اسمعوا وعُوا   

 

 

اهتم حمدوك لوحده في انتشال السودان من مُستنقع العزلة الدولية، وتحرّك في كل الاتّجاهات بحُسبان أنّ خُرُوج السُّودان منها سيضعه في الطريق الصحيح ويُمهِّد للاستفادة من موارد السُّودان عبر الشراكات الأوروبية .

في حين ركّزت بعض اللجان وبعض الوزراء على تفكيك الدولة العَميقة دُون دراسة ومنهجية علمية، ودُون أن تضع البديل المُناسب في المكان الذي يصبح شاغراً جرّاء التفكيك.

واهتم رجالات القُوّات المُسلّحة في جلب الدعم العاجل للقضايا المُلحّة حتى لا تتوقّف الحياة في السُّودان بسبب شُح الدقيق والوقود.

وفي هذا الوقت يخرج البعض مُشكِّكين في النوايا يطلقون الشائعات، يُحاولون زرع الأشواك في كل طريقٍ تَفُوح منه رائحة الورود، هدفهم الأساسي إشعال نار الفتنة بين أعضاء المجلس السيادي، ولا يدرون أنّ الاتفاق الذي أُبرم بين مُكوِّنات الحرية والتغيير وبين رجالات الجيش تمّ بعد ولادة عسيرة وبعد تنازُلات هنا وهناك.

في تقديري، إنّ أيِّ شرخٍ في العلاقة ما بين الطرفين ستكون نتائجها وخيمة وسيتحوّل السُّودان إلى شُعلة من لهبٍ وعندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب .

لماذا لا تستمر العلاقة بنفس فَهم الاتفاق، لماذا لا تكون مصلحة الشعب السوداني في المرتبة الأولى دائماً؟!

على العقلاء في الطرفين تفويت الفُرصة على المُتربِّصين الذين تنطق دواخلهم بإفشال التغيير الذي فجّرته الثورة، وتقول أفواههم ما لا يؤمنون به ويتمنونه.

وهم كُثرٌ هُواة تكسير المجاديف وراسمو اللوحات القاتمة لسودان ما بعد الثورة لأجل أن يعودوا من جديد على ظهر حمير خزعبلاتهم ودواب هرطقاتهم.

نعم لندعم ميثاق الشرف الذي نادى به نائب رئيس المجلس الانتقالي محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ولنتفق جميعاً على حماية الثورة بقلوبٍ صافيةٍ نقيّةٍ، وعُقُول تدرك حجم الاختلاف في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان الحديث.
علينا جميعاً، ثُواراً ورجال مُقاومة وحُرية وتَغيير وقُوّات مُسلّحة أن نعي أنّ مُستقبل السودان كله يتوقّف على استمرار الشراكة بشكلٍ إيجابي إلى حين انقضاء أجل الفترة الانتقالية .

وليعرفوا أنّ الاندفاع نحو الأهواء الشخصية ومُجرّد التشكيك في نوايا الطرف الآخر هو قنبلة تظل موقوتة ومن يمسك مواقيتها بيده، مُتوارٍ عن الأنظار ويتحيّن الفُرصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى