بعد زيارة رئيس المخابرات المصري.. سد النهضة .. رسائل دولية وإقليمية

تقرير- عوضية سليمان
في زيارة استغرقت ساعة واحدة لرئيس المخابرات العامة المصري إلى العاصمة الخرطوم التقى فيها برئيس المجلس السيادي الانتقالي ورئيس مجلس الوزراء ونظيره رئيس المخابرات العامة الفريق جمال الدين وكانت الزيارة بغرض تسليم رئيس مجلس السيادة رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نظيره في السودان بخصوص سد النهضة، وتعتبر الرسائل للسودان بمثابة الوقوف على المستجدات في قضية سد النهضة نظراً للعديد من الجولات التي عقدت.
وخلال جولات وزيرة الخارجية دكتورة مريم الصادق، قالت إن القضية سياسية والسودان ماض في الضغط السياسي والدبلوماسي لحماية حقوقه بكافة الوسائل القانونية. وقالت: نرفض الانزلاق في أي مواجهات عسكرية. ومضى في ذات الاتجاه حزب الأمة برئاسة مبارك الفاضل الذي أرسل رسالة صارخة الى الحكومة السودانية منتقداً موقف الحكومة السودانية من قضية سد النهضة، وقال إنه لا يوجد تنسيق بين الخط السياسي والعسكري، وأضاف أن الخط العسكري بدأ في مناورات حماة النيل وغيرها وكانت كلها إشارات إلى اثيوبيا، ولكن الخط السياسي يفترض أن يمضي في إطار شكوى لمجلس الأمن وشكوى لإيقاف الشركة الإيطالية وإجراءات حظر الطيران الأثيوبي حول السودان لأن حظر الطيران يعوق أكبر صناعة إثيوبية والسودان مدخل مهم جداً لأثيوبيا . وهذه تعتبر ضغوط دولية وإقليمية كبيرة لإيجاد حل للأزمة في المنطقة.
مشاورات عبر رسالة
وفي خطوة غير معلنة قام مدير المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل السبت الماضي بزيارة الخرطوم ليلتقي برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وذلك ضمن المشاورات المستمرة بين البلدين حول ملف سد النهضة الإثيوبي وسلم عباس كامل البرهان رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم التقى رئيس المخابرات العامة الفريق جمال، في زيارة استغرقت ساعة واحدة، فيما أعلن السودان بدء عملية الملء الجزئي لبحيرة خزان سد جبل أولياء على النيل الأبيض تحسباً لبدء أثيوبيا الملء الثاني لخزان سد النهضة على النيل الأزرق مطلع يوليو المقبل.
جدولة
وحسب مصدر حكومي بوزارة الري تم وضع جدولة جديدة لعمليات الملء والتفريغ لكل الخزانات السودانية متضمنة خزان جبل أولياء تحسباً للملء الثاني لسد النهضة الأثيوبي بداية يوليو المقبل وأضاف المصدر أن مناسيب المياه الواردة من النيل الأبيض هذا العام أعلى من المعدلات المعتادة الأمر الذي سيسهل تخزين كميات مياه إضافية في خزان جبل اولياء .
طعنة الظهر
وفي اتهامات صريحة قدمتها وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق المهدي قالت إن السودان سوف يكون المتضرر الأكبر من سد النهضة الاثيوبي حال لم يتم التواصل الى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد العملاق. وقالت إن امر السد تحول من جانب الحكومة الاثيوبية إلى تعبئة سياسية شعبية خاصة في ظل اقتراب إجراء الانتخابات العامة في اثيوبيا والأوضاع الداخلية التي تعاني منها أديس أبابا وأفادت الوزيرة أن موضوع سد النهضة أصبح سياسيا حتى يتم التواصل الى حل يرضي الجميع الأطراف، ونوهت الى دور السودان منذ بداية إنشاء السد وما قدمه لأثيوبيا من دعم فني لوجيستي مروراً بمراحل التفاوض المختلفة.
وأوضحت أن موقف السودان وما يستند عليه والعوامل التي تجعل السودان المتضرر الأكبر في حال عدم التوصل لاتفاق ملزم بشأن الملء والتشغيل وأشارت الى اقتراح سبق أن تقدم به السودان تكون فيه المفاوضات بوساطة الاتحاد الافريقي ومشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، بينما طلبت أثيوبيا في مفاوضات كينشاسا الاخيرة مشاركة مراقبين من جنوب أفرقيا، وأوضحت الوزيرة ان مصر وافقت على مقترح السودان حتى تمتلك الوساطة القوة اللوجستية والقانونية لمساعدة الدول الثلاث للتوصل الى اتفاق يحقق مصالحها المشتركة.
رفض مقترح
وزادت الوزيرة: للأسف إثيوبيا رفضت هذا المقترح، وتابعت: نحن في السودان نعلم تماماً أهمية السد بالنسبة لاثيوبيا وأقرت بأن للسودان مكاسب معروفة أيضاً حيث يعمل السد على حمايته من الفيضانات واستطردت قائلة لكن من المهم ايضًا ألا يشكل هذا السد ضغطاً على السدود السودانية خاصة سد الرصيرص، وبالتالي هنالك أهمية لمعرفة كيفية الملء والتشغيل لسد النهضة لسلامة السدود السودانية وسلامة تشغيلها وأكدت مريم المهدي أنه لم يكن في الحسبان مع كل الدعم والعلاقات القوية بين السودان واثيوبيا والعلاقة القوية التي تربط بين رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أن تطعن اثيوبيا السودان في ظهره، وقالت هذا ما حدث في العام الماضي عندما قامت اثيوبيا بملء السد الأول ولم تشارك السودان المعلومات إلا باتفاق قانوني وملزم، وأضافت لم يكلف أبي احمد نفسه أن يرفع سماعة التليفون ليخطر صديقه رئيس مجلس الوزراء السوداني بأن المل الأول سيحدث، وشددت بالقول إذن مسألة تحويل السد لخطر أو إمكانية أن يكون سلاحاً ضد السودان تمت في واقع الأمر العام الماضي، وأشارت إلى أن الملء الاول لسد النهضة تسبب في مشكلات خطيرة في السودان على المستوى الاقتصادي وتعرضت العاصمة الخرطوم للعطش لعدة أيام كما تسبب في مشكلات سياسية وتظاهرات ضد الحكومة واتهامات بالعجز، قائلة: لا شك لدي انه كان واحداً من الأسباب التي أدت الى سقوط الحكومة الانتقالية الأولى، وأكدت أنه بموجب هذا الملء حدثت هزة كبيرة في الثقة بين السودان واثيوبيا، وقالت لهذا أننا في السودان لا يمكن أن نمضي في هذا الأمر إلا باتفاق قانوني ملزم وأفادت أن أهمية الوصول لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة قبل الملء الثاني، وهذا محور مهم جداً وأساسي في التنسيق المصري السوداني، وقالت: نحن الآن ماضون في الضغط السياسي والدبلوماسي لحماية حقوقنا بكافة الوسائل الدبلوماسية والقانونية ونرفض تماماً الانزلاق في أي مواجهة عسكرية وذكرت أن آفاق الحلول تمكن في أن يكون السد عامل استقرار وتعاون بين الثلاث .
حظر الطيران
في ذات الاتجاه توقع حزب الأمة مبارك الفاضل، التوصل الى اتفاق جزئي مشروط حول ازمة سد النهضة يتضمن ترتيبات الملء الثاني على أساس أن تلتزم اثيوبيا بتكملة الاتفاق الاإطاري القانوني كاملاً، وقال: هنالك ضغوط دولية واقليمية كبيرة لإيجاد حل للأزمة لأن استقرار هذه المنطقة مهم جداً وقال إن اثيوبيا تعاني من حروب داخلية متزايدة فضلاً عن أن السد مرتبط بالانتخابات التي قاطعها الجميع والصراع الداخلي بدأ يزيد ولم ينحسر وتابع الفاضل بحسب السوداني: أغلب الظن أن يحدث نوع من الموافقة مثلما رشح بأن يكون هنالك مشروع اتفاق جزئي مشروط حول ترتيبات المل الثاني.
وانتقد المهدي موقف الحكومة السودانية من قضية سد النهضة وقال المشكلة إن السودان إن يعطي إشارات متضاربة ولا يوجد تنسيق بين الخط السياسي والعسكري وأضاف أن الخط العسكري بدأ في مناورات حماة النيل وغيرها وكانت كلها إشارات إلى اثيوبيا، ولكن الخط السياسي مفترض أن يمضي في إطار شكوى في مجلس الأمن وشكوى لإيقاف الشركة الإيطالية وإجراءات حظر الطيران الإثيوبي حول السودان، لأن حظر الطيران يعيق أكبر صناعة إثيوبية والسودان مدخل مهم جداً لإثيوبيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى