القيادي الإسلامي عبد الجليل النذير الكاروري لـ(الصيحة):

(الوطني) كان حزب (الرجل الواحد) والاستفراد بالحكم يولد أخطاء

حوار : محيي الدين شجر

تمور الساحة السياسية هذه الأيام بكثير من الشد والجذب  بين عدة جهات، المجلس العسكري وتجمع الحرية والتغيير من جهة، وبين الجماعات الإسلامية وأحزاب تاريخية  من جهة أخرى.

 في إطار السباق المحموم نحو تغليب تلك الآراء على تلك الآراء، يكتسب حديث الداعية الإسلامي عبد الجليل النذير الكاروري عضو شورى المؤتمر الوطني السابق، وإمام مسجد الشهيد أهمية كبرى خاصة وأن الرجل كان من الناصحين للنظام السابق عبر خطبه في صلاة الجمعة …

“الصيحة” وضعت أمامه عدة محاور وخرجت بالحصيلة التالية:

*ما رايك في التغيير الذي حدث؟

– أعتقد أن ما حدث هو شيء طبيعي . فطبيعي  أن يحدث تغيير، وكنت دائماً أطالب بالتداول السلمي للسلطة حتى لا يحدث انقسام وتذمر في الشعب السوداني، لأن الاستفراد بالحكم يولد أخطاء كثيرة، وهذا ما حدث بالضبط.

*قي اعتقادك ما هو المطلوب في هذه المرحلة؟

– يجب أن يتوافقوا على نظام سلمي لتداول السلطة، وحينما نتداول السلطة سلمياً نعبر عن آرائنا ومواقفنا في برلماننا، وحتى حينما نريد أن نغير حكومات نذهب للقيادة العامة (نحاصر البرلمان)، نحن فعلاً نحتاج أن نتوافق على ذلك من أجل أن نخرج مما يسمى بالدائرة الخبيثة انتخاب انقلاب..

*كثر الحديث عن العلمانية ماذا تقول؟

– هنالك ثوابت لا يضرها جور ولا عدل، مثل الصلاة والزكاة والشريعة، ولابد أن تكون محل اتفاق لا محل نقاش، وإذا كانت هنالك اجتهادات تكون في هوامش تلك الثوابت، وأنا أظن أن التراحم والصلة وصلوات الناس  في السودان ستحفظ البلاد من الوصول إلى معسكر الحرب، كما حدث في اليمن وليبيا وكثير من الدول.

*ظللت تنادي بالتداول السلمي للسلطة، ولكن فيما يبدو لم  تكن هنالك آذان صاغية؟

نعم، حينما سمعت الرئيس السابق يطالب بالتصدي للشباب الثائر قلت له إنها معركة مدنية بين الشباب والسلطة والبوليس عندو  (سبروك)، لقد كنا (حجازين) للشر، وإلا وقع ما لا يحمد عقباه في السودان.

*في رأيك هل فشل المؤتمر الوطني ولهذا سقط النظام؟

– فشل، لأنه أصبح حزب الرجل الواحد، والبشير رفض الاستماع لنا بل كانت الشورى في المؤتمر الوطني مثل أكل الطائرة  (بيف  أور جكن)، لم يكن البشير يستمع لأي رأي آخر، ونحن رفضنا أحمد هارون ورفضنا محمد طاهر أيلا لكنه أصر على رأيه.

*ما هو مستقبل السودان في ظل المعطيات الحالية؟

– سيحدث نفس ما حدث في أبريل وأكتوبر نفس لعبة العساكر والثوار، وسينتهي الأمر إلى وفاق، والمهم أن تجهز الأحزاب نفسها، لأنها الوعاء الذي تتداول به السلطة، لأن الأحزاب أصبحت فكة ورقعة في جبة الإنقاذ ومن الأحزاب من استوزر 11 عاماً ونحن القريبون لم ندخل السلطة التنفيذية.

* أخيراً .. ما ريك في تجمع المهنيين؟

– أعتقد أن تجمع المهنيين نجح في تعبئة الشارع، واستطاع أن يعبر عن الناس، واعتقد أنه شريحة عبرت عن نفسها، ولابد أن يسمع لها، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي له أن يستأثر بالأمر، ولابد أن يعترف بالآخرين وبالأحزاب الكبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى