الخرطوم تحبس أنفاسها.. 21 أكتوبر يوم مفتوح على كل الاحتمالات

 

تقرير: محجوب عثمان  21أكتوبر 2021م 

بلغت حدة الاستقطاب, حداً بعيداً خلال الساعات الماضية بين مناصري قوى ميثاق قاعة الصداقة المنفذين لاعتصام القصر الجمهوري وبين قوى الحرية والتغيير الداعية لتسيير مواكب تجديد الثورة في ذكرى 21 اكتوبر صباح اليوم الخميس, وازداد الحشد بين الفريقين لدرجة وصل لمراحل بعيدة جعلت كل مدن السودان تحبس أنفاسها خاصة الخرطوم التي يتوقع المراقبون ان تحدث فيها مواجهات ربما تؤدي لانفلات امني يقود لما لا يحمد عقباه خاصة في ظل الاحتقان والاحتقان المضاد في المشهد السياسي…

وان كانت ذات قوى ميثاق قاعة الصداقة المنفذة لاعتصام القصر الجمهوري قد دعت ايضاً للخروج في ذكرى ثورة أكتوبر في سبيل حشد اكبر, غير ان قوى ثورة ديسمبر المتمثلة في الاجسام التي قادت الثورة في بدايتها, تراهن على خروج عناصر الثورة صباح اليوم لتجديد التفويض الشعبي لقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” واعادة الأوضاع الى نصابها الثوري.

مُحاولة تهدئة

وفي ظل التحشيد الكبير والتخوف من مآلات صدام متوقع بين الجانبين, دخل الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني في محاولة لتهدئة الأوضاع, وقال “ندعو كافة قطاعات الشعب السوداني الحرة التي أسقطت نظام الحكم البائد الى التوحد وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح والأجندات الشخصية التي لن تبني يوما وطنا شامخا شموخ ابنائه وعظيما بقدر عظمة وتضحيات أبنائه من الشهداء والجرحى والمفقودين”.

وجدد الاتحاد, تأييده لمبادرة رئيس مجلس الوزراء “الطريق للأمام” للتغلب على المصاعب والتحديات التي تواجه الثورة، معلناً دعمه وتأييده التام بكل ما جاء في خطاب رئيس مجلس الوزراء مؤخراً بكل بنوده ومحاوره المختلفة.

وطالب بتفويت الفرصة على أعداء الانتقال الديمقراطي من المكونين المدني والعسكري، وجدد التأكيد بضرورة التزام كافة الأطراف ببنود الوثيقة الدستورية وتحقيق مبدأ العدالة واستقلالية القضاء السوداني واستكمال هياكله وحماية لجنة إزالة التمكين ومراجعة أدائها وتطوير قدراتها والإسراع باستكمال هياكل الفترة الانتقالية وإعادة هيكلة القوات النظامية وتكوين جيش سوداني واحد بعقيدة واحدة.

دعوة المهنيين

وان كانت هناك دعوات للتهدئة وإعمال صوت العقل, لكن بالمقابل فإن كل فريق يحشد ما يراه مناسباً لإظهار سيطرته على الميدان, وقد اعلنت 32 من الأجسام المهنية واللجان التسييرية والتمهيدية خروجها في موكب اليوم, وسجل عدد كبير منهم في دفتر الحضور الثوري للموكب, مبينين انهم سيخرجون لدعم التحول المدني الديمقراطي الكامل والتصدي لأي محاولة لإجهاض الانتقال واستكمال هياكل وأجهزة السلطة الانتقالية وفي مقدمتها المجلس التشريعي ليعبر عن كل قوى الثورة ويعمل على تحقيق أهدافه مع إصلاح المنظومة العدلية والحقوقية وتعيين رئيس القضاء والنائب العام.

وقالت مجموعة الأجسام المهنية, إنها ستخرج في مواكب سلمية اليوم لتدعم تفكيك بنية تمكين نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ واسترداد أموال الشعب المنهوبة وتجديد الدعوة إلى تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين وفقاً للوثيقة الدستورية.

وشددت المجموعة على اهمية تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان واستكمال عملية السلام لتشمل الأطراف غير الموقعة وتنفيذ بند الترتيبات الامنية ودمج جميع الجيوش في جيش واحد قومي، مهني، محترف والدعوة الى خضوع جهاز المخابرات العامة للسلطة التنفيذية وتوضيح علاقته بالسلطة السيادية، بالاضافة الى دعم المنظومة الشرطية وخضوعها بصورة كاملة للسلطة التنفيذية، ودعت لفتح الوظائف العامة لجميع السودانيين لتشهد قوميتها، وعدالة توزيع الفرص فيها دون الإخلال بشرطي الكفاءة والجدارة وتسليم المطلوبين في الجرائم ضد الإنسانية للمحكمة الجنائية الدولية، ونادت بولاية السلطة التنفيذية على الموارد الاقتصادية وثروات البلاد وتوظيفها لتحسين معاش الناس.

زيادة الحشد

وفي ندوة بولاية الجزيرة مساء امس الأول, رد الناطق باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن مزاعم بان قوى الحرية والتغيير ضعيفة, وقال “نحن ضعيفون لأننا لا نمتلك بندقية والشعب لديه آراء في اننا بطيئون ومسالمون, لكن بالطبع الشعب لا يعتبرنا خونة” مشيراً إلى أن القصة بدأت بتخوين قيادات الثورة ثم الطعن في القوى السياسية ومن ثم محاولة تفكيك لجان المقاومة وضربها وفي الخطوة الأخيرة ان يقوموا بنزع الثورة, مبيناً ان الشعب السوداني قادرٌ على حماية الثورة, داعياً المواطنين للخروج سلمياً في مواكب 21 أكتوبر صباح اليوم الخميس, وشدد على اهمية الالتزام بالسلمية وعدم الاستجابة للاستفزازات التي من المتوقع أن تحدث للثوار, ممن يرون أن الثورة انتهت, متوقعاً ان تكون هناك محاولات لجر مواكب 21 أكتوبر نحو العنف.

دعوة للمشاركة

وفي ذات الاتجاه, دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو, عناصرها ومناصريها للمشاركة في مواكب اليوم “لمخاطبة ومعالجة القضايا الجوهرية لجذور الأزمة السودانية ونقل ملف السلام للحكومة المدنية”, وقال بيان صادر عن الحركة إنها تدعو كافة عضويتها ومناصريها للمشاركة في الحراك الثوري الشعبي في كافة الأقاليم والمدن والقرى لتأكيد مواقف الحركة المعلنة والثابتة للحركة من أجل الإلغاء الفوري والناجز والتام لكافة القوانين والمؤسسات والتدابير العامة المقيدة للحريات والمؤسسة على التمييز الديني والعرقي والجهوي والإثني والثقافي.

خط مواز

وبالمقابل, نشطت قوى ميثاق قاعة الصداقة في حشد مناصريها لتحريك مواكب اليوم 21 أكتوبر ووضعت مسارات لحركة مواكبها تتحرك من الكلاكلة الى ان تصل وسط الخرطوم, كما روج لذلك مدير شركة الموارد المعدنية مبارك اردول في وسائط التواصل الاجتماعي, بينما أعلن قادة اعتصام القصر رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبريل إبراهيم, ورئيس حركة جيش تحرير السودان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي مخاطبة اعتصام القصر الجمهوري ظهر أمس لحث المعتصمين على الخروج في المواكب.

توقعات

وفي ظل الحشد, توقع مراقبون “للصيحة” ان يكون هناك تواجد كثيف للقوات الأمنية خاصة قوات الشرطة, فضلاً عن تواجد وكلاء النيابة في الميدان لحماية الثوار ومنع اي تداخل بين الجانبين حال حدوثه, غير ان كثيرين يرون ان تسيير المواكب دون ان تكون هناك رؤية لحل الأزمة سيكون بمثابة اقتراب البنزين من النار, ما يُنذر بانفجار أمني يصعب السيطرة عليه خاصة في وجود جهات ربما من مصلحتها أن تشتعل الأوضاع لتعم الفوضى الخلاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى