السيول والأمطار .. ما زال الخطر قائماً

 

الخرطوم: الصيحة  28  اغسطس 2022م

تتعرَّض البلاد هذه الأيام لموجة من الأمطار الغزيرة التي لم يسبق أن شهدتها خلال العقود الخمسة الماضية، طبقاً لبعض التقديرات المناخية مما تسبب في سيول وفيضانات أثرت على آلاف الأسر في وسط وشمال وغربي البلاد، فيما تجاوزت مستويات مياه النيل حتى قبل يومين المستوى الحرج واقتربت من مستوى الفيضان، خاصة في محطات الخرطوم وشندي ودنقلا، لكن المجلس القومي للدفاع المدني أرسل اليوم تطمينات بانخفاض في المناسيب في محطات الديم وود مدني وعطبرة.

وتوقع المجلس القومي للدفاع المدني الأمانة العامة  ارتفاع درجات الحرارة بشقيها الصغرى والعظمى ارتفاعاً طفيفاً في معظم أنحاء البلاد، كما توقع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة، بولايات نهر النيل وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى ومتوسطة إلى غزيرة بولايات البحر الأحمر وكسلا والخرطوم والجزيرة والقضارف وسنار.

وأكد المجلس أن مناسيب الأنهار في المحطات النيلية شهدت انخفاضاً مقارنة بيوم أمس، في محطات الديم وود مدني وعطبرة وارتفاعاً في محطات الخرطوم وشندي ودنقلا ومقارنتها بالعام السابق شهدت انخفاضاً بجميع المحطات النيلية ومقارنة بالعام 1988م، فقد شهدت انخفاضاً في كل المحطات ما عدا الديم.

ولاية الجزيرة

وأشار المجلس وفق ما أوردت “سونا” إلى حدوث أضرار في المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات بالولايات، ففي ولاية الجزيرة هطلت أمطار غزيرة في محليتي الكاملين وأم القرى ومتوسطة بمحليتي مدني الكبرى وجنوب الجزيرة، ونتج عن ذلك انهيار كلي لعدد (975) منزلاً، وجزئي لعدد (1183)، كما تضرَّرت مدرسة واحدة، وفي ولاية شمال دارفور هطلت أمطار غزيرة بجميع محليات الولاية.

وكان الناطق الرسمي باسم المجلس القومي للدفاع المدني، عبد الجليل عبد الرحيم، قال للصحافيين، ان هناك كميات كبيرة من مواد الايواء يصعب ايصالها للمناطق المتضررة جراء انقطاع الطرق، وناشد الدول الصديقة لتقديم الدعم لتجاوز اثار الكارثة التي تجاوزت التوقعات.

وبين ان السيول والامطار أدت الي اضرار كبيرة في الارواح والممتلكات وغمرت مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والمزروعات.

شرق دارفور

وفي ولاية شرق دارفور هطلت أمطار خفيفة في محلية الضعين وفي ولاية نهر النيل هطلت أمطار غزيرة في محليتي عطبرة والدامر ونتج عن ذلك انهيار جزئي لعدد (238) منزلاً.

يذكر أن المجلس القومي للدفاع المدني ظل يبذل جهوداً مقدرةً لاحتواء الأضرار الناجمة عن السيول والفيضانات، ففي ولاية القضارف قام مدير الدفاع المدني ورئيس غرفة الطوارئ والمدير التنفيذي بمحلية القلابات الغربية ومدير ديوان زكاة بزيارة إلى إدارية بندقيو للوقوف على الأضرار التي خلَّفتها الأمطار بقرى دار السلام وخشم البطة العبيد وتم تقديم دعم  تمثل في معينات إيواء ومعينات طبية ومعينات ردم .

وحسب تقرير للمجلس بلغت جملة الدعم المقدَّم لكل الولايات  (895) خيمة، و(5000) بطانية، و(25200) مشمع، و(28600) مشمع، (304) و(24) طرمبة، سحب وعدد واحد قارب و(5) خزانات مياه و(8800) ناموسية، ( 19) حبل إنقاذ، و(525) معدات حفر، وردم و(2) مكينة قارب، و(440) واقي مطر، و (444000) شيكارة.

الوفيات وأسبابها

ويشير التقرير إلى أن جملة الوفيات بكل ولايات السودان بلغ (89) حالة وفاة وأربعين إصابة، وبلغت جملة المنازل المنهارة انهياراً كلياً (21221) منزلاً، وجزئياً (31807) منزلاً، وبلغت جملة المرافق (68) مرفقاً و(70) مخزناً ومتجراً،  و (2730) فداناً، للقطاع الزراعي، كما نفقت  (381) رأساً، من المواشي.

أما في ما يختص أسباب الوفيات في جميع ولايات السودان فقد توفي  (13) بسبب انهيار منازل و(67) بسبب الغرق و(3) بسبب صعقة كهربائية. ويشير التقرير إلى أن المرافق المتضرِّرة  بقطاع التعليمي (46) مرفقاً، و(3) في القطاع الصحي و (5) بالقطاع الخدمي و ( 5) مساجد وأخرى.

أثرت أكثر من (80%) من مناطق البلاد بالسيول والفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من ولايات السودان تضرَّر جراءها ما يزيد على مائة وخمسين ألف مدني، بصورة مباشرة وتوفي أكثر من ثمانين آخرين في خمس عشرة ولاية، من ولايات السودان، وذلك حتى الأسبوع المنصرم من هذا الشهر.

الأضرار شملت (15) ولاية

ووفقاً لإحصاءات جمعتها نشرات مكاتب الأمم المتحدة الإعلامية واستناداً إلى أرقام مفوضية العون الإنساني السودانية فقد تضرَّر (156300) مواطن، بصورة مباشرة ودمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات ما لا يقل عن (12500) منزل، وألحقت أضراراً بـ (21400) منزل، آخر.

ويلاحظ أن الإحصاءات قد أشارت  إلى أن (15) ولاية، من بين ولايات السودان الثماني عشرة أي (83.3 %) من مناطق السودان تأثرت بصورة مباشرة جراء هذه السيول والأمطار وبعضها  كاد الوضع فيها أن يبلغ مراحل كارثية بالنظر إلى تهدم المنازل وانهيار الحمامات والمرافق الصحية وهو وضع من المتوقع أن يؤثر على مصادر المياه وإلى خلق بيئة مواتية لتوالد الحشرات والنواقل، استنادًا إلى أوضاع مشابهة مرت بها البلاد سابقاً. وذلك وفقاً لتقارير إخبارية منشورة واستناداً إلى مشاهدات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الأحداث مباشرة من مواقعها.

وقال تقرير للأمم المتحدة استناداً إلى أرقام رسمية وشبه رسمية أن (83) شخصًا، قد لقوا حتفهم جراء السيول والأمطار وانهيار مساكنهم بينما أصيب ثلاثين آخرين منذ بداية موسم الأمطار.

الأكثر تضرُّراً

ويشير التقرير الأممي الأسبوعي إلى أن ولايات السودان الأكثر تضرُّراً هي وسط دارفور وفيها تأثر (39450) نسمة، أي أكثر من (6) آلاف أسرة، جنوب دارفور وتضرَّرت فيها  حوالى (5200) أسرة، النيل الأبيض تضرَّر (24960) منزلاً،  أي أكثر من (4100) أسرة، نهر النيل تضرَّر  (15.720) منزلاً، أي أكثر من (2300) أسرة، غرب دارفور  تضرَّر  (15500) منزلاً، أي ما يزيد على (2500) أسرة، غرب كردفان تضرَّر (5860) منزلاً،  أي (976) أسرة، جنوب كردفان تضرَّر  (5770)  منزلاً،  أي أكثر من (960) أسرة،  والخرطوم (5,130)  منزلاً، أي حوالي (855) أسرة، بينما تأثر في شمال كردفان (4,410) منزلاً،  أي أكثر من (730) أسرة، مقابل شرق دارفور التي تأثر فيها ( 3,650)  منزلاً، أي  (608)  أسرة، وتضرَّر في سنار (3,160)  منزلاً، مقابل (2250) في الجزيرة  و(1,450) في القضارف  وفي كسلا  (750) وشمال دارفور (690) مواطن، ويأتي هذا الإحصاء الأسري بافتراص متوسط أفراد الأسرة السودانية هو (6) أشخاص.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن الفيضانات قد أثرت على ما لا يقل عن (238) مرفقًا صحيًا، وتعرَّض (1560) مصدرًا للمياه، وأكثر من (1500) مرحاض، للتلف أو الجرف.

وأضاف بأن المتأثرين قد فقدوا أكثر من (330) رأسًا، من الماشية وتضرَّر أكثر من (5200) فدان، من الأراضي الزراعية من جراء الفيضانات،  مما سيسهم  بمستويات مثيرة للقلق بالفعل من انعدام الأمن الغذائي.

وأجرى التقرير مقارنة بين المتأثرين هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021م، مشيراً إلى تضاعف عدد السكان والمحليات المتضرِّرة هذا العام وأنه من المتوقع في هذا العام 2022م، أن يبلغ عدد المتأثرين أكثر من (460.000) شخص، بالفيضانات، وفقًا لخطة الاستجابة لحالات الطوارئ في السودان   (ERP)  لعام 2022م،  بينما في عام 2021م، تأثر حوالي (314500) شخص، في جميع أنحاء البلاد، مقابل متوسط (388600) تأثروا بين عامي 2017 و2021م.

مستوى الفيضان

من جهة أخرى تجاوزت مستويات مياه النيل المستوى الحرج واقتربت من مستوى الفيضان. تتزايد مستويات المياه على طول نهري النيل وعطبرة مع اقتراب ذروة موسم الأمطار. ففي 22 أغسطس، بلغ منسوب مياه نهر النيل في عطبرة (15.32) مترًا، متجاوزًا مستوى الإنذار البالغ (14.16) مترًا. بلغ منسوب مياه النهر بمحطة الخرطوم (16.2) متر، متجاوزاً المستوى الحرج البالغ (16) متراً. وبحسب وزارة الري والموارد المائية، بلغ منسوب المياه في محطة الديم، حوالي (550) كلم، جنوب شرق الخرطوم (12.25) متراً، يقترب من منسوب فيضان (12.3) متراً.

وكان مركز الإيقاد للتنبوءات والتطبيقات المناخية قد أشار في نشرته الأسبوعية الصادرة صباح اليوم إلي أن القراءات المناخية تميل إلى توقع هطول أمطار عزيرة إلى غزيرة للغاية في مناطق جنوب وجنوب غرب البلاد وأن الأمر نفسه ينطبق على مناطق في وسط شمال إثيوبيا وشمال دولة جنوب السودان.

وطبقاً لقياسات المركز التابع لهيئة الإيقاد سيكون متوسط هطول الأمطار أكثر من (200) ملم، في عدد من المناطق الذورة في جنوبي وجنوب غربي البلاد، وغرب دولة جنوب السودان أي المناطق المتاخمة لكردفان الكبرى وجبال النوبة، ووسط المناطق الشمالية الغربية من إثيوبيا أي المناطق المتاخمة لولايات السودان الشرقية والتي تضم كل من: كسلا والقضارف وبورتسودان، بينما تكون الأمطار معتدلة (50-200) ملم، في جنوبي السودان إلى وسطه، وفي معظم أجزاء جنوب السودان، ووسط شمال إثيوبيا، وشمال إريتريا، وشمال أوغندا، وأجزاء من غرب كينيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى