المدينة الاجتماعية بمنطقة جنوب الحزام.. تبحث عن حلول.. ما تم إنفاقه لإنشائها بحساب اليوم يزيد عن 571 مليون جنيه

المدير العام: استوعبنا مشردين فقاموا بسرقتها وجهات حرّضتهم

مسؤول بالمنطقة: أُنشئت دون دراسة ونُطالب بإخضاعها للتحقيق

إعداد ـ محيي الدين شجر

بدأ العمل فيها في العام 2003 من قبل وزارة التنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم لهدف نبيل وأنفقت وزارة المالية ما يزيد عن 70 مليون جنيه لإنشائها وكان الدولار وقتها كما ذكر لي السيد عبد العظيم بابكر مديرها الحالي نحو 6 جنيهات فقط وهذا يعني أن ما تم إنفاقه بحساب اليوم أكثر من 571 مليون جنيه سوداني.

إنها المدينة الاجتماعية التي تقع جنوب جامعة أفريقيا العالمية وجنوب معهد اللغة العربية وشمال أرض المعسكرات وجنوب شرق المدنية الرياضية.

وتبلغ مساحتها 55000 متر مربع وتم إنشاؤها بتمويل من وزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بتكلفة فاقت 70 مليون جنيه قبل أكثر من عشر سنوات حيث بدأ فيها العمل عام 2006م. وأنشئت المدينة الاجتماعية لهدف نبيل بتقديمها لخدمات إنسانية للمشردين وفاقدي السند شباب وشابات لإعمار محددة  لكنها وحتى اللحظة لم تفتتح للغرض الذي أنشئت من أجله  حيث فشل النظام البائد في تشغيلها رغم المليارات التي صرفت فيها، وظلت  تعاني من الإهمال وتعرضت للسرقة من قبل بعض المشردين الذين قطنوا فيها لفترة لكنهم عاثوا فيها فسادًا وحولوها إلى بؤرة للممارسات السالبة بإدخالهم الخمر والسلسيون وكل ما يذهب العقل.

“الصيحة” بعد وصول شكوى من بعض سكان المنطقة بقيادة حسن أمين حسن أبو بكر أحد المؤسسين  للخدمات بمنطقة طيبة الكبابيش،  سجلت زيارة لها وخرجت بالتفاصيل التالية:

مجموعة

وأنا داخل المدينة الاجتماعية لم ألحظ أي مظاهر تشير إلى أنها تعمل وتقوم بدورها، مبانٍ ضخمة ومعدات مهمة لكل المهن وفضاء واسع تتخلله بعض الزراعة هنا وهناك وبالمدينة هنالك مدرسة السلمابي للسمع والتخاطب الأساسية ومجمع السلمابي الفني للسمع والتخاطب، ومجمع الرشاد للفتيان ومجمع الفتيات إضافة إلى ساحات وأرصفة وطرق داخلية وتشجير داخلي وخارجي وورش إنتاج ضخمة..

كل هذه المدارس صامتة صمت القبور تتحدث عن إهمال ما بعده إهمال..

وبالمدنية الاجتماعية المعطلة حالياً ورش تدريب في مجالات اللحام والتوضيب وميكانيكا السيارات والنجارة والتبريد والتكييف والإلكترونيات والأحذية والمنتجات الجلدية إضافة إلى فصول دراسية ومرسم ومعمل حاسوب

وفي الجانب الغربي هنالك أطفال منتشرون في الأنحاء قال عنهم مدير عام المدينة الاجتماعية إنهم من اطفال فاقدي السند والرعاية  نقلوا من دار السجانة لبعض الوقت لظروف خاصة وفيهم من تنطبق فيهم شروط المدينة الاجتماعية من عمر 12 ـ 16 عاماً..

لم تفتتح بعد

وتحدث مدير عام المدينة الاجتماعية لـ (الصيحة) قائلاً إن المدينة لم تفتتح بعد، ولكن مؤخراً تم إعداد خطة إسعافية وتم تصديق مال تسيير، إلا أن العمل تأخر بسبب جائحة كورونا، وأضاف قائلًا إنهم استوعبوا قبل فترة بعض المشردين قدموا من دار طيبة بسبب تكدسها، ولكن قامت بعض الجهات بتحريضهم فأحدثوا تلفاً في الحمامات، وكان فيهم لصوص كانوا يسرقون ويحضرون المسروقات للمدينة وسرقوا بعض أجهزة المدينة نفسها..

التحريض

فيما أوضح مصدر لـ (الصيحة) أن بعض الجهات عملت على تحريض المشردين لأنها تسترزق منهم ولا تريد أن يكونوا في مكان آخر..

وحول تشغيل المدينة قال مديرها العام،  إن لقاء مرتقباً سيجمعهم مع شركة جياد لأنهم أبدوا رغبتهم في المساهمة في تشغيلها، وقال إن والي الخرطوم الحالي خالد نمر أيضاً أبدى اهتماماً بها ووعد بتشغيلها..

الإهمال

السيد حسن أمين حسن مرافقي في الزيارة وأحد المؤسسين لخدمات المنطقة،  قال  إنه مهتم بالمدينة الاجتماعية لأنها يمكن أن تحقق فائدة لمنطقتهم جنوب الحزام، وأوضح أنها تعرضت للإهمال وللتلف وتحوي معدات باهظة الثمن ولا يعرف سبب عدم تشغيلها حتى الآن، وقال إن أموالاً ضخمة  صرفها النظام البائد ولم يستفد منها شيئاً مقترحاً أن تحول إلى شيء ينتفع منه أهل المنطقة.

وقال إن المدنية الاجتماعية عبارة  مبنى ضخم وموارد ضخمة غير مستغلة، كأنما أنشئت بدون دراسة،  وأضاف قائلاً:  منطقتنا في حاجة إلى مرافق كمستشفى مثلاً، وزاد قائلاً: منطقة جنوب الحزام فيها مدن كبيرة الأزهري وعد حسين وطيبة الكبابيش والسلمة، وفيها أكبر سوق وتخلو من أي مؤسسة خدمية، وكشف أن المدينة كانت خالية لفترة طويلة، وحدث فيها تلف لبعض آلياتها وورشها،  وقال: نطالب بالتحقيق فيها لمعرفة حجم الأموال التي صرفت فيها  وحجم  الأضرار التي حاقت بها، ولمعرفة أسباب عدم تشغيلها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى