د. يوسف الخضر يكتب : لا أقول شكراً لكلية القيادة والأركان،

8ديسمبر2021م 

لا أقول شكراً لكلية القيادة والأركان، ولكن أقول لمن لا يعرف القادة وتضحياتهم من أجل هذا الوطن بأن هذا التكريم صادف أهله قولاً وفعلاً وعملاً، فكلية القيادة والأركان هي زبدة القيادة والقادة فيها تتم المعرفة الحقيقية لإمكانيات الضباط في القيادة والإدارة والمواقف الاستراتيجية وغيرها, فهذا التكريم لم يأت من صدفة, وإنما جاء نتيجةً لجهد وعمل واخلاص وتفانٍ من أجل هذا الوطن.

اللواء طيار عبد الله علي صافي النور هذا الاسم الذي يعرفه كل ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والمواطنين وخاصة في مناطق العمليات، يعرفون شجاعته وكرمه والتضحية من أجلهم, رجل يضحي بحياته من أجل إنقاذ رفاقه وإخوته في القوات المسلحة، يطعم الجائع المُحاصر ولا يلتفت لكل تلك المُضادات الأرضية التي تطلق نحو طائرته المقاتلة من العدو، عرفناه مغامراً وشجاعاً من أجل عزة هذا الوطن وأنا اقول وللتاريخ وشهادتي ليست مجروحة كشهادة سعادة الفريق حسين عبد الله جبريل لأنني عملت مع سعادة اللواء صافي النور في العديد من مواقع العمليات بجنوب السودان، وبأم عيني شاهدت بسالته وشجاعته وهو يضحي من أجل إنقاذنا في مواقف كثيرة وعديدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في شهر رمضان من عام ١٩٩٦ في الميل ٧٢ كدنا أن نفقده من هول الكمية المُبالغة من صواريخ العدو الموجهة ضده، صدقني في ذلك اليوم لم يعد أحدٌ يُصدِّق بأن اللواء صافي النور حيٌّ يرزق, فقدناه لمدة تزيد عن الـ٢٥ دقيقة، فقدنا الاتصال به وفقدنا الأمل في نجاته وألسنة اللهب والدخان تملأ أجواء المعركة، حتى الأشجار أصبحت كتلة من النار ولا مسافة تفصلنا من العدو، ولكن هيهات بعد كل هذه المدة نرى طائرته تشق صفوف العدو وهو يطير على ارتفاع لا يتجاوز الـ٤٠ متراً على طول طريق الردمية (الميل ٧٢ – جوبا) نحونا ويبشِّرنا بتدمير دبّابات العدو ومدفعيته, الأمر الذي دفعنا إلى مزيد من التقدم وتدمير كل دفاعات العدو، هذا قليل من كثير, ولو أردت أن اكتب عن تضحيات اللواء صافي النور وما شاهدته بنفسي لم أوفِ الرجل حقه.

بيته في القيادة العامة كان منزلاً لكل الأهل, المريض والطالب والباحث عن العمل، يخدمهم جميعاً ويحقق لهم مطالبهم، هذا هو اللواء طيار صافي النور الرجل الكريم الشجاع المقدام، فالأقلام لا توفي سعادة اللواء صافي النور حقه، فالرجل مخلصٌ وأمينٌ وكريمٌ ومعلمٌ نادرٌ في مجال عمله.. على يده تخرّج المئات من نسور الجو الذين يحمون فضاء وطننا.

علام ينحدر الماء من كفه

….. وكيف تمسك ماءً قمة الجبل

غزت الأحداث منا أنفسا

….. لم يزده العنف إلا عنفواناً

 

هذا هو قائدنا وابن بلدنا وابن السودان، سيرته عطرة, ويداه كريمتان، ولسانه ذاكرٌ لله, يعرفه القاصي والداني من أهل التصوف والطرق الصوفية، فهو حاضر في كل ذكر مادحاً لحبيبنا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

حفظك الله سعادة اللواء عبد الله صحة وعافية وبارك الله لك في كل ما قدمته من أجل وطنك وأهله.

والله من وراء القصد،،،

إنه نعم المولى ونعم النصير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى