ما الذي يجعل محمد الأمين يذرف الدموع حين يغنيها .. بتتعلّم من الأيام.. أغنية لكل الأيام

 

(1)

إسحق الحلنقي.. اسم لا يحتاج لأي مقدمات أو تعاريف.. أغنية واحدة مثل بتتعلّم من الأيام كافية لأن تعلن عنه وتعرفه التعريف الذي يليق بمقامه.. فهو يكفيه جداً لقب (رئيس جمهورية الحب) ومن يعرفونه عن قُرب يدركون ماهية ذلك اللقب والذي رغم ضخامته واحتشاده بمعان كثيرة ولكنه في تقديري الخاص جداً أقل من الجمال والرقة الذي تسكن قلب الحلنقي.

(2)

الحلنقي.. شاعر وسيم المفردة ما في ذلك شك.. كل أغنياته التي كتبها عبارة عن منحوتات جدارية وجديرة بأن تبقى في مقدمة الذهن لا تطالها عوامل الزمن, لذلك ظلت متقدة لا تعرف التثاؤب ولا النسيان.. وحينما نقول الحلنقي الشاعر الخالد نعني المفردة تماماً بكل ما تحمل من مضامين وأخيلة.

(3)

محمد الأمين ما كان له أن يحقق كل هذا النجاح في بداياته في وجود عمالقة أمثال إبراهيم الكاشف وعثمان حسين وأحمد المصطفى ومحمد وردي وغيرهم من المبدعين الأصلاء الذين وضعوا الأسس الأولى للغناء السوداني وارتقوا به عالياً.. كان الضابط الوحيد هو الموهبة العالية والمختلفة.

(4)

في تلك الظروف كان تكوين محمد الأمين اضافة الى وعيه المبكر بدارسة النوتة الموسيقية وعلوم الموسيقى الأخرى مثل القواعد والصولفيج ومهارته العزفية على آلة العود، كل هذه العوامل والتأثيرات التي تفاعلت معها جعلت محمد الأمين يبتكر ويجدد ويطور في شكل الخماسي، فبعد معرفته للسلالم الموسيقية وكيفية استخراجه لها واضافة النغمة السادسة للخماسي.

(5)

أغنية (بتتعلّم من الأيام) هي واحدة من أكثر أغاني الموسيقار محمد الأمين رسوخاً عن المستمع.. ولا يذكر محمد الأمين إلا وذكرت بتتعلّم الأيام.. لأنّ هناك حالة عشق ما بينهما.. ولعل هذه الأغنية ذات وقع خاص عن موسيقارنا الكبير الذي حمل معه نص هذه الأغنية حينما سافر للمملكة المتحدة للعلاج وكان ذلك بأمر من رئيس الوزراء إسماعيل الأزهري الذي قرر أن تتكفّل الدولة بعلاج محمد الأمين.

(6)

وحينما أُجريت له عملية العيون وهو بعد مازال يستشفى, وجد نص بتتعلّم من الأيام ضمن الأشياء التي جاء بها من السودان, فقام بتلحينه في وقتها وخرج هذا اللحن البديع الذي مازال يتربّع حتى الآن على القمة.. ولكن هناك ثمة سؤال حول حقيقة السبب الذي يجعل محمد الأمين يذرف الدموع كلما تغنى بهذه الأغنية؟ فهل يتكرّم موسيقارنا بتفسير ذلك!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى