محمد ادريس يكتب : جامعة أفريقيا تتعافى…!!

12يناير 2023

*لم تكن جامعة أفريقيا التي تأسست في الستينيات، ذلك المكان الفسيح الذي يضم بين جدرانه جميع الجنسيات والأعراق والسحنات تحت راية واحدة هي راية المعرفة والفكر والإنسانية فحسب..!!

*ولم تكن أيضاً تابعة لتيار سياسي او خاضعة لجماعة حتى يتم التضييق عليها باتهامات صبيانية قاصرة وكيد سياسي انفعالي، بل كانت ولا تزال مؤسسة عملاقة وصرحاً معرفياً تليداً، يمكن أن تطور آليات عمله وتجرى فيه إصلاحات وتضخ فيه دماء جديدة دون تعطيل وتدمير للفكرة الرسالية الخلاقة..!!

*لأن جامعة أفريقيا كانت ولا تزال بؤرة إشعاع ثقافي و(قوة ناعمة) و(دبلوماسية شعبية) تُعرف بالسودان ويعرف السودان بها ونقطة تلاقٍ ما بين الوجدان العربي والعمق الأفريقي والإخاء الآسيوي والكرم والحفاوة السودانية الدافئة..!!

* كما هو معلومٌ للكثيرين، فإنّ الاستراتيجية التي قامت عليها الجامعة بنيت على أعمدة المركز الإسلامي الأفريقي.. أسّستها سبع دول هي السودان والسعودية والإمارات ومصر وقطر والكويت والمغرب، وتحتضن طلابا ينتمون لأكثر من 70 جنسية وتستهدف قبول الطلاب الأفارقة بنسبة هي الأكبر وتقوم مناهجها على الوسطية والاعتدال في الدعوة الإسلامية، بعيداً عن التطرف والغلو عبر برامج التميُّز الأكاديمي في الكليات العلمية والإنسانية.

*الخميس الماضي، انعقد مجلس أمناء الجامعة في دورته رقم (26) بعد غياب أربعة أعوام نتيجة للرؤية السياسية المحدودة المتأثرة بـ(الإسلام فوبيا)، وسيطرة بعض قوى اليسار على مقاليد البلاد حينئذ وحملة الكنس الرعناء لكل ما هو إسلامي لم تنجُ منه الجامعات ولا المساجد.!

*مجلس الأمناء أصدر عدداً من القرارات، أهمها اختيار الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي من السعودية رئيساً لمجلس الأمناء، واختيار الدكتورة سلمى عبد الجبار المبارك العضو السابق لمجلس السيادة الانتقالي نائباً لمجلس الأمناء، وتعيين البروفيسور حاتم عثمان مديراً للجامعة.. دماء جديدة لمرحلة مهمة..!

*يتوقع الكثيرون أن يسهم انعقاد مجلس الأمناء وخروجه بهذه القرارات ورئاسة السعودية له أن تتحسّن أوضاع الجامعة وتعود إلى سابق عهدها كنقطة تواصل حضاري بين العالم الإسلامي.. مما يعزز من فرص التمويل وإنعاش الاستثمارات المتوقفة..!

*لاحت بشريات ذلك في الأحاديث التي قيلت من أعضاء مجلس الأمناء وسفراء بعض الدول الداعمة في دعوة الغداء التي أقامها نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو بمنزله العامر، حيث ركّز في كلمته على مواصلة الرسالة الإنسانية للجامعة وإبعاد الأجندات الحزبية والشخصية حتى تعود إلى سيرتها الأولى..!

*جامعة أفريقيا تتعافى من الآلام التي أصابتها وألزمتها فراش المرض طيلة السنوات الماضية، وها هي تبدأ رحلة التعافي بقرارات إصلاحية يدعمها نائب رئيس مجلس السيادة ومبادرة منظمة أيادي الخير التي ترعى الروابط الطلابية بالجامعة وتعمل على تهيئة البيئة الجامعية حتى يكتمل التعافي في الجامعة والوطن شعارها أن نوقد شمعة خير من أن نلعن الظلام..!!

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى