محمود الجيلي يكتب :خبز و حبر و خبر

أجمل ما في المستقبل أننا لا نعرفه.. هذه العبارة التي أعتبرها صادقة تماما تجعلني دائما أفكر و تجعلني أصنع الأمل و تجعلني أحلم بالأمس القريب كنت ممسكا بابنتي أحاول أن ألعب معها أو ألعب بها في بعض الأحيان و أنا أردد في أغنية لم أكن واثقا من كلماتها و لكني أغني ربما لعلمي أن صغيرتي لا تعلم ماذا أقول ولا تستطيع مراجعتي أو تعديلي فيما أقول.

و بينما أنا أنظر إلى عينيها تذكرت المقولة التي ذكرتها في بداية المقال ثم تخيلت المستقبل ليس كما سيكون بل تخيلت أنني أنجبت أبنتي في بلاد أخرى ثم جئت بها لبلادي و أن لإبنتي جوازا أمريكيا أو أوروبيا هل ستظل المقولة صحيحة أم ستصبح (أجمل ما في المستقبل أننا نعرفه).

وصلتني رسالة من صديقي أنه مازال يجلس في المكان الذي نلتقي فيه دائما لنحتسي القهوة و نقرأ الشعر وضعت البنت في سريرها بعد أن نامت و ذهبت لصديقي , لم نكن نقرأ أشعارنا دائما بل كنا نقرأ لشعراء آخرين و لكن في هذه المرة وجدت القهوة أكثر جمالا من كل مرة سوادها دافئ و بدون سكر فأنا أعشقها هكذا. قررت أن أقرأ له قصيدتي قصيدة الشارع و قصيدتنا قصيدة أمي و زوجتي و إبنتي قصيدة هذه الأرض, إستمع إليها بكل حواسه و قال لي كيف عرفت أنني سوف أقرأ عليك ذات القصيدة . قلت له لا أدري و لكنه ربما كان توارد جراح.

 

غطينا تلك العيون بإبتسامات مصطنعة و أخذ يحكي لي بعض النكات و القصائد الخاوية

هل إنتصف الليل فعلا؟ سألني

قلت له أي ليل تعني؟

قال في الحالتين دعنا نذهب إلى بيوتنا

ضحكنا و تقاسمنا ثمن القهوة و بينما نحن هكذا قال صديقي دعني أحكي لك و أتبع بإبتسامة صغيرة و عيون أعرف نظرتها تلك قال لي :

بالأمس لم أوفق في إحضار اللحمة و الخضار ( مع الأسعار النار دي)

فلما سألتني زوجتي قلت لها مقطع من قصيدتك تلك

 

قلت له : أي مقطع ؟؟ و أنا أبتسم

قال :

نص كباية شاي بي عيشة .. وصوت السمحة اللابسة غويشة

ديل سببين في الدنيا الزايلة .. يخلو العيشة دي أجمل عيشة

قالت لي ( هن وينن الغويشات يا يابا ؟؟؟؟ )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى