وصفوه بالمستحيل التعليم الإلكتروني بكلية علوم المختبرات الطبية جامعة الخرطوم

 

الخرطوم: الصيحة

بعد قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بتطبيق عملية التعليم الإلكتروني بالجامعات السودانية، رفضت إدارة جامعة الخرطوم تطبيق عملية التعليم الإلكتروني، وفي يوم 16/ يوليو 2020 صرحت مدير جامعة الخرطوم بروفيسور فدوى عبد الرحمن لوكالة أنباء السودان (سونا)  عدم استعداد الجامعة للتعليم الإلكتروني لعدة أسباب من بينها:

ضعف البنى التحتية للدولة في المعينات اللازمة لإنجاح هذا النوع من التعليم، والتي تمثلت في عدم استقرار الإمداد الكهربائي بالإضافة لعدم توفر خدمات الكهرباء في بعض المناطق بالسودان،  وعدم توفر خدمات الإنترنت وعدم مقدرة بعض الطلاب المادية على المشاركة في هذا النوع من التعليم.

وقالت بروفيسور فدوى إنه لابد من توفر “العدالة” بين جميع الطلاب، إذ لا يمكن تقديم هذه الخدمة للطلاب المقتدرين فقط.

ليتفاجأ طلاب كلية علوم المختبرات الطبية في صبيحة يوم 15/ فبراير/2021 بفرض عملية التعليم الإلكتروني عليهم دون إخطار مسبق من إدارة الكلية للطلاب وحصر مدى استعدادهم لهذه العملية (علماً بأن الاستبيانات لم تكن تشمل كافة الطلاب). ولما أصبح التعليم الإلكتروني الأمر الواقع لطلاب الكلية وسط مضي الإدارة في تنفيذ مسعاها تماشى الطلاب مع الأمر ليصطدموا بفشل عملية التعليم الإلكتروني نسبةً لـ:

– لمشاكل تقنية بمحتوى المحاضرة (صوت، جودة…. الخ.

– بعض هواتف الطلاب لا تدعم ملفات المحاضرات (تقنية الهاتف) .

– مشاكل في شرح محتوى المحاضرة (حيث يكتفي الدكتور بقراءة المحاضرة فقط) .

– مشاكل الشبكة، وغلاء أسعار خدمات الإنترنت وباقاته.

– عدم عقد حلقات نقاش (تيتوريالات – Tutorials ) بصورة مستمرة .

– عدم وجود جدول معلن محدد بزمن إرسال المحاضرات .

– عدم إنشاء منصة لطلاب الكلية لرفع المحاضرات بصورة جيدة وتكلفة أقل.

ولكل ذلك قدم طلاب المستوى الثالث – دفعة 37 (البوارق) في يوم 21/ مارس/ 2021  مذكرة لإدارة الكلية مطالبة بإيقاف عملية التعليم الإلكتروني، ثم تلتها مذكرة طلاب المستوى الثاني – دفعة38 (المياسين) 28/ مارس/2021  بكل هذه المشاكل وأكثر، وقابلتها إدارة الكلية بالرفض القاطع.

ثم جاء قرار لجنة الطوارئ الصحية القاضي بتعليق الدراسة بكافة الجامعات السودانية لمدة شهر نسبة لتفشي جائحة كورونا.

ثم تلاها قرار الإدارة في يوم 19/مايو/2021 القاضي بمواصلة تدريس محاضرات الجانب النظري إسفيرياً، دون الرجوع لرابطة طلاب الكلية أو إخطار الطلاب بهذه الخطوة؛ فقد باشرت إدارة الكلية في إرسال المحاضرات علماً بأن الطلاب لايزالون في عطلة شهر رمضان الكريم، ولم يبرحوا مناطقهم مما فاقم مشاكل الشبكة أكثر وحال دون وصول الطلاب للمحاضرات .

هذا وقد شرعت الأمانة الأكاديمية بالرابطة في جمع مشاكل الطلاب وحصر الذين لا يمكنهم الوصول إلى المحاضرات وسط مشاق الشبكة وغلاء أسعار خدمات الانترنت والاتصالات بالبلاد، وقد تمكنت من تغطية جزء كبير منهم مع العلم أن بعضهم لا يزالون خارج نطاق الشبكة .

وبعد حصر المشاكل طلبت رابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية من إدارة الكلية اجتماع عاجل لاستحالة مواصلة العملية التعليمية بمشاكلها الحالية التي جعلتها بدون أي فائدة تذكر .

هذا واستمرت إدارة الكلية في التماطل وتسويف زمن الاجتماع مع استمرار إرسال المحاضرات حتى الأسبوع الثالث من الشهر المعلن من قبل لجنة الطوارئ الصحية.

تحت هذه الأجواء أعلنت رابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية بعد إرسالها خطاباً لإدارة الكلية بتاريخ 28/مايو/2021م ما لم تحدد إدارة الكلية زمناً للاجتماع خلال 24 ساعة ستضطر الرابطة للتصعيد ولم تجد رداً حتى بعد انقضاء المهلة، واستمرت الرابطة تنادي وتمهل الإدارة حتى الأسبوع الأخير علها تجد حلاً منها يؤول إلى استمرارية بقاء التعليم وتطويره.

وبعد هذا وافقت الإدارة على الاجتماع وعقد في 15/يونيو/2021 علماً بأنه كان آخر أسبوع من الشهر، وسط تضييق على أعضاء الرابطة في فرص التحدث والنقاش .

حيث رفع الاجتماع دون الوصول لمخرجات واضحة، غير أن استئناف الدراسة سيكون في (20/يونيو/2021)، ووعود بعقد حلقات نقاش وتيتوريالات، وعند نزول الطلاب بالكلية وانتفاء الأسباب والمخاطر الصحية ورفض الإدارة لوقف عملية التعليم الإلكتروني بالكلية، دخل طلاب الكلية في اعتصام مفتوح من يوم الأحد إلى يومنا هذا لإيقاف عملية التعليم الإلكتروني بالكلية مع تحسينها لمجابهة الطوارئ .

ـ إرجاع الطلاب الموقوفين عن الدراسة .

ـ   حل المشاكل البيئية .

 

على ضوء السرد السابق لمشكلة التعليم الإلكتروني بجامعة الخرطوم وكلية علوم المختبرات الطبية على وجه الخصوص، وما تبعها من مشاكل وتحديات حقيقية للطلاب متمثلة في المطالبة بحقوقهم المشروعة، فقد تعاملت إدارة الكلية على نهج الإدارات السابقة بممارسة سياسة تكميم الأفواه ضد الطلاب.

خلال اجتماع الرابطة مع إدارة الكلية طالب ممثلو الرابطة بإيقاف التعليم الإلكتروني بعد أن أبدوا آراءهم واقتراحاتهم، وبعدما قوبلت بالرفض من قبل الإدارة رفضاً قاطعاً أبدوا رفضهم لهذه العملية؛ وقد قام نائب العميد بتوعد عضو من ممثلي الرابطة بتطبيق اللائحة الجزائية للجامعة عليه، إذ عبر عن رفض الرابطة والطلاب للتعليم الإلكتروني بصورته الحالية أثناء الاجتماع.

أعلنت الرابطة لجمعيتها العمومية عن التصعيد ضد التعليم الإلكتروني بالخروج من مجموعات التليغرام الخاصة بإرسال المحاضرات، حيث بادر طلاب المستويين الثاني والثالث – وإذ هم الأكثر تضرراً من هذه العملية- بالتصعيد إذ لم يجدوا خيارًا غيره بعد أن أوصدت كل  أبواب الحلول في وجه الرابطة.

بعد أن تم استئناف الدراسة بمباني الكلية في 20/يونيو/2021 حيث انقضاء مهلة الشهر الذي قررته لجنة الطوارئ الصحية والقاضي بإغلاق الجامعات، أوصت إدارة الكلية رؤساء الأقسام  بمعالجة المحاضرات التي تم إرسالها إلكترونياً بمشكلاتها للطلاب. حيث بدت المعالجة بقسم الأحياء الدقيقة، وكانت المعالجة مجحفة في حق الطلاب؛ إذ حضر “إسطاف القسم” لعقد مناقشة ست محاضرات في فترة ساعة ونصف فقط لطلاب المستوى الثاني. فقام بعض الطلاب بإبداء رأيهم وطرح المشكلات التي واجهتهم أثناء إرسال هذه المحاضرات في مجموعات التليغرام وصعوبة وصولهم إليها بسبب وضعهم خارج المركز وخوائها من الشرح، فتم إسكاتهم داخل المحاضرة وطردهم خارج القاعة بتصريح أحد الدكاترة “أي زول متضرر من التعليم الإلكتروني يطلع بره القاعة الآن”، وخرج معهم بقية الطلاب من القاعة امتثالًا لقول الدكتورة.

في اليوم التالي تفاجأ هؤلاء الطلاب بوجود قرار على “البورد” يقضي بفصلهم لمدة شهر بتهمة “تحريض الطلاب وإيقاف عملية التعليم، وسوء السلوك مع أعضاء هيئة التدريس”؛ حيث قام طلاب الكلية بعدها باعتصام مفتوح تضامناً مع زملائهم الموقوفين عن الدراسة، ورفضاً للتعليم الإلكتروني.

الإجتماع مع إدارة الجامعة، عود ثقاب أخير في خضم العاصفة

بعد رفض وتعنت إدارة الكلية في حل مشكلة التعليم الإلكتروني بالكلية، توجهت الرابطة لطرق باب إدارة جامعة الخرطوم.

قدمت رابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية طلب اجتماع لإدارة الجامعة، ليتم عقد الاجتماع يوم الإثنين، الموافق 5/ يوليو/ 2021 بمكتب مدير الجامعة وكان من ضمن الحضور :

  • مدير جامعة الخرطوم برفيسور فدوى عبد الرحمن طه.
  • نائب مدير الجامعة برفيسور كمال الدين الطيب يس.
  • أمين الشؤون العلمية برفيسور عمران فضل عثمان.
  • عميد شؤون الطلاب الدكتور عمر عبد الله حميدة.
  • وكيل الجامعة الدكتور أحمد إبراهيم الفايق.
  • عميد كلية علوم المختبرات الطبية الدكتور عوض الله حمزة عثمان.
  • مدير إدارة شبكة تقانة المعلومات المكلف عميد كلية العلوم الرياضية والمعلوماتية الدكتور محمد عبد الله خليل.
  • والدكتور سحر أحمد محمد إبراهيم نائبة عميد شؤون الطلاب بالمجمع الطبي.
  • ومدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة أستاذ عبد القادر محمد عبد القادر.
  • ومدير المكتب التنفيذي لمدير الجامعة الأستاذة رؤى خالد حسن.
  • ورئيس اللجنة التنفيذية لرابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية حسين بشير.
  • الأمين العام لرابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية النمير الهادي.

وقدمت رابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية مذكرة لمدير الجامعة بروفيسور فدوى تحتوي على:

-مشاكل التعليم الإلكتروني.

-مشكلة الطلاب الموقوفين عن الدراسة.

-المشاكل البيئية.

ليتفاجأ أعضاء الرابطة بموقف مدير الجامعة لفرضها عملية التعليم الإلكتروني على طلاب الكلية، وغضها الطرف عن مشاكل الطلاب التي تحول دون نجاح هذا النوع من التعليم ودون وجود أي مسوغات لهذه الخطوة مع انتفاء الأسباب والدوافع الضرورية لهذه العملية التعليمية، ثم غادرت المديرة الاجتماع للإشراف على امتحان طلاب كلية الطب جامعة الخرطوم بمستشفى سوبا الجامعي، دون إعارة مذكرة رابطة طلاب كلية علوم المختبرات الطبية أي أهمية تذكر، أو المرور بكلية علوم المختبرات الطبية رغم أنها بجوار المستشفى مباشرةً… ليتواصل بهذا اعتصام طلاب كلية علوم المختبرات الطبية من أجل ملف القضية التعليمية الذي هو المرتكز الذي تقوم عليه الجامعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى