ياسر زين العابدين المحامي يكتب : مَن يصدقهم غبي!!!

اختاروا الدنيا وسقطوا في امتحان السلطة والمال…

تجربتهم السياسية فشلت أيّما فشل… بالتنمية.. الاقتصاد.. الثقافة.. الأخلاق… أهمل العمل الدعوي.. ركزوا على العمل السياسي…

وصلوا لسُدة الحكم بقدرات ذاتية…

حققوا نجاحات ببعض الملفات فشلوا في الغالب الأعم منها…

أمراض ضربت بنيتهم التنظيمية أثرت في سلوك القيادات والقواعد….

عندما غابت الرقابة الداخلية بالمتابعة الآنية…

توارت وسائل المحاسبة والعقاب… وعندما أوصدوا باب النقد الذاتي فما بنوا ذاتها بمواكبة…

وعندما وقعوا ببراثن السلطة وبأبهة الحكم وفتنة الدنيا أخذتهم العزة بالإثم…

عملوا بمبدأ الشورى في خطابهم وتنكّروا له عند الممارسة….

فوضح الزيف وبانت الفجوة بالتنظيم والبرامج والتنظير….

توهّموا امتلاك ناصية القلوب بغياب المنهج…

فشلوا بتشخيص العلة وظلوا داخل شرنقة ذاتهم…

قالوا حركتهم وطنية جاءت لمقاومة المد اليساري والتحلل وكذبوا…

فأصابهم تحلل اجتماعي وأخلاقي ومالي…

بختام المؤتمر الثالث لنساء حزب المؤتمر الشعبي…

اعترف د. الترابي بفشلهم بعد قرابة ربع قرن من الاجتهادات…

فوأد معه أمنيات وأشواقا دائماً ما وثبت مفعمة بالأمل الموطد…

تطبيقهم لازمته خيبات ولم يتجسد

الحلم لواقع…

الحكم الرشيد غايته اصلاح المجتمع والسياسة وما حدث هذا…

عبد الفتاح مورو…

أحد قادة حركة النهضة التونسية في برنامج شاهد على العصر قال…

حركتهم تأثرت بالريادة الفكرية لحسن الترابي…

للمقارنة ننظر لما حدث بتونس…

فقد استخدموا قدرة الدولة بفرض توجهاتهم بخبث…

فلم يطالبوا بتطبيق الحدود أو إلغاء السياحة أو فرض الحجاب…

تركوه لحركة المجتمع إيماءً لمرونتهم السياسية وتطورهم الفكري…

وقوة وعيهم وشعورهم بالمسؤولية والطهر والمواكبة…

فضلاً عن تأسيس الخطاب وتسويقه إعلامياً باحترافية….

تنازل الحزب عن مكتسبات انتخابية حقيقية مقابل…

إقرار الدستور…. واستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي…

لكن كانوا يضمرون شراً فانقلب عليهم الشعب…

الأسئلة التي نطرحها بإلحاح…

هل فشلت تجربة حكم الإسلاميين بالسودان…

هل حققت أهدافها بترقية وتنمية وصلاح المجتمع…

هل قاومت وهزمت مظاهر التحلل بأنواعه…

لم بعدت الشقة بينها والطهر والنقاء…

هل أصابها الفساد من أخمص رجليها لأعلى رأسها…

فإذا كانت الإجابة بنعم يلزم…

أن لا نبدد الطاقات والأفكار… لمُعالجة أمراضها وعللها علينا تجاوزها بوسائل أكثر نجاعة…

فما عادت تحظى بثقة أحد ولا يحفل بها أحد…

لقد أهدرت ثلاثين عاماً في الخيبات والكيد اللئيم…

وفي السباحة ببحر الدنيا فنهلوا منه

دون وازع من ضمير…

وها هم يجأرون بالشكوى من واقع

صنعوه بأيديهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى