المُعتمِرون بسواكن.. (تكدُّس) يتجدّد و(أزمة) تتمدّد

الخرطوم: عوضية سليمان

يواجه قطاع الحج والعمرة في كل عام  إخفاقات ومشاكل بالرغم من أن القطاع يقوم بدور مهم وحساس وهو تفويج المعتمرين إلى بيت الله  الحرام، لذا فإنه قطاع  لا يقبل الفوضى الربحية عبر الوكالات، وليس هناك مجال للتراخي الإداري ولا يتحمل الصراع الداخلي المستفحل داخل إدارة الحج، وأن الإشكالية الحاصلة الآن تكدس المعتمرين بسواكن مما أدى إلى قيام  لجنة من الإدارة إلى هناك لترى الخلل الواضح، وضمت اللجنة أعضاء من وزارة الإرشاد والأوقاف والمدير العام لإدارة الحج والعمرة، ومدير إدارة السياحة ولاية الخرطوم، ومدير الجوازات للحج والعمرة ومجموعة من أهل الاقتصاد والإعلام، الذين  زاروا سواكن بغرض  الوقوف على أوضاع المعتمرين عن قرب ولمعرفة  سبب تكدس المعتمرين الموجودين في سواكن داخل الفنادق، وبعد الوقوف على أرض الواقع، وجدوا أن هنالك معتمرين موجودين في سواكن منذ(8) أيام، حيث لم يتم تفويجهم إلى المملكة بسبب بعض الإخفاقات وأن هنالك معتمرين  ليس لديهم جوازات ولا تذاكر.

حل مشاكل 

 مخرجات هذه الزيارة يلخصها الأمين العام لغرفة الخدمات الاقتصادية الماحي عبد المعروف  بقوله لـ (الصيحة)، إن المدير العام للحج والعمرة خرج بملخص بأن هنالك إخفاقات وأن هذه الإخفاقات ظهرت بعدما قامت الإدارة العامة للحج والعمرة ببرنامج (زيرو) لتصفير العداد لعدم وجود أي إشكالية سابقة في النظام السابق، وبالتالي كان من الممكن وفي نفس اللحظة أن يعتبروا ان هذه إشكالية، وبعد ذلك جاء قرارهم بأن أي شخص تجاوز القرار يخضع للمساءلة القانونية.

 وأضاف أن القرار يحمل ثمانية بنود، وأهم ما في القرار أن يكون هنالك مناديب للوكالات في ولاية البحر الأحمر، والتأكد من زمن التفويج وزمن الباخرة والتذكرة الإلكترونية، وقال: لا يمكن أن تتعامل مع المعتمر بعدم أهمية، فبمجرد وصوله يجب أن يستلم جوازه وخطة برامج رحلته باحترام، وليس يقاد كأنه قطيع إلى الباخرة عبر إشكاليات ومشاكل، وقال إن الإدارة قامت بدورها واتصلت بالجهات وتم حل بعض المشاكل للمعتمرين.

جزء من المشكلة

بدوره قال الأمين العام للشعبة، وكالات  السفر والسياحة بلولة حامد الحسن  لـ (الصيحة) إن الشعبة كانت عضواً ثابتاً في  كل اجتماع آلية العمرة  بين القطاع الخاص والإدارة العامة للحج والعمرة برئاسة وزير الإرشاد، ولكنهم تفاجأوا بعدم  إخطارهم برفقة الوفد المسافر إلى سواكن بحجة أن المدير العام لإدارة الحج والعمرة، أوضح أن الاتحاد محلول… وأضاف الحسن بقوله: (ولكن نحن جزء من المشكلة والحل معاً).

جسم تنظيمي

بينما يقول بدر الدين عبد المعروف الماحي صاحب وكالة  سفر وسياحة لـ (الصيحة)، إن هنالك مجموعة من المعتمرين بسواكن لم يعرفوا حتى اللحظة وضعيتهم بعد التكدس  الكبير الذي حدث مما جعلهم يستنجدون بضرورة إكمال إجراءاتهم  للوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة، مشيراً إلى  أن المعتمر نفسه عليه واجبات وحقوق من المفترض المحافظة عليها كوقت  القيام والحضور المتفق عليه، موضحًا أن هنالك معتمرين سافروا  ذات يوم التفويج، وهذا مما يسبب إشكالية. وأضاف معروف أن  الباخرة لديها إجراءات مما يجعل صاحب الوكالة مضطرا بأن يخسر في حال عدم تسفير (معتمريه) في التوقيت المحدد، فيقوم بشراء تذاكر وحجز مرة أخرى، ويتم تأجيل الرحلة إلى الثانية مما يخلق التكدس الحقيقي، مضيفاً بأن هنالك خللاً كبيراً يتمثل في عدم وجود مناديب في سواكن، علماً بأن هذا الشرط مدرج في قرار العمرة الأخيرة، وهو أن تعمل كل وكالة في العمرة  على أن يكون  لديها مندوب في سواكن لأن أكثر الشكاوى من المعتمرين جاءت من المناديب. وكشف أن هنالك شخصاً واحداً في سواكن يعمل مندوباً لـ 55 وكالة اسمه (……)، قبل أن يصف طريقة تعامل هذا المندوب مع المعتمرين بغير الكريمة، وأن الإدارة  تلقت عدة شكاوى منه باعتبار أن الضغوط عليه كثيرة، وأن الوكالة تكمل الشغل الإلكتروني ويتم إرساله إلى سواكن كمندوب.

إشكالية حقيقية

مصدر مقرب من ملف العمرة  وخبير في قطاع الوكالات ــ فضل حجب اسمه ــ قال لـ”الصيحة” إن هنالك إشكالية حقيقية أن الوفد والذي قام  بالرحلة إلى سواكن كان من المفترض أن يكون من بينه ممثل من  شعبة وكالات السفر والسياحة باعتبار أنها جسم تنظيمي، ولكن للأسف الشديد أن المدير العام للحج والعمرة كان مبرره أن الشعبة أصبحت جهة محلولة على حسب حل النقابات والاتحادات، لذلك لا يمكن التعامل معهم والاصطحاب إلى المهمة، وقال المصدر إن مدير إدارة الجوازات في المطار قام بالاتصال بالأمين العام للشعبة وتساءل عن سبب تأخيرهم في المطار، وجاء رد الأمين العام بأن الشعبة لاحقت الإدارة عبر خطابات معنونة بغرض طلب مرافقتهم إلى سواكن باعتبار أن حل الاتحاد لم يكن بطريقة رسمية إلى الآن، ولم نستلم خطاباً من أي جهة معتمدة أو لجنة التفكيك، وجاء الرد من إدارة العلاقات العامة بأن الاتحاد محلول، وليس بمقدورنا اصطحابه، لذلك عدم وجود الجسم التنظيمي كمرافق مع اللجنة أدى إلى ربكة حقيقية، وأرجعت القضية إلى المربع الأول  منذ عهد الإدارات السابقة، مضيفاً بأن مدير الإدارة ليس أمامه غير استخراج قرار فوري يحمل شروطاً واضحة معروفة، مشيراً إلى أن إدارة الحج والعمرة بعد  إصدار القرار لم تسلم شعبة وكالات السفر والسياحة نسخة للعلم فقط، وتساءل بقوله: (كيف يتم توصيل القرار إلى وكالات السفر والسياحة وهي أكثر من 180 وكالة تعمل في العمرة و1800 عضو في وكالات السفر والسياحة، وأن إجراءات العمرة بدأت منذ شهر).

وكشف المصدر عن أكبر خلل واجه المعتمرين، وهو التفويج، مما زاد أسعار التذاكر الفجائي، وقال: هنالك مشكلة واضحة من بعض أصحاب الوكالات بأن تباع التذكرة من الوكالة بسعر 8 آلاف جنيه، وبعد وصول المعتمر يخبره صاحب الباخرة بأن سعر التذكرة ارتفع إلى 13 ألف جنيه، مضيفاً بأنه من هنا تبدأ الإشكالية بأن صاحب الوكالة أرفق الجواز بسعر التذكرة إلى سواكن فيتم تأخير التفويج، وهذا مما يؤدي إلى زيادة السعر للمعتمر وصاحب الوكالة الذي يضع في اعتباره أن المعتمر استلم وسافر، لذا فإن  السعر يتفاوت ما بين  8 إلى 11 إلى 13.5 ألف جنيه واصفاً ذلك بالفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى