عبد الله كرم الله يكتب : وهزم الأحزاب وحده

 

سبحان الذي هزم الأحزاب وحده لا شريك له في عهده، يوم تحالف حزب مشركي مكة مع حزب يهود المدينة وحزب يهود قطفان تحالف حزبي ثلاثي هدفه ضربة قوية للإسلام والمسلمين ويتفرق دمهم العصي على الثأر من الأهل الأقربين، وسبحان الذي بدد الأحزاب وحده محافظة على عهده.

وما أشبه الليلة بالبارحة أن يهزم سبحانه وتعالى أحزابنا الأربعة والتي كانت في الأصل حزبين (طائفيين) صنعهما أخبث استعمار، بإرث النظام الطائفي الإقطاعي الأوربي القديم ليجعل المواطن في احتيار، استعمار صنع من رجل عادي كفرعون يقدس من قبل من يناديه إلا (بسيدي) وجعل من الشريف أو الشريفة إن استحمت فطين الحمام (كريمه) تشفي الزكام، وبالتطور السالب ولدت الطائفتان أيديولوجية (اليمين) المستغلة للدين، والطائفة الأخرى ولدت أيديولوجية (اليسار) و الذي لم يزل حتى اليوم في احتيار فسبحان الذي يحيي ويميت بسنة الحياة والتجديد وكذلك الموت بالتجميد والصحافية النابهة آثار كامل، من خلال (الربورتاج) الصحفي مع أحد أعضاء الحزبين الطائفيين كشفت الكثير من المغالطات والتبرير للكثير من الانقسامات وما الحزب الطائفي الآخر إلا ويعاني من نفس الأزمات كيف؟ لأن شهادة الموت حررها المستعمر الذي ولد الطائفتين لتتنافسا في خدمته أثناء وجوده، وكما تحررت أوربا من عصر ظلامها أي عصر النظام الطائفي وهيمنة رجال الدين الخفي سيتحرر أيضاً السودان ويؤسس لأحزاب جديدة عمادها برنامج الإعمار والمؤسسية الراسخة كفنار على يد شباب الثورة الذين قادوا الشعب لينهوا عصر الكيزان بجد لا هظار، أحزاب لها صفة الديمومة والاستمرارية بثوابتها العفية كحزب العمال أو حزب المحافظين في بريطانيا، بريطانيا التي كانت سبب تخلفنا بهيمنة اليمين، أو قل الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري بأمريكا، أحزاب تخدم المواطن ولا تجعله مجرد عازف مزيكا.

البضاعة المزجاة:

الذي لا شك فيه بأن كل كيزان العالم الإسلامي بحيرة من أمرهم بل وفي دهشة أفاقتهم من سكرة خمرهم!!، وأخذوا يتساءلون بحسرة عن بضاعتهم المزجاة تماماً كبضاعة إخوة يوسف التي ردها عليهم لنجاه، بضاعة ردت أولاً لصانعها، والأستاذ حسن البنا أو حتى الدكتور حسن الترابي، لديهم من الذكاء الحاد والموظف الخرابي، فالأول بعد أن راجع نفسه بذكاء وأراد المصالحة الوطنية مع من عدهم كأعداء وظل حبيس دار الإخوان المسلمين بشارع الملكة نازلي محافظة على حياته المهددة، وحين خرج من باب الدار للمصالحة إذ بسيارة تجعل من جسده غربالا برصاص الكالحة، وكذلك الدكتور حسن الترابي اغتاله مريدوه (معنوياً) ودونه قتل الحسام المهند، وما الغنوشي اليوم في تونس إلا بأمثلِ، إذن فصعود الحركة (الماسونيه) بدأ من هنا وسقوطها أيضاً بدأ من هنا فعبقرية شعب السودان متوارثة منذ القدم ولآخر جنى، لذا فالعالم يعدها مفخرة وحل لكل من عنى.

من المسؤول:

كثر أخيراً التعدي على العاملين بالحقل الطبي من قبل أهل المرضى الذين لا يجدون علاجاً ولا حتى تطييب بحبي، والجميع مساكين وضحايا بإفراز فساد امتد لعقود ثلاث خرب كل حقل بسوء إحداثه، في منتصف العقد السابق وقفت طبيبة بشجاعة بمدينه ود مدني لتعترف قائلة : (أنني لست طبيبة مؤهلة لأنني تخرجت ناقصة علوم طبية فكيف أعالج من جاءني من أهله؟   فالفساد والخراب الذي مكن له الكيزان في كل جنبات السودان يتطلب الصبر على المكاره، حتى يعيد الشباب البسمة على وجه كل كالح، فسبحان الذي حتى من كان في الضلالة أن يمد له الرحمن مدا لعله يرجع لصوابه وإلا يأخذه أخذ عزيز هداً، فسبحانه يمهل ولكن لا يهمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى