جنوب دارفور.. فحص المخدرات للسائقين (درب السلامة للحول قريب)

تقرير: حسن حامد

ظلت حوادث السير المميتة تشكل خطراً وتهديدا لحياة الناس وتعود الأسباب بحسب القائمين على الأمر للجهل بقواعد السلامة والقيادة بإهمال, بجانب القيادة تحت تأثير المخدر, من هذه البوابة فكّرت دائرة المرور السريع قطاع جنوب دارفور رغم حداثتها في إطلاق مبادرة لفحص المخدرات والكحول لمستخدمي الطرق القومية بعد أن ثبت تعاطي بعض السائقين للمخدرات من واقع الحوادث التي تقع بالطرق, فكانت الحملتان الأولى والثانية بطريق نيالا – الفاشر, والثالثة في منطقة طور الحدودية مع ولاية وسط دارفور, أما الرابعة فكانت فى محلية كاس بالطريق القاري الذي يربط ولايات جنوب ووسط وغرب دارفور بجانب دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى.

انحسار نسبة التعاطي

وتقول شرطة الأدلة الجنائية بجنوب دارفور إن نسبة تعاطي السائقين للمخدرات والكحول بدأت في الانحسار من واقع الفحوصات المعملية التي تقوم بها الأدلة الجنائية في تلك الحملات. وأشار مدير دائرة المرور السريع قطاع جنوب دارفور الرائد شرطة د. أحمد محمد سبيته إلى أن حملات الفحص تأتي في إطار مساعيهم لتحقيق السلامة المرورية والحد من الحوادث, مؤكدا استمرار الحملات حتى تتم تغطية كل الطرق التي تربط الولاية بالولايات الأخرى, وقال إن اختيار محلية كاس جاء نتيجة لكثرة المركبات العابرة بهذا الطريق لكي يطبقوا من خلال الحملة شعار (الحوادث ليس بمصير بل إهمال وتقصير), مشيداً بالشراكة الذكية مع شرطة الأدلة الجنائية كجهة فنية منوط بها إجراء عمليات الفحص, مؤكدا استمرار إدارته في الانفتاح عبر الطرق القومية وتهيئة بيئة العمل والاستمرار فى حملات التوعية والإرشاد لتحقيق السلامة وصولا لسير آمن بلا حوادث, وقال سبيته إن إدارته تمكّنت من توفير عدد من الكرفانات لقطاعات المرور السريع التي تم افتتاحها مؤخراً بالمحليات.

تحقيق السلامة

فيما أشاد المدير التنفيذي لمحلية كاس عثمان حسين موسى بجهود شرطة المرور والمرور السريع والأدلة الجنائية الرامية لتحقيق الأمن المروري, مشيراً إلى أن حملة فحص المخدرات بادرة فريدة من نوعها وسيكون لها الأثر الكبير في تحقيق هدف السلامة, مطالباً بتوسعة خدمات المرور بمحليته لراحة المواطنين وطالبي الخدمة, وقال إن حكومته على استعداد لتقديم كل ما يطلب منها في سبيل إكمال الخدمات المرورية للجمهور ومستخدمي الطريق.

حالات إيجابية

كشف مدير الأدلة الجنائية الرائد شرطة سحنون عبد القادر أنهم في الأدلة الجنائية ظلوا في شراكة مع إدارة المرور بالولاية والمرور السريع في إطار الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات والكحول لأصحاب المركبات والشاحنات في الخطوط السريعة, مشيراً إلى أن إجراءات الفحص روتينية ولحظية وسريعة ودقيقة وليس فيها أي نوع من الشكوك, وأضاف ان الحملة الأولى تم فيها إجراء فحص لـ(43) سائقاً ظهرت منها (8) موجبة ومن بعدها قلت النسبة إلى أن وصلت لحالتين موجبتين من إجمالي أكثر من (40) سائقا, لذلك هنالك انحسار لتعاطي المخدرات من واقع ما تم بين الحملة الأولى وحتى الرابعة, وأضاف سحنون بأن تعاطي المخدرات والكحول تعد من الأسباب الرئيسية لارتكاب الحوادث, لذلك “نحن من خلال اجتماعاتنا بالشرطة طرحنا مقترح فحص المخدرات والكحول لطالبي رخص القيادة” وهذا المشروع سيرى النور قريباً حتى نضمن سلامة السير.

خطوة جيدة

قال السائق نصر بخيت محمد طه (للصيحة), إن عملية فحص الكحول والمخدرات خطوة جيدة, وتابع (أنا أعمل في هذا الطريق لعشرين سنة لم أر مثل هذه الحملة المهمة, ونتمنى كل الولايات تطلق مثل هذه الحملات), بينما يقول السائق الرشيد جابر المتجه من نيالا إلى كبكابية إن الحملة مهمة والسائق الذي يحمل معه أرواح المواطنين يجب أن يكون مسؤولاً ويركز على قيادته حتى يصل بسلام, وتابع “الشخص عندما يكون مخموراً سيكون خارج المسؤولية ويتسبّب في ارتكاب الحوادث سواء بالسرعة الزائدة أو التخطي الخاطئ”، وأضاف أنه طوال عشر سنوات التي يعمل فيها بهذا الطريق لم يشهد مبادرة مثل التي قامت بها دائرة المرور السريع قطاع جنوب دارفور ونأمل تكرارها.

 

التوعية المرورية

أثنى رئيس لجنة تسيير المركبات والهايسات والحافلات بمحلية كاس ياسر أحمد علي الفكي, على الجهود المتواصلة من قِبل المرور لتحقيق السلامة والحد من الحوادث, وقال إنهم يقع على عاتقهم أمر الإسهام في التوعية المرورية والترخيص واللوحة والعاكس لأنّ طريق كاس يربط أربع ولايات بالإضافة لأربع من دول الجوار, وتمثل مدينة كاس منطقة عبورية, وأضاف أن الأسبوع الماضي شهد وقوع أكثر من (18) حادثاً مرورياً بهذا الطريق, وأكد بأنهم سيظلون سنداً للمرور لتحقيق السلامة والطمأنينة.

تغيير المسارات وتجديد الإشارات

فيما قال مدير الإدارة العامة للمرور بولاية جنوب دارفور العميد شرطة أحمد علي الخليفة, إن حملات الفحص التي تقوم بها إدارة المرور السريع بالولاية  كانت لها إسهام كبير فى تحقيق السلامة, وبعث الخليفة برسالة ثقة وطمأنينة لدى الركاب وشركاء الطريق بتواجدهم في كل تقاطع وفي كل طريق وقطاع مروري بالطرق القومية لخدمتهم, مشيراً إلى أن الهدف من حملات فحص المخدرات لدى السائقين لبث الطمأنينة لدى الركاب وشركاء الطريق، ان الذي يقود المركبة لتوصيلهم لا بد أن يكون في تمام الصحة العقلية وذلك بعد الفحص الذي نقوم به, ولفت الخليفة أن الحملة الرابعة أقيمت بمدينة كاس التي يعبر بها الطريق القاري الذي يربط بين السودان ودولتي تشاد وأفريقيا الوسطى وولايات أخرى, فلا بد أن تكون فيه مثل هذه الحملات حتى نحقق السلامة المرورية لشركاء الطريق, وكشف عن اتجاه لتنفيذ الخارطة المرورية للولاية يتم تكوينها بواسطة والي الولاية وتضم جميع شركاء الطريق وسيبدأ تنفيذها من مدينة نيالا بتغيير المسارات لبعض الشوارع وتحديد أطر الشوارع وتجديد الإشارات بالعلامات المرورية المختلفة, كل هذه الخدمات وغيرها مضمنة في الخارطة المرورية ونحن بدأنا بتغيير بعض الاتجاهات في الشوارع تسهيلاً للحركة للمركبات, وسنبدأ من محلية كاس بإنشاء صالة للترخيص ورخص القيادة لتقليل الجهد والوقت وينعكس ذلك لتقديم الخدمات للمواطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى