صلاح الدين عووضة يكتب : والحيـــاء!!

والحيـــاء!!

ونعيد..

من الإعادة..

أما إذا فهمتها – مفردة نعيد هذه – من العيد فأنت إذن من المنفصمين الذين نعنيهم اليوم..

من المنفصمين عن الناس… والواقع… والضمير..

من الذين ابتُلينا بهم على حين غفلة من التاريخ فعاثوا في الثورة – والثروة – فسادا..

وفي الإعادة – كما يقولون – إفادة..

إلا مع هؤلاء؛ فهم فاقوا أهل الإنقاذ انفصاماً… وبروداً… وتبلداً… وثقل دم… وسماكة جلد..

في اللا شعور حياتهم – على قول الشاعر – وكأنهم صمُّ الصخور..

هل تذكرون عدد المرات التي تحدثنا فيها عن اكتفاء وزراء الحزبية الثانية بسيارة واحدة؟..

وهل تذكرون كم مرة أشرنا إلى قيمة جنيهنا – آنذاك – مقابل الدولار؟..

وهل تذكرون كم مرة أعدنا درس وطنية وزير مالية ذلكم العهد – الهندي – في الزهد الحكومي؟..

ربما أعدنا بعدد بنود مُخصّصات وزراء عهدنا هذا..

أو بعدد رحلات مريم (الطائرة)؛ بما فيها رحلتها إلى تلكم الجزيرة المجهرية الغامضة..

أو بعدد فارهات وزرائنا؛ بعد مقدم الأسطول الجديد..

أسطول يتكون من (23) سيارة من شركة السهم الذهبي؛ بقيمة (522) ملياراً من الجنيهات..

وقائد الأسطول هنا ليس كمثل ذاك الذي تغزّل فيه شاعر الحقيبة..

وإنما هو كبيرهم الذي علّمهم سحر البرود… والانفصام… والتبلد… واللا مبالاة؛ حيال الناس..

لدرجة أن يضيفوا إلى فارهاتهم أخرى جديدة في مثل هذه الظروف..

وهي ليست مثل ظروف البلاد تلك التي اكتفى فيها كل وزير – وسيادي – بسيارة واحدة..

حيث كان جنيهنا يُعادل ثلاثة من الدولارات..

ولا مثل ظروفٍ مُشابهة – من بعدها – رفض فيها قائد الأسطول امتيازات الدولة كافة..

ونعني رئيس وزراء الحزبية الثالثة؛ الصادق المهدي..

حيث كان الدولار – وقتها – يساوي (12) جنيهاً؛ فاستحى أن يتنعَّم على حساب الشعب..

وكذلك استحى – من قبله – المحجوب… والأزهري… وحسين الهندي..

أما هؤلاء فلا يستحون؛ رغم أن الجنيه تهاوى إلى حد أن صار مبلغ (450) يعدل دولاراً..

يراكمون إلى فارهاتهم فارهاتٍ جديدة؛ آخر موديل..

وذلك فضلاً عن النثريات المليارية… والمُخَصّصات الدولارية… والسفريات (المريومية)..

وقبل شهرٍ كتبنا عن هذه الفارهات الإضافية… ثم أعدنا..

وتحديناهم أن ينفوها؛ فتصدى لنا – نيابةً عنهم – بعضٌ من أفراد (قطيعهم) المخدوع..

وطالبونا بما يُثبت أن (ملائكتهم) انحطوا إلى هذا الدرك..

كيف يفعلون هذا – قالوا – وأبناء شعبهم يُعانون ويلات الغلاء… وندرة الدواء… وشُح الكهرباء؟..

والآن الإثبات (يقدل) في فضاءات الأسافير..

فهل كان في الإعادة إفادة لأمثال هؤلاء؟… أم في اللا شعور حياتهم وكأنهم صمُّ الصخور؟..

بل إنّ من الحجارة ما يتفجّر منها الماء..

والحـــياء!!.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى