340 طالباً بمدرسة طب الأسنان بجامعة كردفان في مهب الريح

 

الخرطوم: معتز عبد القيوم

ينتظر حوالي ٣٤٠ طالباً وطالبة ينتمون إلى مدرسة طب الأسنان بجامعة كردفان تحديد مصيرهم ووجهتهم في مواصلة مشوارهم التعليمي من عدمه في الدراسة في مدرسة طب الأسنان التي تم تكوينها بقرار من مجلس إدارة جامعة كردفان، حيث ظهر عدد من المشاكل التي تواجه مصيرهم تتمثل في المعينات الدراسية وعدم وجود تقويم دراسي إذ كان المنهج مشتركاً مع كلية الطب في تلك الفترة، إلى جانب مشاركة الطلاب لبعضهم في القاعات الدراسية التي لا تتسع لهم، كما ظهرت مشاكل أخرى تم تصعيدها إلى أعلى مستوياتها ولم تجد الحل حتى الآن.

مطالب مشروعة

وفي تلك الفترة، طالب الطلاب إدارة الجامعة بتأهيل الكلية لضمان استمرار الدراسة، ولكن الجامعة لم تستجب لمطالبهم في تأهيل القاعات الدراسية، بل قدّمت لهم الوعود فقط، واستمر الطلاب في الدراسة وانتقلوا إلى المستوى الثاني، وهنا بدأت المشاكل المتمثلة في الكادر والمنهج الدراسي والمعامل المهيأة للتحصيل الدراسي، إضافه إلى مشكله التقويم الدراسي التي لم تُحل، وأكمل الطلاب المستوى الثاني، دون أن يدرسوا مواد طب الأسنان، مع العلم أنها مادة مهمة لارتباطها بباقي التخصص، وكان السبب في عدم تدريسهم لها هو عدم وجود محاضر يُدرّس المادة، وحتى الآن لم يتم تدريسها.

خلل في التقويم

كشف الطلاب الذين ينتسبون إلى كلية الطب عن المشاكل الكثيرة التي يعانون منها، وأطلعوا إدارة الجامعة عليها، وكان ما يُقض مضاجعهم أولاً عدم دقة التقويم الذي أصبح مخلاً، ووصل الحال والسوء بإدارة الجامعة والكلية إلى مرحلة متأخرة جداً، حيث تم تنزيل جدول دراسي أثناء الامتحانات، الشيء الذي رفضه الطلاب، وأكدوا على هذا الرفض فيما بعد، واعتبرت الكلية أن مادة طب الأسنان دُرّست للطلاب وتم إدراجها في الامتحانات مما أدى إلى ضعف أداء وتحصيل الطلاب للدرجات المستحقة فيها.

تدهور مستوى الطلاب

بعد أن دخل طلاب المستوى الثالث إلى الفصل الدراسي ظهرت مصيبة أخرى أكثر خطورة من السابقات، تمثلت في عدم وجود “اصطاف” وكادر تعليمي متخصص في تدريس المواد في الفصل، مما حدا بنائب العميد في تلك الفترة إلى تدريس مادة في الجدول خارج تخصصه مما زاد من تدهور وتدني  مستوى الطلاب في المستوى الثالث، كما ظهرت مشاكل في مواد التشريح، نحت الأسنان والجانب التطبيقي، وأكد الطلاب في الكلية أن هذه المشاكل تواجه الدفعة الأولى في الكلية، واستمر القبول في الكلية واستأنفت الدفعة الثانية الدراسة بنفس المشاكل، المستوى الثاني استمرت الدراسة فيه لـ 8 أشهر.

بداية الاعتصام

وهنا أوضح الطلاب في الكلية أن الأمور بدأت تزداد سوءًا يومًا بعد يوم بسبب هذه الأزمات والمشاكل فى المستويات المختلفة اضطر الطلاب إلى إصدار قرار بتنفيذ اعتصام استمر لفترة جزئية ولم يتم حل المشاكل حتى الآن.

الفراغ الإداري

واصل الطلاب الحديث عن المشاكل والصعوبات التي تواجه الكلية في التكوين الإداري لها، حيث أكدوا على عدم وجود منصب عميد للكلية في وجود منصب نائب عميد، ويعود السبب هنا لاستضافة الكلية تحت مظلة كليه الطب تحت مسمى برنامج، الذي يسعى لتوفير كل المعينات والمتطلبات بالتفاوض القائم بينه وبين إدارة جامعة كردفان المتمثلة في الهيكل الإداري الذي يتبع للنظام البائد.

إزالة تمكين ولكن..!

في العام الحالي 2020م تم قبول ٤ دفع مرة واحدة وتم تغيير الهيكل الإداري الجامعي بكامله استناداً على بند إزاله التمكين التي انتظمت البلاد، وتم تغيير كافة العمداء في الكليات ما عدا نائب عميد المدرسة، ورغم ذلك ارتضى الطلاب بوجود العميد.

القلق يسيطر على الطلاب

وأبدى الطلاب قلقهم بعد أن تراكمت المشاكل والصعوبات وكثرت الوعود المقدمة من الجهات المسؤولة، واستمرت الاجتماعات في الجامعة والكلية وأيقن الطلاب بأن لا حل يوجد عند الإدارة الحالية، فتم الاجتماع بمدير جامعة كردفان من مبدأ حسن النية وتقدم الطلاب بالمشاكل التي تواجه الكلية منذ (بداية شهر يناير) حتى تاريخه، وكان جزء منها آنياً وجزء آخر في المستوى اللاحق، ولكن لم يجدوا سوى الوعود.

إدارة الجامعة هي المشكلة

وقال  الطلاب إن مجلس الإدارة يقف عائقاً بينهم وبين تحقيق المطالب التي يرجون تنفيذها، فواصلوا عقد اجتماعاتهم داخل الكلية والجلوس مع الطلاب في المستويات المختلفة وتوضيح رايهم ومطالبهم في أن تكون الكلية أفضل مما هى عليه الآن.

التصعيد وعودة الاعتصام

هذا، وقد فكر الطلاب في حل جذري وذلك بعد شعورهم بمماطلة إدارة الجامعة لهم، فكان أول شيء يفكرون فيه العودة إلى التصعيد، وقرر الطلاب العودة الى الاعتصام بمباني الكلية في اعتصام مفتوح بدأ منذ شهر فبراير الماضي واستمر إلى الآن، وتمثلت أولى مطالبهم في إقالة نائب العميد.

هذا، وقد اجتمع الطلاب مع مدير جامعة كردفان، وتم الاتفاق على حضور لجنة وزارية متخصصة لتقييم الوضع في الكلية ووضع حلول آنية وعاجلة لأزماتها ومشاكلها، ولكن بعد أسبوعين من الانتظار، اكتشف الطلاب المفاجأة التي تمثلت في أن اللجنة المختصة هذه لم تضم مختصاً.

التعليم العالي يستجيب

بعد هذه التداعيات التي تواصلت وشهد عليها الطلاب قرروا الاجتماع بوالي شمال كردفان في ذلك الوقت، ووجدوا استجابة عالية منه، ووعد بأن يساعد في الحلول، وبناء على ذلك تم عقد اجتماع مشترك ضم كلاً من والي الولاية ووزيرة التعليم العالي الحالية، وممثلي الطلاب، استجابت الوزيرة وتم الاتفاق على حضور اللجنة الوزارية والتي تم تشكيلها، ولكن نسبة للظروف الصحية وتفشى مرض كورونا لم تتمكن اللجنة من الحضور في ذلك الوقت.

مخاطبة التعليم العالي مجدداً

بعد رفع الحظر عن الولايات وعودة النشاط، قام الطلاب بتقديم خطاب عاجل آخر لوزارة التعليم العالي الاتحادية بخصوص قرارها السابق حول إرسال اللجنة الوزارية لتقصي الحقائق، وأكد الطلاب أن التعليم العالي لم ترد عليهم حتى الآن علماً بأن الوالي تم تغييره في تلك الفترة.

الوالي الجديد يتابع ولكن!

بعدها قرر الطلاب الجلوس إلى الوالي الجديد للولاية، وفعلًا تم التواصل معه وإطلاعه على بدايات الأزمة تمهيداً للوصول لبعض الحلول المتعلقة بتوفير مبنى لقيام المستشفى التعليمي المتخصص بطب الأسنان، وبناء على عدة اجتماعات في هذا الصدد، تم التأكيد على إيجاد حلول لمشاكل الكلية إلى جانب التأمين على حضور اللجنة الوزارية الاتحادية وذلك بعد اجتماع تم بين الوالي وإدارة الجامعة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى