علي مهدي يكتب: دهاليز: الدبلوماسية الإماراتية المُعاصرة تسعى لتخفيف حِدّة الفقر ومُحاربة الجوع

“مائة مليون وجبة” برنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة في العالم

أكبر مُبادرة إقليمية بالسودان، شراكة تجمع حكومة الإمارات ومبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام.

 

 

ما أن تجلس في واحدة من عواصم الإمارات أو القرى أو تمشي في الطرقات المزدانة بينها حتى تلمح تغييرات كبرى، وإن لم يطل غيابك.

عجلة الرقي والتطوير تذهب في كل الاتجاهات، لكنها لا تنسى الآخر، الآخر البعيد، مهما كانت المسافات. الغاية ان تلحق بها أيادي الخير، وهي كثيرة في الفكرة أو الأسباب. لكنها إنسانيات تتعدد في أشكالها وتتحد في معانيها.

وتتوافق في فرص جعلها ممكنة، ولذلك تلعب سفارات دولة الإمارات العربية المتحدة أدواراً تتعاظم الآن، وفي كل الأوقات. والنظر اليها عندي ينبغي أن يباعد بينها وسياسات اليوم الواحد أو اليوم باليوم، وتفاصيل الإجراءات والتدابير أو أنها تحسب بنتائج لا تُشكِّل إضافة للإنسان المُحتاج لها وهو بعيدٌ عنها، برامج التنمية الراهنة المرجوة أو المستدامة، وذاك حلم مشروع. هي أبعد ما تكون عنها علاقات عامة بين الدول، والناظر لها في سنواتها الأخيرة تمشي بين الناس مشروعات.

دهاليزي اليوم لا في مقام التوثيق لها، لكنها تحتفي في جهد معلوم، تحسبه خفياً، لكنك إذا ما عشته ومشيت معه إلى حيث وصل، ستدرك الفاصل الكبير بينها، سياسة الضد ومع ، وجهود الإنسان لتحسين أوضاع أخيه الإنسان، لما يدرك انه في حاجته يتدبر له من أمره فحسب، وحلها بيسر ودون ضوضاء، تلك افضل من الإشهار، أو الإشارة لها، وقد شهدنا سنواتنا الماضية إسهامات متعددة ذهبت للناس كل الناس مباشرةً، وحققت نتائجها، تابعت بعدها تفاصيلها وكنت الأسعد بالنتائج. لك أن تتخيّل كيف ان سيدة فضلى تعرف عنها الإمارات انها للخير فاعلة كما أنها تجلس في بيتها بعد انهياره بأسباب المطر والفيضانات، ثم لا تشكو حامدة شاكرة، وتدرك في سعادة من ساهم وقدم وساعد، وهي تؤكد لي (شوف يا ولدي الناس ناس خير وصباح خير، إن لاقيت منهم زول قولوا ربنا بسعدك).

ثم انظر بعدها في هذه المتابعة الشخصية، لكنها إذا نظرت ثم نظرت هي معان أخرى (أنسنة الدبلوماسية)، ولو أنها تحسب من كونها فعل اليوم العادي لدولة تقوم على خير وليسمح لي الحبيب سعادة السفير حمد محمد الجنيبي واسطة الخير وعنوان صباح الخير أن أشير بتقدير تلك السيدة وهي تُحمِّلني أمانة أرجو أن تصل لأصاحب المبادرة الخلاقة التي نحتفي بها اليوم، وقد احتفينا بها قبلاً وهي كثيرة ومُتعدِّدة.

في مايو الماضي، تم تدشين الدفعة الأولى من برنامج ومشروع المائة مليون وجبة، تفاصيلها ومن ما تتكون دهليز آخر، لان خلفها المبادرة الخلاقة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبي، فريق فني وصحي وتقني، وحلقات من الدراسات، أدركت بعدها لا القيمة الغذائية للوجبة فحسب، وهي ليست واحدة للشخص الفرد، لكنها للأسرة والحي والقرية والمدينة، هي جملة أسباب تحيل مصاعب الدنيا لغيرها من شكل، ولك أن تتخيّل عجز أسرة عن توفير وجبة غداء أو غيرها في أي الأوقات. والفكرة أن مائة مليون وجبة هي جهد للحفاظ على توازنات في الحياة العامة، تحفظ لها الأسرة والناس قدرة الاستمرار، ذاك في معنى ما هي، ولكن في معانيها الكبرى، لماذا هي؟ فتلك حقيقة أن يتقاسم الإنسان مع أخيه الإنسان، وإن طالت وبعُدت المسافات، ما فيها الدنيا من خير، وذاك عندي ابعد من كونه تبرع أو أنه زاد هنا، لا أنها فكرة أصيلة، تأخذنا جميعاً لمستويات أسمى وأغلى من النظر للإنسان وقت ان يحتاج إلى اخيه الإنسان، فيكون حاضراً له، وفي الوقت المناسب تمامًا. فالأمر أكبر من وجبة تنتهي باحتفال توزيعها، لا هي فكرة صائبة، تعزز أدوار الدولة والحكم والشأن العام، أنا حاضر بما أقدر عليه، امنح ما في استطاعتي، ليس لأنه زاد عندي، ولا حاجة لي فيه، لا، إنني أناهض الجوع، وأحارب الفقر، وأسعى لتحقيق ظروف أفضل للإنسان.

هكذا ينبغي ان نسعد بنتائج ما سيحدث هذا الصباح، والاحتفاء بهذا البرنامج الإنساني الخلاق (مائة مليون وجبة) لها ما بعدها.

سيقف الحبيب سعادة السفير حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة مع الشركاء من (منظمة زاد) لإعلان بداية تدشين الدفعة الثانية من برنامج إنساني صنع مسافة كبيرة في محاربة الجوع، وسعى لاستدامة الحياة المستقرة للإنسان.

يدخل بهذا الصباح يوم تلتقي والدهاليز بأشواق لاستمرار هكذا جهود، تحيل السعي بين تعزيز العلاقات بين دولتين، الى جسور من التواصل، يسنده فعل عملي وأدوار تنظر لها بفخرٍ، بعيداً عن السياسة اليومية وما فيها من تفاصيل، جلستها في غير مكانها، لن تخلع عنها لباس الإنسانية، وستظل كما نصفها دوماً.

أنسنة الدبلوماسية مدخلٌ للشراكات الذكية في زمن الأزمات وأوقات الشدّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى