المنطقة التي ترقد في مكب نفايات نداء استغاثة من مواطني قرية السلام لوالي الخرطوم ومدير عام الشرطة

 

لجان تبيع وتشتري في الأراضي

مواطنون: تم الاعتداء علينا وإجراءات البلاغات بطيئة

عرض: أم بلة النور        26 مايو 2022م

بعد سقوط النظام السابق وحل جميع  الاتحادات والهيئات النقابية العاملة بالقطاع الحكومي، فضلاً عن اللجان الشعبية داخل الأحياء والتي كانت عبارة عن حكومة مصغَّرة لتقديم الخدمات ومتابعتها، وتنشط  تلك اللجان بصورة كبيرة  داخل السكن العشوائي لتنظيم السكان ومعرفة من له الأولوية في التسليم داخل المنطقة وخارجها بحسب الأقدمية، وفي تلك الفترة صاحبتها العديد من عمليات الفساد، الآن وبعد سقوط النظام خرجت للسطح لجان المقامة للخدمات والتتغيير، وأيضاً كل شخصين أو ثلاثة يعتبرون أنفسهم لجان مقاومة نسبة لعدم وجود بناء قاعدي لذلك الجسم، والبعض منهم نشط في عمليات ليست من اختصاصاتهم، وانحرفت عن مسارها وأصبحت مهدِّداً للأمن في بعض المناطق.

حيث قال عدد من سكان قرية السلام بمحلية جبل الأولياء، منطقة سوبا الأراضي، (عبارة عن سكن عشوائي بالقرب من المنطقة الصناعية)، إنهم  يعيشون في مكب للنفايات وهم حوالي (2200) منزل سكني، وقد ضاقت بهم سبل العيش وفشلوا في توفير رسوم الإيجارات الشهرية والتي وصلت عنان السماء، ليتخذوا من ذلك المكب ملاذاً آمنناً يأملون  في الحصول على قطعة أرض سكنية، إذ تعتبر الأمان الوحيد للإنسان، وذكروا لـ (الصيحة) بأنهم  يواجهون تحديات بيئية كبيرة جداً بسبب المكب الذين يعيشون بالقرب منه .

وقال المواطن أبوعبيدة إبراهيم، والذي كان عضواً من أعضاء لجان المقاومة، وانشق عنها برفقة عدد منهم نسبة لبعض الممارسات التي تصدر عن الطرف الآخر: إن الجسم الجديد الذي تكوَّن باسم  حركة لجان مقاومة السلام ” يقوم  ببيع الأراضي دون الرجوع لوزارة التخطيط العمراني ومصلحة الأراضي، وذكر بأنه يتحصَّل رسوماً من المواطنين دون سند رسمي أو إيصالات مالية، وقال أبو عبيدة: إن اللجان تقوم بتحصيل مبلغ مابين (30) ألف جنيه، إلى (75) ألف جنيه، رسوم خدمات، فضلاً عن مبلغ (100) ألف جنيه، رسوم ديباجة تحتوي على رقم القطعة واسم الحي، إلا أنهم لم يقوموا بتسليم المواطن الديباجات حتى الآن، وأضاف أن هناك مبلغ ألف جنيه، شهرياً، على كل مواطن، وهي عبارة عن رسوم خدمات مكتبية لأعضاء لجان المقاومة، وكشف لـ(الصيحة) أن ذلك التحصيل غير القانوني هو أحد أسباب انشقاق اللجان والتي أدت إلى خلافات كبيرة، وأضاف –أيضاً- إن اللجان الحالية قامت بتخطيط المنطقة واستخراج شوارع لها، وتعمل على نزع الأراضي وبيعها لآخرين في حالة غياب المواطن عن منزله لعدة أيام، مضيفاً إنهم –أيضاً- يقومون بالاعتداء على المواطنين الذين يعترضون على ممارساتهم. وكشف -أيضاً- عن استغلال الأطفال والنساء في حملات نظافة البيئة بالأحياء الراقية مقابل قطعة صابونة واحدة فقط، وتهديهم بنزع الأراضي في حالة عدم الاستجابة، فضلاً عن التدخل في شؤون المدرسة الوحيدة بالمنطقة بفصل وتعيين إدارة المدرسة وأساتذتها.

تدوين بلاغات

وقال المواطن محمد آدم إبراهيم: إن هناك عدد كبير من المواطنين الذين تم الاعتداء عليهم وقاموا بتدوين (30) بلاغاً، ضد أعضاء اللجنة الحالية بقسم الأزهري شرق تحت المادة (144) إرهاب و (183) تهديد وتعدي و(139) أذى جسيم وكذلك تحت المادة (143)، وتم منح الشاكي أوامر قبض إلا أنها لم تنفذ حتى الآن نسبة للاعتداءات التي حدثت لعناصر الشرطة .

شكوى رسمية

وأضاف محمد آدم، إنهم وبعد تلك الممارسات والاعتداءات تقدَّموا بشكوى للأمين العام لحركة المقاومة السودانية بولاية الخرطوم عبد الله علي سليمان، والذي شكَّل لجنة حول فساد اللجنة في أراضي واستغلال السطلة الإدارية والرقابية.

حالات اعتداء

بينما قال المواطن يحيى آدم يحيى، لـ(الصيحة)، من  الذين تم الاعتداء عليهم من قبل أعضاء لجان المقاومة ومهاجمتهم في رمضان بعد صلاة العشاء، وتم كسر يده اليسرى،  وتعرَّض (9) آخرين بإصابات بالغة، إنه من أوائل السكان بقرية السلام، وفي الآونة الأخيرة أصبح المواطن في حالة خوف دائم منهم،  وأضاف: إن العناصر الموجودة بالمنطقة لا يشبهون لجان المقاومة وليست لهم  صلة بها .

واتفق معه المواطن علي عبد الله عثمان، وأضاف: إن اللجنة رفضت تكوين لجنة للمسجد وتعيين إمام وخطيب ومؤذن بعد أن ارتفع عدد السكان وأصبحت الجمعة تقام بالمنطقة .

فيما أبان علي الصادق إبراهيم، الذي يسكن منذ فترة بالمنطقة، إن هناك سوء إدارة وتم التهجُّم عليه داخل منزله وتعرَّض لكسر في الفك وفقد  (4) أسنان، وكشف عن تدوين بلاغ بقسم الأزهري شرق، إلا أن الإجراءات تمضي ببطء . وأضاف: أصبحت قطع الأراضي تباع بأكثر من  (400) ألف جنيه، بدلاً من (25) ألف جنيه، في السابق، مبيناً أن المدرسة الوحيده قامت بالجهد الشعبي وتفتقر للإجلاس والكتاب والأساتذة، مبيِّناً أن لجان المقاومة تمارس نشاطاً سياسياً بالمدرسة بصورة دكتاتورية، وطالب بضرورة حسم الفوضى، حتى لا تصبح منطقة السلام بؤرة الجريمة .

مذكرة احتجاجية

تقدَّم موطنو المنطقة بمذكرة لحركة لجان المقاومة السودانية  بتاريخ 2021 /11/27  تلقت (الصيحة) نسخة منها وتم استعراض جميع الحالات والاعتداءات وبناءً على المذكرة تم إيقاف اللجان عن العمل، إلا أنهم لازالوا يواصلون أعمالهم. وعبر (الصيحة) طالب المواطنون والي ولاية الخرطوم ومدير شرطة الولاية بضرورة تطهير المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى