د. عبد الله فتحي يكتب : في عز الليل.. شموس تشرق

7 يوليو 2022م

رشفة أولى:

 

اليوم أحدثكم عن النصف الممتلئ من الكوب.. فبرغم الشحنات السلبية والعتمة والظلمة والقتامة التي تصبغ الأفق السوداني.. هنالك إيجابيات وإضاءات وإشراقات وإنجازات تبرق وتلمع في فضاء السودان تحفظ مكان الفرح مشتعلاً في وجدان السودانيين.. فإننا نغبط ونبتسم بسعادة عندما نسمع ونشاهد وكالات الأنباء العالمية تتناقل خبر (طبيب سوداني يفوز بالجائزة الملكية في كندا بعد تمكنه من إيقاف الدورة الدموية لمريض عمره 82 عاماً مدة 19 دقيقة وإجراء عملية جراحية نادرة وصعبة ودقيقة بنجاح.).

 

رشفة ثانية:

 

أحدثكم عن نماذج نجاح سودانية وقفت عليها بنفسي (على الهواء مُباشرةً) كمثال ونماذج لإشراقات في بلادي ليست للحصر.

صحيفة (الوفاق) السياسية السودانية تحتفل الأيام القادمة ببلوغها (اليوبيل الفضي – 25 عاماً من البذل والعطاء المهني الموضوعي المتوازن).. مؤسسة للتوعية والتثقيف (كما كان يقول مؤسسها الصحفي المخضرم الشهيد الراحل/ محمد طه محمد أحمد) لا تنشر الخبر ما لم تكتمل المعلومة.. لا تعتمد الإثارة و(فبركة) الأخبار لزيادة التوزيع.. تركز على القضايا الاقتصادية باعتبار أن أزمة السودان اقتصادية في المقام الأول وليست سياسية.. مدرسة الوفاق خرّجت ثلاثة أجيال من الصحفيين معظمهم رؤساء تحرير ومهاجرون في صحف وقنوات فضائية عربية وأجنبية منهم: (الهندي عز الدين. ضياءالدين بلال. بكري المدني. جمال علي حسن. جعفر باعو. الصادق المهدي. محيي الدين شجر ومحمد كامل.).. وما زال العطاء مستمراً…

كلية علوم الاتصال – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.. وفي ظل ظروف وأوضاع اقتصادية وسياسية وأكاديمية متأرجحة ومتذبذبة وموارد محدودة.. استنفرت الطلاب والعاملين وهيئة التدريس وحرس الكلية ونفذت 5 حملات لنظافة فناء الكلية والمسجد واستراحة الطالبات والمكتبة والقاعات والمكاتب وشملت طلاء الجدران وتنسيق حدائق الكلية وإعادة عمل جميع المُكيِّفات بالكلية وصيانة الإضاءة الداخلية والمراوح في قاعات الطلاب والمكاتب وتأهيل جميع مُبرّدات المياه بالكلية للطلاب والطالبات وعميد الكلية – د. المهدي سليمان – يقود هذا الجهد بعزم وحماس وحضور يومي مبكر واتصال وتواصل مع خيرين تفاعلوا مع هذه الهمة الجماعية العالية وتبرعوا فعلياً بمبرد مياه جديد و3 سبورات حديثة لمعمل الحاسوب بكل ملحقاتها ووعود بتنفيذ مشروعات أخرى داخل الكلية.. ويعمل عميد الكلية على تفعيل إذاعة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالتنسيق مع إدارة الجامعة لتؤدي رسالتها الإعلامية في التوعية والتنوير والتّدريب والمعرفة وتنشيط الجمعيات الثقافية لتتنافس في تقديم برامج هادفة ومُميّزة لجمهور الطلاب بالكلية.. وما زال العطاء مستمراً.

مدرسة الكلاكلة القبة الحكومية القرآنية جنوب بنات بنسبة نجاح 84٪ هذا العام.. عالجت الاكتظاظ بتقسيم الفصول النهائية إلى (أ) و(ب).. عوّضت أيام العطل والتوقف الاضطراري عن الدراسة والإجازات الرسمية بمعسكرت مكثفة بتطوع الأساتذة.. المديرة كوثر علي دينار (حفيدة السلطان علي دينار) بانضباط إداري صارم وقفت على طباعة الامتحانات الدورية المنتظمة وتقييم أوراق العمل ومتابعة تنفيذ تكاليف الأساتذة والطالبات والعاملين بقلم التصحيح الأحمر.. يساندها طاقم تدريس ذي كفاءة ومسؤولية عالية من خريجي بخت الرضا مثل أ. منى حسين في العلوم والرياضيات وبقية العقد النضيد.. وما زال العطاء مستمراً.

 

رشفة أخيرة:

 

نقتطف كلمات من خطاب أ. حميد الرقيمي – يمني الجنسية – وهو في صالة مغادرة مطار الخرطوم:

(لا أحمل جوازاً سودانياً، لكنني أحمل الهواء والتربة والنسيم والإلفة والطيبة السودانية في أعماقي، أحمل صبرهم وقُوّتهم وعِزّتهم واعتزازهم وعظمة كرامتهم، وعليّ ما عليهم، ولي ما لهم، وهذا عهد أبدي لم ألزم به نفسي بقدر ما فعلت كل الأشياء الجميلة التي حُظيت بها وأنا على صدر هذه البلاد.

يا أهلي في السودان، يا رسل الحُب، أيها الأطهار، الأنقياء الأبرار، هذه بلادكم، كل قطعة منها مِلك قلوبكم، أرفعوها عالياً، بذلك القدر الذي تتسامى به محبتكم في كل قلب عرفكم وأحبكم، هذه أرضكم وأنتم جندها، لا تدعوها تضيع من بين أيديكم..).. و.. معاكم سلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى