نبيل البلي يكتب:رسالة عاجلة للشعب السوداني:

5ديسمبر2021م 

إننا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي ثلاثة أنواع من (الأدب):

١_أدب الخلاف

٢_أدب النصيحة

٣_أدب الحوار

الخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.

* الأمرُ غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة.

* العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود (العقل) دون أن يصل أثر خلافهم لحِـمـَى (القلب).

* فهم يدركون تمام الإدراك أن الناس مذ كان الناس لا بد أن يختلفوا ويؤمنون بكل يقين أنه ﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾.

* ألا نحسن أن نكون (إخواناً) حتى لو لم نتفق كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي؟

* إن اختلافي معك يا أخي لا يعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك.

* أحبك يا أخي.

نعم والله إني أحبك.

ولو بقينا الدهر كله (مختلفين) في الرأي.

* واختلافي معك لا يبيح (عرضي) ولا يحل (غيبتي) ولا يجيز (قطيعتي).

* إني لأرجو أن تكون عاقلاً أريباً.

وأربأ بك أن تكون أحمقاً متعصباً

أو متطرفاً محترقاً

فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف:

١_إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي (وهذا منطق العقلاء).

٢_إن لم تكن معي فأنت ضدي (وهذا نهج الحمقى).

٣_إن لم تكن معي فأنت ضد الله!!! (وهذا سبيل المتطرفين).

* الآراء يا أخي للعرض لا (للفرض)

وللإعلام لا (للإلزام)

وللتكامل لا (للتلاكم).

* وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لا بد أن ندرك أنها رأيٌ في (الدين) وليست رأي (الدين).

* إن عدم احترام رأي المخالف وإهدار (إخوته) وقطع أواصر (محبته) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى (ربيع عربي فكري) فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه من الاستبدادِ السياسي.

* ختاماً

عندما نحسن كيف نختلف.. سنحسن كيف نتطور.

بعضنا يتقن (أدب الخلاف)

والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى