سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع..

 

محمد ميرغني.. حكاية فنان تغنى بأعذب الألحان!!

(1)

التجارب العظيمة لا تنشأ من فراغ.. بل تنشأ من تجارب عظيمة أيضاً.. ولعل تجربة الفنان محمد ميرغني يمكن وصفها بالتجربة العظيمة لأنها أستندت علي تجربة الراحل الكبير أحمد المصطفى وكان لها تأثيراتها المباشرة في مساره الفني.. وهو لا يتورع أن يحكي عن ذلك ويقول بكل فخر بأنه خريج جامعة العميد أحمد المصطفى.. كما يحكي هو ذات نفسه ويقول:

(2)

في حي السيد مكي بأمدرمان تفتحت مشاعرنا وأحاسيسنا وحلقت أرواحنا في سماوات الإبداع الفني والأدبي والاجتماعي حيث كان الكروان كرومة والأديب الشاعر دكتور كامل الباقر والشاعر إسماعيل عبد الرحيم الذي كتب أغنية فؤادي لمحمد المصطفى وصاحب الإنشاد الشعري الفريد الأستاذ أحمد عمر الشيخ والشاعر الخالد حسن عوض أبو العلا وكانت أماسينا معطرة بأريج المتصوفة الفواح وبالإنشاد والذكر ترتقي الأرواح أعلى درجات السمو..

(3)

جاء أحمد المصطفى وكان التلاقي مع الشاعر حسن عوض أبو العلا، كان أحمد المصطفى فناناً مغنياً كاملًا في صفته لأن معلمه الأستاذ محمد عبد الوهاب حاذق ذو طبع تام صحيح الأداء وصفات المغني التي عرفها الحسن بن احمد بن علي الكاتب المتوفى 625 هـ تصف الأستاذ أحمد المصطفى وتقول 🙁 الكامل في هذه الصناعة من طرب فأطرب وغنى فأدى وحكى وروى وكان كله بصر بما أتى) إن فناننا الخالد هو الموصوف بهذا الخلال, الطبع والاقتدار والشجاعة والمعرفة. شدنا المبدع أحمد المصطفى إليه من خلال هذه المزايا.. كان الأستاذ أحمد المصطفى يغني فيصيب ويملأ الألحان بأنفاسه فيستوفي السقم ويحس مقاطعه الطويلة والقصيرة في دراية ومعرفة.

(4)

أحببته منذ نعومة دواخلي وصدق إحساسي الطفولي سرى في وجداننا وسحرنا, أسرنا وجرى فنه فينا مجرى الدم.. لازلت إلى اليوم أذكر أول نغم من صوته وأنا طفل أتسلق أعمدة شباك منزل المرحوم حسن عوض أبو العلا الكائن بالقرب من منزلنا بحي السيد مكي وكان يردد (أنسى الفؤاد يا قاسي وإذ هواي يا ناسي حياني حب ومآسي قاسيت كتير وبعاني)، كانت هذه هي الشرارة الأولى في دوران حركة الإبداع بيني وبين الأستاذ أحمد فكان أن تنسمته شربته حفظته فناً حقيقياً يملأ الجوانح ويسكن الوجدان.. علمنا الأستاذ فنون أدب الغناء, علمنا سلوكيات الفنان, علمنا كيف نغني ونختار الغناء علمنا وعلمنا وعلمنا.. وعلمني أنا علمني.. لك الرحمة والمغفرة أستاذي ومعلمي الرائع.

(5)

اشتهر بأنه لاعب كرة قدم ممتاز بنادي الأمير البحراوي، وتميز بالسرعة وبمهاراته الفنية العالية وكان يشغل خانة الجناح الأيمن وجمـع بين (الكفر والوتر) ومن عاصرهم بنادي الأمير خلال تلك الفترة عمر أبوشمة وعبد الله بركية وإبراهيم عمر وسمير حسن بابكر وعبد القادر شولي وغيرهم وساهم مع زملائه في صعود الأمير في العام 1961م الى دوري الدرجة الأولى.. وهو من محبي نادي الهلال العاصمي ومن المداومين على حضور مبارياته من داخل الإستاد.

(6)

ارتبط الملحن حسن بابكر بثنائية وثيقة مع صديقه الفنان محمد ميرغني أثمرت عن عدد من الدرر الرائعة حيث قام بتلحين العديد من الأغنيات له ومنها (اشتقت ليك, حنان الدنيا, عيونك ديل, عشان خاطرنا, سهمك الفتاك, لا بتفاصلي لا بتواصلي, غريب, حالك باهي, حبابن جن, الريدة, سمحة سمحة.. الصيدة , ما قلنا ليك, ما بتقدر تتوب, لو قدرت تغيب علي, أنا والأشواق, مين فكرك يا حبيب, لو كان عصيت, احترت فيك, ولا الصابر أنا ولا الباكي . بتلفحك. ودرة هواك. أحلى مافي الدنيا ريدنا…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى