ياسر عوض الزين يكتب : التمرد

هذه هي الشرطة التي تركها الإسلاميون لشعب السودان بعد تدجينها بقيادات على شاكلة سمسار الأراضي وزوجته التي كانت تدير معه، وبعد توظيفها شريكاً أو متستراً على كل جرائم النظام، ها هي اليوم عبر بعض قياداتها المتماهية مع الفلول، تدخل معهم خط محاولة خنق ووأد الثورة وإجهاضها، ومحاولة الزج بالشرطة في هذه الجريمة بالضبط كما فعلت الشرطة المصرية، التي بدأت بتسييل الأمن  وإخراج البلطجية وعصابات الغجرام من السجون والدفع بها للشارع كمقدمة، وعندنا لذلك نظائر وأشباه (النيقرز والجريمة الممنهجة، والتراخي الأمني المقصود،ودي المدنية الدايرنها)، وصولاً للتهديد بالإضراب في نفس اليوم الذي حددته الفلول لخلق الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، لنسف الفترة الانتقالية، ومحاولة الانقضاض على السلطة بما يمكنهم من إيقاف إيقاع لجنة التفكيك، والتي وضح أنها تؤدي عملها بكفاءة وجدية واضحة من هذا الصراخ والعويل، وأنها أقضت مضاجعهم وقطعت عن عيونهم النوم وعن جيوبهم أبو النوم.

الهتافات في وجه وزير الداخلية ورغم محدوديتها، إلا أنها في ظني وفي هذا التوقيت بالذات قصد منها استفزاز (القيادة) لاستصدار قرارات عقابية رادعة في وجه هذه المجموعة مما يثير الغضب ويحفز قطاعاً واسعاً بدافع الانتماء للتداعي المهني والاصطفاف ضد قيادة الشرطة والانتقال بوعي أو بغيره لخدمة أهداف الفلول بما يسمح لهم بتمرير مخططهم البديل بعد أن ضربت لجنة التفكيك مخططهم الاستراتيجي الأول لذلك من المهم جداً أن يكون رد الفعل حصرًا على قيادات غير مشكوك في ولائها للشرطة وللثورة بعيداً عن الارتهان للتراتبية التي خططت درجاتها الإنقاذ بعيدًا عن المهنية والتقاليد الشرطية الصحيحة، وأن يجري تحقيق دقيق قبل المحاسبة والتي ينبغي أن تكون رادعة وحاسمة وفي التوقيت المناسب.

إن ما حدث هو تمرد مكتمل الأركان وليس مطالبة فئوية عادية، وللأسف فإن اكبر وأقسى ما سلبته الإنقاذ للشرطة على ما تقدم ذكره هو الانضباط وهذا الضبط والربط الذي كان يميز الشرطة وكان روحها وأساس وجودها وتمييز بعض الأجهزة النظامية ذات الولاء غير المشكوك فيه عليها بالمعينات والمخصصات والصلاحيات وخلافه، ولم تكتف بذلك بل تعدت جرائمها في حق الشرطة وحتى تتمكن من تحويلها لأداة طيعة لخدمة أهدافها الدنيئة، كأداة قتل أو تستر على قتلها لشعبها، وانتهاك كرامتها وكرامته أن حولتها لأداة ترويع وجباية أموال بدلاً عن كونها أداة الأمن والطمأنينة، وهل تنسى الشرطة كيف أن كبار ضباطها فرقها، ولواءاتها كيف كانوا يتملقون مقدماً أو أقل لمجرد أنه من قيادات تنظيم الحركة الإسلامية في الشرطة وهو بيده أن يفعل ويفعل وهل تنسى الشرطة إهانة وإذلال الإنقاذ لها إذ لم تعين لها وزيراً للداخلية ينتمي للشرطة منذ مجيئها وحتى سقوطها.

وهل ينسى ضباط الشرطة إصرار الحركة الإسلامية على اصطحاب الشرطة في كل جرائمها ضد شعبها حين كان يخرج متحدثها في كل مرة بعد مقتل شهيد أو عدد من الشهداء ليمسح الأثر ليقول لم يحدث قتل أو أن القوات التي شاركت لم تكن تحمل الرصاص الحي، وإن هناك جهة أخرى أو أن المرحوم أكل فول واتسمم وغير ذلك.

هناك بعض القيادات ترغب في إعادة الشرطة والشعب لذاك الحال المستحيل، وهذا ما سيقف له شرفاء الشرطة بالمرصاد، وسيتصدون له وسيتحملون مسؤولية حماية الشرطة حتى لا تقع في براثن هذا التنظيم المجرم مجدداً.

المجد والخلود لشهداء شعبنا.

التحقيق الدقيق ثم المحاسبة الرادعة.

هيكلة الشرطة وكل القوات النظامية المدخل الصحيح لتأمين الانتقال.

إطلاق يد لجنة التفكيك وحدها لتطهير وهيكلة الشرطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى