وصول المياه في مثلث العطش.. الحلم والحقيقة وزير المالية: توفير المياه أولوية قصوى مُقدَّمة على كل الأولويات

 

ممثل للإدارة الأهلية: المشروع حلم تحقق وافتتح بعد مخاض عسير وسوف نحافظ عليه

والي غرب كردفان: المشروع وضع حداً للعطش بالمنطقة

لا أحد يكترث عندما تأتي بخيتة ورفيقتها عائشة وهما تحملان المياه على رأسهما أو من فوق الدابة، فمن أين أت عائشة؟ ومن أين جاءت وكيف؟ هي مسيرة سنوات تقول عائشة: عايشن معاناة العطش في المنطقة التي تقع في مثلث بين الخوي وعيال بخيت ومدينة النهود. وهي منطقة تنتشر فيها أشجار الهشاب والمراعي يقطعوا الآميال لجلب بعض المياه في مسيرة قد تمتد إلى يوم كامل. قالت: إحداهن إنها تركت الدراسة بسبب المياه، وأخرى لأنها الوحيدة لم تدخل المدرسة، وفضَّل أهلها أن تذهب إلى مورد المياه بدلاً من أمها الكبيرة. الملاحظ أغلبية من يردن المياه من النساء والأطفال، ولكن أكثر المناظر بؤساً حاجة المياه للاستخدام الشخصي، هناك تتجلى عظمة وأهمية الخط الناقل رغم أنه لم يدخل في كل بيت، إلا أنه مجرَّد مروره عبر القرى كانت نقلة كبيرة في حياة الريف بالمنطقة. قالت إحداهن – والفرحة والابتسامة لاتفارق وجهها -: كنا نذهب اليوم كله ونستحم بعد يومين، ولكن الآن كل يوم. هي قصة لنهاية حالة العطش في مثلث المعاناة كان أبطالها سودانيون حوَّلوا معاناة أهلهم إلى فرحة. تدافع الجميع للاحتفال بالافتتاح، فماذا قالوا؟

النهود: الخوي: صلاح مختار

فرحة حقيقية

لم يتأخر وزير المالية د. جبريل إبراهيم، كثيراً في الوصول إلى المنطقة رغم الأنباء التي رشحت بمغادرته خارج البلاد، ولأنه كما يقول البعض: خَبِر تلك المعاناة والحاجة إلى المياه كان بداية كلمته بأنه قال: ربما لا يعلم البعض ولا يشعر مدى سعادة المواطن هنا بوصول المياه لديهم، لأنهم منذ أن ولدوا لم تر أعينهم المياه حتى في الحنفيات. واعتبر تلك فرحة حقيقية, وأبان أن المياه حق وأساس من حقوق الإنسان يرتبط بحق الحياة، يجب توفيره للإنسان والحيوان واعتبر توفير المياه أولوية قصوى للحكومة الاتحادية ومقدَّمة على كل الأولويات. والتزم بإكمال الخط الثاني لمياه الخوي عيال بخيت، حتى كما قال: نقضي تماماً على مثلث العطش.

لا رجعة فيه

ووجَّه جبريل، الشركة المنفِّذة ببناء الحوض الثاني في منطقة عيال بخيت، وتقديم الفاتورة وأكد اهتمام الحكومة بتوفير بيئة صالحة للتعليم والصحة والمعلم. وقال: من غير تعليم (القصة ماتمشي لقدام)، مشدِّداً على ضرورة أن تبذل الدولة الجهد مع حكومة الولاية في هذا المجال. مشيراً إلى جهود الحكومة في الصحة، وقال: يحب أن ننهي معاناة النساء في الولاية. ودعا إلى عدم انتظار الكهرباء القومية، وقال: يجب أن تتقدَّموا في مجال الطاقة الشمسة، وشدَّد على ضرورة استقرار الوضع الأمني بالمنطقة وقال دون ذلك الكلام يذهب أدراج الرياح وطالب بإنهاء حالة الاقتتال القبلي بالولاية.

ركيزة أساسية

اعتبر والي غرب كردفان، خالد محمد أحمد جيلي، المشروع ركيزة للحد من العطش، كما أنه يضع حداً لحاجة المواطن من المياه، وقال: بافتتاح المشروع ننهي معاناة المواطنين والقضاء على العطش والحد من النزوح، حيث ينعكس أثره على الجميع. وأكد أن موقع الولاية الاستراتيجي يحتاج إلى صيانة الطريق القومي بجانب ربط المحليات الأخرى بالطرق بجانب إكمال الكهرباء التحويلية، واعتبر توفير المياه خطوة أولى سيأتي توفير الكهرباء حتى تكون للولاية شأن آخر.

نجاح المشروع

ولفت مدير مياه الشرب والصرف الصحي، هشام الأمير، إلى أن نجاح المشروع كان وراءه (4) جهات أساسية بنك التنمية الأفريقي، حيث منح السودان (22) مليون يورو، ووزارة المالية الاتحادية ووحدة المياه والصرف الصحي. وقال: عقب توقيع الاتفاق تم إعداد دراسات أولية للمشروع وإنشاء وحدة للمشروع على المستوى الاتحادي والتنفيذ على المستوى ولاية غرب كردفان، وتم طرح الاستشاري على (25) شركة، حيث فازت شركة سودانية قامت بالدراسات التفصيلية، وقال: المنطقة تعاني من انعدام المياه الجوفية أو سطحية. وخلال كلمته وجَّه رسائل لحكومة المركز الاهتمام بقطاع مياه الشرب والثانية بطبيعة العلاقات بين الهيئات الولائية والاتحادية.

الخط الناقل

وزير البنى التحتية بولاية غرب كردفان، آدم موسى، أشار إلى المشروعات التنموية التي تنتظم الولاية في مجالات الصحة والمياه، وقال: نصيب الولاية من المشروع (17) محطة، مشيراً للخط الناقل جنوب النهود والذي اكتملت الدراسات فيه، مشيراً إلى إجازة قانون الخطوط الناقلة.

طول الخط

وقف المدير التنفيذ لمحلية الخوي، محمدين أبو الحسن عثمان، على كل صغيرة وكبيرة لإتمام العمل في الخط الناقل، ربما لأنه يلقي على عاتقه كثير من الأعباء التي كانت بالنسبة له مصدر توتر. وأشار في كلمته إلى طول الخط الناقل للمياه الذي يبلغ (46) كيلومتر. وأكد أن الإدارية من المناطق الاقتصادية المهمة والمتميِّزة بالولاية تحتاج إلى اهتمام المركز، وأشار إلى رداءة الطرق التي تربط المنطقة بجانب معاناة مواطني المحلية من انعدام الكهرباء، وقال: المحلية خارج تغطية الكهرباء القومية، وأعرب عن أمله في مشروع الطاقة الشمسية، وقال: حتى نقضي على مشكلة العطش لابد من ربط المناطق الشرقية حتى إدارية عيال بخيت بالخط الشرقي.

حافز العمل

وقال مدير شركة “ويلز” مهندس محمد أحمد أبو الزين: إن الشركة قبلت التحدي لتنفيذ المشروع الذي وقف عليه حوالي (300) عامل ومهندس وفني، وقال: حافزهم لتنفيذ المشروع كانت معاناة أهل المنطقة، وقال: العاملون صارعوا الطبيعة حتى كلل المشروع بالنجاح. وقال: قبلنا التحدي عندما تعطَّل التمويل وجائحة “كرونا” بجانب ظروف أخرى كادت تعطِّل العمل، وأكد أن تنفيذ المشروع تم بأعلى مستويات الجودة والتقانة العالمية, وقال إنه مشروع القرن والأول في أفريقيا جلب للسودان تمويل آخر بـ(30) مليون دولار، وشدَّد على ضرورة المحافظة عليه، وأوصى بنقل تجربة المشروع إلى ولايات أخرى.

موقع جغرافي

ويقول ممثل أعيان عيال بخيت، أبوعبيدة قرشي: إن المحلية تقع في الجزء الشمال الغربي لمحلية الخوي تحوي على (100) ألف رأس، من الماشية، منها (2700) ألف رأس، من الضان الحمري، و(180) ألف رأس، من الماشية والأغنام، (175) ألف رأس، من الإبل، كذلك بها أكبر سوق للمواشي بالولاية وأكبر سوق للمحاصيل وأكثر إنتاجاً للصمغ العربي في العالم بجانب المحاصيل الأخرى، مثل: السمسم والكركدي وحب البطيخ. وقال: رغم ذلك إلا أن المنطقة تفتقر إلى الطرق، وطالب بربط المنطقة بطريق الصادرات، كما دعا إلى إنشاء خزان للمياه بديلاً للصهايج، وأكد أن المنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الصحة بجانب تردي وانهيار الخدمات التعليمية بجانب انعدام الكهرباء.

الحلم والحقيقة

يبدو أن الشرتاي دوليب، أكثر الناس فرحة بافتتاح المشروع، واصفاً توصيل المياه إلى عيال بخيت، بالحلم وبالمخاض العسير، وأكد أن تدفق المياه للمنطقة إيذاناً بتمزيق فاتورة المياه للأبد. وقال: بدأنا التفكير في تغيير النمط الزراعي بإدخال البستنة في الزراعة، غير أن الشرتاي عبد الرحمن، أمير دار حمر، قال: كنا نزرع ويأتي الصيف ليقضي على الأخضر، فيما قال نائب رئيس لجنة المصالحات، عبد الرحمن صافي الدين: عانت المنطقة ما عانت من العطش، ودعا للمحافظة على المشروع حتى يستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى