امال عباس تكتب: وقفات مهمة (الحنضل ما ببقى بطيخ والعدو ما ببقى صليح)

قديماً قال أهلنا (الحنضل ما ببقى بطيخ والعدو ما ببقى صليح) المثل دار بذهني وأنا استمع لتلك الكلمات القليلة عدداً والكبيرة معنى التي قالها السيد الرئيس القائد لمواطني ام درمان في لقائهم الحاشد بميدان الربيع في الشهر الفائت.. والحديث كان عن فلول الأحزاب الرجعية والتي أخذت تطل برأسها من جديد تحلم بالمستحيل.. ذلك الحديث يدعنا في المقام الأول لوقفة طويلة ومهمة وحاسمة أمام فهمنا للوحدة الوطنية بالتزامنا بثورة مايو ولبرنامج عملها حسبما حدده ميثاق العمل الوطني..

واضح ان فشل الثورة المضادة في الإطاحة بنظامنا الثوري من الخارج دفعها لتحاول جاهدة نسف هذا النظام من الداخل وتحتمي في سبيل تحقيق هدفها هذا بشعار (الوحدة الوطنية) و(الثورة بالجميع) ولذلك يجب علينا أن نضع الحد الفاصل بين الدعوة المغرضة للوحدة الوطنية التي تتبناها الثورة المضادة وبين شعار الوحدة الوطنية الذي ترفع لواءه ثورة مايو في ميثاق العمل الوطني والذي يقول بالحرف الواحد: “ان الوحدة الوطنية ليست تجمعاً عفوياً تتسلل اليه قوى التخلف المنهزمة لبث سمومها من جديد”..

اذن فالوحدة الوطنية ليست دعوة مفتوحة لكل من “هب ودب” فحقيقة ان الثورة للجميع ولكنها لن تكون بالجميع.. فوحدتنا الوطنية وحدة نضالية ضد الثورة المضادة.. وليست معاهدة وفاق.. أو اتفاقية هدنة بين الثورة والثورة المضادة.. فالوحدة الوطنية ليست غاية في حد ذاتها وانما وسيلة لتحقيق أهداف ثورة مايو الاشتراكية.. ويجب أن يكون هذا الفهم واضحاً ولابد أن يكون للثورة أعداء.

  • وجهة نظر

الأخت غادة السمان كتبت مقالاً بمجلة الحوادث البيروتية تناقش فيه مفهوم “الحب” وقد قالت ان انثى الكركدن لا يمكن أن تحمل أو تنجب اذا لم تحب ذكرها وانها اذا تأكدت أنه يخونها وهي حامل أجهضت..!!

لو كان الكركدن المثل الأعلى لنساء مدينتي لكانت بيروت عاقراً لا تنجب..

وفي نقاشنا لكلام غادة وصلنا الى ان هناك ظواهر أزلية في المجتمع البشري.. ظواهر الوفاء والخيانة والإنحراف والسقوط والى ما شابه ذلك.. ولكن أيضاً لهذه الظواهر مسبباتها القوية والتي ظلت مادة غنية لكل الذين يهتمون بالمجتمعات وتطويرها وان كان في هذه المرة الاتهام موجه الى الرجل بصفة خاصة أفلا يرى معي القاريء ان الاتهام موجه الى الرجل الشرقي على وجه الخصوص.. فالمجتمع الشرقي أو العربي بالتحديد يعيش ظروفاً اجتماعية متشابكة ومتداخلة بدءاً بالحياة الانفصالية.. والنظرة للمرأة.. والحماية المطلقة التي يجدها الرجل و… و… الخ.

أردت أن أقول أن هناك سحب داكنة تملأ سماء العلاقات في المجتمع السوداني.. ولا سيما علاقات الرجل بالمرأة.. وفهم الشاب لها وأيضاً فهم الشابة عموماً في هذه المساحة الصغيرة من الصفحة ندير نقاشاً مستمراً في جميع القضايا الاجتماعية وباستمرار وبمشاركة القراء فما رأيكم؟ وأنا في انتظار وجهات نظركم..

مربع شعر:

نحن نجود ولي موجودنا كلو نفرق

نحن الفي الضلام سلت سيوفنا تبرق

نحن الفي الوكر معلوم دروبنا تغرق

نحن الفي الصدق ما بنخش داهية تحرق

معنى المربع:

يفخر السوداني بالكرم والشجاعة والإقدام ونلاحظ روح القبيلة والجماعة “نحن”..

  • قضية التراث

هل ننظر لكل ما نسمعه من الأقاصيص والأحاجي والأمثال والأشعار على أساس أنها كم متراكم لهذه الأشياء من الأجيال التي سبقتنا.. والتي تعبر فيها عن ذاتها فحسب؟

هل ننظر للتراث على أنه هو الجسر الآمن ما بين الوعي الاجتماعي والوجود الاجتماعي أو بمعنى آخر هو المعبر الأوحد عن النظرات الجمالية والفلسفية والدينية والسياسية.. وبمعنى ثالث أن العادات والتقاليد والقيم وكل ما يحيط بالمجتمع؟

أجد نفسي مع النظرة الثانية للتراث فهو بالقطع الصلة الحية بين واقعنا الثقافي والفكري.. هو الذي يحمل بين ثناياه تاريخ مجتمعنا السوداني قرون من الزمان على الأقل.. ولنجعل هذا الركن متكأ اسبوعياً مع تراثنا والرأي للجميع..

الأذن للجميع:

من ديوان (أمتي) محمد المكي ابراهيم

البرجوازيون والمتعبون

كل مساء “ما عدا أواخر الشهر” هنا يحتسون

أخبث ما تتقيؤه معاصر الخمرة من تفل ويفتحون

معلبات الضحك الجاهز من بذاءات ومن مجون

يصفقون للساقي “بلا ذرة اعجاب” ويطلبون

فاكهة المجلي من تفل ومن ريحان

عندئذ يوضع ما بين قناني الخمر عاشقان

يشمر السادة عن أظلافهم ويأكلون

لحمها الحي وحين يشبعون

يطوح العار بهم الى القيعان

من أمثالنا:

(الما ببلع ريق على ريق ما بمسك رفيق)

معنى المثل: ان الذي لا يحتمل هفوات الصديق البسيطة ويفوتها لا يكون له صديق.. والمثل عموماً يدعو للتسامح.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى