هاشم كمشاك يكتب.. الإمارات ومنطق الانحياز لها

ختمت مقالي السابق بأن ما بيننا وبين دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير وما يمكن أن يتحقق الكثير وبندية التلاقي وصدق التآخي وفيه اعلاء للمصالح المحكومة بالقيم المشتركة التي تجمع بيننا والتي تستند على ارث أسس له حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه ثم امتد اتصالاً وتواصلا بأداء روحه الحكمة والارادة القوية في تسخير كل ما لديها من موارد ومن ولاء متبادل بين أمة وقيادة وتتقدم خطاهم الشفافية والتسامح وإفراد المساحة الإنسانية لكل الإنسانية لكي ياتوا ويشاركوا في مشروع النجاح الذي تبنته وهو ما أصبح واقعاً دون تعالٍ على أحد أو أنانية وإنما بمساواة في الحقوق والواجبات وكل على قدرته على العطاء والابداع في مناخ صحي معافى وحرية التنافس الحر وبه كانت الإمارات البوتقة التي احتشد وانصهر فيها كل التنوع البشري والإنساني وكل بما يؤمن ويعتقد دون فرض أو وصاية عليهم أو اكراه وهذا ما شكل المبدأ الأساسي الذي قام عليه الاتحاد وأساسه فكر المؤسس الذي رسخ لهذا المبدأ فكانت سياسته ووصيته فكان الأبناء الأوصياء عليها والأوفياء لها ولو لم يكونوا كذلك لما وصلت الإمارات لما هي عليه الآن وما هي عليه الآن ليس غايتها ولا أقصى امانيها إيماناً منها أن سقف طموحها منفتح بلا حدود لكنه طموح معزز بالعلم واليقين وبقناعة إشراك الآخرين دون احتكار للنجاح وبهذا السلوك انداحت قيم العداله سلوكاً وقانوناً يستظل به الكل مواطناً ومقيماً وكنا نحن منهم من بين هؤلاء ممن أسهموا وشاركوا حتى من قبل قيام الاتحاد ومن بعده وذلك لأن لدى الشيخ زايد بن سلطان عشق وود خاص واحترام وثقة في السودانيين وكنا عند حسن ظنه بنا لأنه يستحق والإمارات تستحق فأشركنا في ترجمة أحلامه لأنه كان يراها واقعاً ودعانا واستجبنا وكان نفر منا رواداً لهذا التلاقي الذي اثرى الإخاء المنزه والذي بادلنا به الإماراتيين بأكثر منه وبه ظلت العلاقة ونظرة الإماراتيين للسودانيين وللسودان نظرة تقدير واحترام وعلاقه نعتز ونعتد بها لأنها علاقة خالية من كل كيد أو غدر ومحتواها أماني الخير والصفاء في النوايا المتبادلة وتتقدمها مبادرات رد الجميل والعطاء بلا من دون أن نسأل أو نطلب فيه حفظاً لماء الوجه وبصمت دون فرض لأجندة أو استغلال لحاجة وهو ما يمثل دومًا فعل وأداء الشقيق ودور الصديق في الاصطفاف والدعم.

عليه فبالرغم من كل الثوابت التي تجمع بيننا ولا ينكرها إلا مكابر إلا أن هنالك أيضًا من يسعون لإفقار التلاقي وتتحكم فيهم عقد الإحساس بالدونية في النجاح والفقر الفكري ويسعون لإفقار التلاقي ووأده وتتحكم فيهم افكار وأيديولوجيات عفى عنها الدهر وتجاوزها الزمن لكنها ظلت عالقة في عقول لا تقبل التغيير ولا مواكبة متطلبات العصر ولا قبول الآخر حتى وإن كان شقيقًا وهم من يمارسون الاضطهاد الفكري وذلك من خلال تزوير وتزييف الحقائق وتزيين باطل طرحهم وإعطائه طعمًا يتقبله عقل البسطاء والسذج والذي به تتحقق غاياتهم ومبتغاهم ألا وهو تعكير صفو العلاقات والإساءة وتشويه النوايا وهي التي تمثل أجندة هم مكلفون بها من قبل من هم غير قادرين على المواجهة ويدعي هؤلاء  وطنية وانحيازًا وحفاظاً على مقدرات الوطن وموارده وهو ادعاء يحمل الكثير من زيف الطرح والأداء لكننا ندركه، ولكن قد لا يدركه من غاب عنهم الوعي السياسي وهؤلاء للأسف من يدعمون طرح هذه الفئة ويروجون لها دون إدراك لحجم الضرر الذي قد يلحق بنا أو بالأصدقاء أو بالدول وعلى سبيل المثال التسويق للبسطاء على ان دولة الإمارات العربية المتحدة تمارس التنمر السياسي وسياسة الاخضاع الاقتصادي واستغلال الحاجة وربط الدعم والمساعدة بالهيمنة على حرية القرار وهذا ما لم يحدث.

هذا الزعم وتسويقه ليس من الصعب الرد عليه ولا يحتاج إلى كثير عناء أو اجتهاد أو إعمالا لفكر يكفي أن تكون صاحب ضمير وقادر على الانصاف يكفيه النظر للداخل الإماراتي وما قامت به من إنجازات والذي به شكلت منصة نوعية للإبداع والنجاح وتصدرت به المشهد على المستوى العالمي قبل الإقليمي والعربي بلا انغلاق أو غلو في حب الذات أو الأنانية وإنما بانفتاح وأريحية وكفيل كل مقيم نجاحه وقدرته على التفوق والكسب واحترام القانون.

بكل هذه المعطيات التي ذكرت شكلت الإمارات وقيادتها ممثلة في رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد نسأل الله له العافية والشيخ محمد بن زايد حامل الهم والراية وبأبناء الشيخ زايد وشيوخ الإمارات جميعاً الذين شكلوا القوة الدافعة للنجاح ضد قوة الجاذبية التي تقود دومًا للأسفل وعدم الانعتاق من أسرها بهؤلاء وبشعبها صنعوا الإعجاز الحقيقي وبصمت داوٍ تردد صداه  صوتاً وصورة وبلغات يفهمها الكل وبمفردات لا تحمل إلا معنى التسامح ليس تعبيرا وقول وانما سلوكا صادق وأداء يعبر عن نفسه دون حاجه لتصريح أو تلميح وانما بواقع معاش ووقائع وحقائق فصيحة اللسان وبكل لغات الإنسانية.

لم تمارس الإمارات سياسة الانكفاء على الذات اقتصاديًا أو تجارياً أو سياسياً أو علمياً وإنما صنعت شراكات ومصالح عابرة للقارات والحدود مع شركات ودول وضمن اتفاقيات تحقق المصالح المشتركة وقبول من كل من سعت اليهم لأنها صاحبة بصمة في النجاح متفق عليها وأن تكون للدول استثمارات تجارية  أو صناعية أو زراعية أو في مجال العلم أو التكنلوجيا في دول أخرى ليس في هذا ما يعيب بل هو أمر مطلوب لأنه يعزز ويؤسس لتبادل المعرفة والمصالح ويسهم في توظيف الموارد البشرية منها والطبيعية مما ينعكس ايجابا على الإقتصاد والتنميه ويخلق الأرضية للتعاون المشترك بين الأمم والشعوب ونحن من بين هذه الدول وهذه الشعوب وهم دوما من يتقدمون الصفوف بمبادرات ودعم لم ينقطع يسمو فوق صغائر السياسة ودنس التناول القبيح والفج الذي يسعى القائمون به عبر وسائل التواصل الاجتماعي للنيل منها وشيطنها والساعين لاحداث فجوة في جسر التواصل بالتشكيك والاتهامات غير المؤسسة إلا على باطل المحتوى من الظن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى