من تعاونهم وبرهم.

أيها الناس صلوا أرحامكم ليوصل الله لكم الرزق والعمر.. لا تكونوا أرحاماً مقطوعة ولكن كونوا أرحاماً متصلة ومتواصلة. غفر الله لنا ولكم.

سورة  التفاؤل أو التثبيت

هي سورة الطلاق وسميت سورة التفاؤل أو التثبيت لأنها حشدت بعدد من الجمل التي تفتح لكل مغموم ومهموم آفاق الأمل على الرغم من قصرها.

إذا مرت حياتنا بزواج فاشل أو مرض أو صراع نفسي أو خسارة مالية, فانظر في آيات سورة التفاول أو التثبيت بدءًا بالآية الأولى (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) اجعلها شعارك وردّدها كلما بُليت بما يغمك ويهمك, ثم انظر في الآيات التي بعدها

(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) إذا ضاقت عليك الدنيا حتى كدت تجزم أنك لن تسعد في حياتك مرة أخرى, من جعل لك مدخلاً إلى هذا البلاء يجعل لك يقيناً مخرجاً منه إن اتقيته. (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الرزق ليس مالاً فقط ولكن يمكن أن يكون شفاءً أو طمأنينةً تذهب ضيق الصدر أو شريكاً صالحاً ينسيك الشقاء الأول أو ابناً صالحاً تقر به عينك.

(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) أي يتولى الله جميع أمرك وكافيك ما أهمك فقط توكل عليه واترك له تدبير خلاصك من هذه الكربة ولكن لا تنسى (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) فلا تستعجل ولا تيأس ومهما أظلم الليل فضوء الصبح  آتٍ لا محالة.

(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) ييسر لك ما يصبر نفسك وييسر لك ما يثبت عقلك وييسر  لك ما يشرح صدرك وينهي كربك.

(ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) ما هذا البلاء ان احتسبته  إلا تكفير  لسيئاتك ورفعة في درجاتك وحسبك مغنما  وسط كل ذلك الضيق والألم  والهم اتق الله  اتق الله.

 

ثم تأتي خاتمة آيات التفاؤل قاطعة حاسمة (سيجعلُ اللهُ بعدَ عسر يسرا) فهل يبقى في نفسك أيها المكروب شئ  من الشك  التشاؤم بعد كل هذا.

إن سورة الطلاق هي سورة التفاؤل والتثبيت والرزق.

كل مكروب أو مهموم أو صاحب حاجة أو طالب رزق يداوم عليها.

نسأل الله القبول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى