عبدالماجد موسى يكتب :الحركات والقوات النظامية صَفُّوا حساباتكم بعيداً عن المدنيين

 

بغض النظر عن السبب أو الأسباب التي حدت بالجبهة الثالثة (تمازج) على تبادل إطلاق للنار في منطقة سوبا (مجمع رهف) مع قوات الشرطة أو القوات المشتركة وبعيداً عن بيانات النفي والنفي المضاد من الطرفين، فإن وضع العاصمة القومية لدولة السودان وضع مقلوب ليس فقط بعد اتفاقية جوبا بل قبل ذلك بفترة طويلة، فوجود القوات المسلحة التي أصبحت وسط العاصمة وقيادتها المحاطة بسكنى المدنيين  أمنياً واستراتيجياً يعد خطئاً فادحاً وإذا كان للسودان أعداء وأرادوا الهجوم على القيادة العامة مثلا فلن تكون الخسائر البشرية في الجيش فقط بل الخسائر الجسيمة ستكون وسط السكان المدنيين ولعدة كيلو مترات عن المواقع العسكرية والأمنية هذه فهذا الوضع غير الصحيح يجب أن يصحح بصورة جذرية وفورية، يجب إخراج كل القوات العسكرية جيش، دعم سريع، حركات مسلحة من العاصمة وكل الولايات في أنحاء السودان إلى ثكنات خالية وبعيدة جداً عن سكن المدنيين ويمنع منعاً تاماً حمل السلاح ولو كان قطع صغيرة داخل الأسواق والأماكن العامة وكذلك عدم التواجد بالزي العسكري والاختلاط بالمدنيين في تلك الأماكن، فلتكن للقوات العسكرية نظامها وعدتها وعتادها بعيداً عن المدن والقرى والأحياء المدنية والطرقات.

لِمَ تتبادل القوات المشتركة أو أي قوات أخرى النار مع حركة أو فصيل يحمل السلاح وسط المدنيين؟ لماذا لم يتم إخلاء المدنيين أولاً قبل إتخاذ مثل هذه القرارات اللا مدروسة وغير محسوبة العواقب التي روعت السكان من اقتتالٍ عشوائي كان سيوقع عدداً كبيراً من القتلى لولا لطف الله؟

من الذي اتخذ قراراً فاشلاً كهذا دون مراعاة للوضع المدني في المنطقة حتى لو تعرضت قواته للاعتداء؟

ألهذه الدرجة وصل الهوان بالمواطن المدني في نظر الدولة واجهزتها العسكرية؟.

هذا الترهيب وكل القمع والتعذيب والقتل والإبادة والمجازر والسجون والظلم الذي لحق بالمدنيين في عهد الكيزان هو الذي دفع بالمدنيين على اقتناء السلاح بحجة الدفاع عن أنفسهم واهلهم وقراهم وممتلكاتهم وبالتالي أفرز كل هذه الحركات المسلحة في معظم أرجاء البلاد وعندها أصبح هناك توازن قوى نسبي وإيقاف وردع الكثير من الإعتداءات التي كانت ستقع على المدنيين لولا حمل السلاح وإذا استمر القمع والترويع وإطلاق الرصاص على الطلبة والمتظاهرين العزل فالنتيجة لن تكون أقل من سابقتها، فالاستهتار بأرواح المدنيين من القوات المفترض إنها نظامية وخيم العاقبة.

أما إذا كانت لديكم حسابات قديمة (تار بايت) مثلاً أو جديدة (شخصية) فيما بينكم، أعني الجيش والحركات المسلحة والأمن والشرطة والدعم السريع أخرجوا من بين ظهرانينا ودونكم الصحراء الكبرى أو جبال البحر الأحمر وصفوا حساباتكم لآخر جرام ذهب لديكم وكفوا عنا شروركم وشرور ما تحملون من أسلحة (ما ناقصنكم نحنا) فعلى الأقل هناك ندية بينكم كمقاتلين مسلحين يكفي هذا الشعب ما فعلت به الإنقاذ من تشوهات وأمراض وفتن وكراهية .

 

عبدالماجد موسى- لندن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى