عبدالله كرم الله يكتب.. الأجير والمستأجر!؟

العلاقة ما بين الأجير ومن يستأجره علاقة وثيقة ورقيقة في ملمس الحرير، يقابلها في شمال السودان بالكري والمستكري فالكري الذي يملك من المزروعات وتشغله عنها أفروعات كالتجارة او العمل للحكومة في الإدارة، يضطر إلى ان يكري (كري) لينوب عنه في الاهتمام بالزرع والضرع، فيقال فلان كرى ود فلان بخمسين قرشاً في الشهر، تحاشياً لمعنى استعبده لقهر!.

لذا فقد كثر هذه الأيام النقد الموضوعي لمسئولي الحكم من غالب الشعب اللذين لا علاقة لهم بالكاري او المكري! فمنطق الأشياء يقل بأن المكري لا يخلص في عمله إلا للكاري الذي أوصله لمنصب لم يكن يحلم به مقطوع الطاري؟! والا اضطر الكاري بالإستغناء عن المكري ليعود مرة أخرى للحواري.

مما أطمع الناس في الدكتور حمدوك كافضل رئيس لمجلس الوزراء أنه رفض عرض عمر البشير لتشكيل حكومة جديدة لعلها تبطل فوران المديدة!، وبذكائه رفض الدخول لبيت آيل للسقوط باي ضربة شديدة، يضاف إلى ذلك قبل مجيئه للعرض الثاني الذي قبله قبولاً حسناً تصريحه الذي قال فيه: أيما جهة قدمت له قائمة بمرشحي وزراة لا يجد فيهم كفاءة مختاره، سيرجعها لزويها دونما إشارة!! ولكن حين دخل العرين ووجد نفسه تحت سيطرة (الأربع)، لم يستطع ان يستبين الكفوء من الدون ليشير عليه حتى بالأصبع، ووجد نفسه جزء لا يتجزاء من (المخاصصة) وضغوط المخاصصة!، ومن عجز الحكومة ما يحاول تعويضه مجلس السيادةن والذي اساساً دوره كدور ملكة بريطانيا التي تملك ولكن لا تحكم!، وأضحينا كما يقولون هم منقة ليمون تمرهندي، كإفراز طبيعي للحم (الرأس) الذي لا يصلح (لطبخة) ترضي الشعب بغية خلاص.

والسيد رئيس مجلس الوزراء الأكثر علماً واحاطة بان الكفائات التي ننشدها في البدء توجد كخامة ممتازة في الوسط الوطني العريض المهمش من قبل الأحزاب الأربع الغريض الأوهم التكنوقراط أهل العلم والدراية والخبرات ولكنه لا يستطيع أن يمد لهم يد من جراء أمواج الأحزاب الأربع والنوابع التي رفضت ان تركع كحزب اليسار المحتار.

فالتكنوقراطي هو مكري من قبل الشعب كله لذا يحكم الأختيار تجده يعمل لصالح الشعب كله بعكس كري الحزب او الحركة فكل همه ارضاء سيده والا يفقد البركة، ولنضرب مثالاً واحداً فقط الأ وهو السيد المحترم كمواطن وزير الطاقة في تصريحه الذي قال فيه بعضمة لسانه: “… وأكد جادين أن هنالك اولويات أهم من الكهرباء وهي الأمن وتوفير الدواء وقال …..” طب يا سيدي أطلب من حمدوك أن ينقلك لجهاز الأمن أو حتى لوزارة الصحة لتجد نفسك بصورة شرحة، وهل هنالك يا سيادة الوزير دواء لا يحفظ إلا بكهرباء؟؟ فليس معنى ذلك بأن السيد الوزير هو اسوأ زملائه، ولا هم بافضل منه في ادائه، صدقوني لو هذا الحكم على هذا الشكل من الكم لو قدر له ان يستمر أكثر من ثلاثون عاماً، فلن يقدم للوطن شيئاً مذكوراً و هاماً .

* الأمل

لولا فسحة الامل لما عمر الله الأرض بعد خراب إكتمل. فمن ذا الذي كان يحلم أو حتى يتصور بأن هذا الشعب القوي وبقيادة شبابه اللدن الطري أن يخلع شجرة الإنقاذ التي جف ساقها لملاذ، وقد قال قائلهم لن نسلمها إلا لعيسى كخلاص!، شباب بذر بذرة الأمل  (المقاومة)!، وعلى شباب المقاومة وبكل سلام دونما تعرض باذى لأي من الأنام شباب المقاومة اللذين كانوا (زناد) الثورة التي سرق (رسنها) عصابة الأربع بليل لكسرها.

ان تنخرطوا  في (تنظيم وطني)، انطلاقاً من تجمع الوحده الأساسية للتكوين الا وهي الدائرة الانتخابية على مستوى كل الوطن لتشكيل (لجنة المقاومة الشعبية لدائرة …..) ليتصاعد التمثيل للجنة الأقليم وليرفع كل اقليم مناديبه للعاصمة القومية لإنتخاب بحرية وبشفافية اللجنة المركزية لشباب المقاومة الوطنية، يومها فقط سيزيل الشعب أحزان استعمار ما قبل يوم الاستقلال وما بعده لتعم الأفراح في كل ميدان، وليكن شعار التنيظم ( أنا       وطني).

* الحقيقة

الحق دائماً وأبداً يعلو ولا يعلى عليه مهما تقادم عليه الدهر كثر مدافعي الفساد هذه الأيام ودعاه المدافعين عن جرم الازلام بهديه قائلين: انها جرائم تسقط بطول المدة!!، وهل يسقط سبحانه وتعالى العادل العقاب أو الثواب في الأخرة بطول المدة؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

لذا يحسب لتكك الصحيفة المنار كاشفه الأسرار، سر سقوط طائرة شمس الدين بأنها سبب مؤامرة دنيئة للتخلص منه طمعاً في قرينه ثمينه!، في تلك الأيام راجت نكتة مضحكة لآلام، إذا احد الجنود ذهب للاستفسار عن علاوته السنوية وبصحبته زوجته الحسناء الجميلة علوية، فقالوا له: أنت في علاوتك ولمنقول لأرض العمليات كمجاهد بحلاوتك! فقال لهم خلاص عشان شفتو مرتي على الطلاق ما انتقل من الخرطوم دي لو مال العمليات كله في حزتي.

* تعرفهم بسيماههم

في أي حي سكني ان رأيت رتل من فاره السيارات التي لا تقل علن دستة، وحاوية لسكن رجل الأمن من العاديات فلن تشك وفقك الله بأنه وزير كان قبل ايام يشرب من الزير، فياحليل ايرهارد وزير اقتصاد  اديناور في المانيا الذي كان يقف في الصف لأخد بيضته الاسبوعية شأنه شان اي مواطن في الرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى