الأزمة السياسية الراهنة تخوين وتكتلات واستقطاب.. ترند المشهد السياسي

 

الخرطوم: آثار كامل     10سيتمبر2022م

تيرمويتر الأجواء السياسية في حالة ارتفاع، وتارة انخفاض بجانب ظهور مؤشرات تشير إلى التخوين وتوجيه الاتهامات بجانب تكتلات سياسية واستقطابات، ونجد أن تشكيل تحالفات سياسية جديدة في الساحة السودانية تختلف في الرؤية، فمثلاً الحزب الشيوعي له رؤية واضحة وتكاد تبدو منفردة مقابل القوى السياسية الأخرى لجهة أنه يرفع شعارات لا تفاوض لا شراكة لا مساومة وهو الموقف المتطابق مع قوى الثورة الحيِّة، وفي الضفة الأخرى نجد أن بعض التحالفات لديها رؤى مختلفة رافعة شعارات التفاوض والجلوس، لازال المشهد ضبابي مابين مبادرات مطروحة ومابين تحالفات جديد وإعلان دستوري جديد، وتحرُّكات الآلية الثلاثية بقيادة فولكر من جديد، ولكن في ظل كل ذلك، هل ينجح ذلك في إنتاج قوى مدنية تقود الفترة الانتقالية إلى نهاية المطاف، خصوصاً أن القوى السياسية انقسمت إلى ثلاثة اتجاهات؟

 

المواقف المختلفة

ويرى مراقبون بأن الوضع الراهن في ظل غياب العديد من القوى السياسية من المشهد السياسي لأسباب وتحفظات وأخرى داخل المشهد في موقف ضبابي من الإجراءات التي اتخذت في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وقوى أخرى متمترسة في رفع اللاءات الثلاث لا تفاض لا شراكة لا مساومة، بينما اتخذ  البعض موقف محايد بحاجتهم لمزيد من الوقت للدراسة والتشاور، وبينما يسعى البعض الأخر لبلورة رؤى محدَّدة للدخول عبرها في أي خطوة  الغرض منها النظر في المشهد الراهن للبلاد.

استقطاب منذ ثلاثين عاماً

يرى محلِّلون سياسيون بأن خلال فترة الثلاثين عاماً الماضية، كانت تتسم بالشمولية والسياسات المتبعة تجاه الأحزاب أدت إلى حالة الضعف التي تمر بها الآن في الوقت الحاضر وخلال تلك السنوات ثبتت فكرة الاستقطاب المجتمعي وسط الكيانات القبلية والمكوِّنات المجتمعية فجميعها أصبحت داخل مسرح الاستقطاب الذي تشهده الساحة السياسية ما يمثل خطراً آخر على عملية التحوُّل الديموقراطي، وحتى بعد زوال نظام البشير نجد أنه لازال رجال القبائل وزعماؤها يحتلون موقعهم وسط الأحداث السياسية ونجد أن حالة الاستقطاب التي تدور -حالياً- قد تدخل البلاد في نفق مظلم مما ينتج ملاسنات سياسية وعراك من أجل السلطة ومن ثم تهيئة كل الظروف لفوضى من كل النواحي قد تهدِّد بقاء الدولة ذاته.

 مرحلة لا تتحمَّل

قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية آدم يس حامد، خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن  الساحة السياسية في حالة من الضبابية، منوِّهاً إلى أن المرحلة الآن لا تتحمَّل أي مجاملات ولا تستحمل تكتلات وانحيازات وإكمال تسوية لا ترضى الشارع ولا القوى السياسية ونتيجة التجارب أثبتت ذلك بأن أي تسوية أو وفاق بعيداً عن الشارع ولجان المقاومة لن يصمد ولا يجد التأييد، بل الأحزاب والقوى السياسية ستكون في موقف لا يحسد عليه ما بين الرجوع إلى الخلف أو المواصلة في اتجاه التسوية بعيداً عن الشارع، لافتاً إلى أن الساحة السياسية الآن بحاجة إلى توحيد رؤى لإدارة ما تبقى من فترة انتقالية بجانب جلوس القوى السياسية والاتفاق على تشكيل حكومة، لافتاً إلى أن سياسة الاتهامات والتخوين لن تجدي وعلى القوى الإفصاح برأيها بوضوح وبحث كيفية المعالجة، وحذَّر من أن أي تسويات أو اتفاقيات تتم بعيداً من الفاعلين الأساسيين الجدد في المشهد السياسي لن تؤدي لنتيجة، لأن لجان المقاومة هي الآن الأقرب لقلب الشارع وأكثر تأثيراً فيه، ونوَّه بأن التسوية الجيِّدة تعتمد وتحتاج إلى رغبة وتعاون بين الجميع والمساعدة في بناء الثقة بين الأطراف وتشكيل حكومة فترة انتقالية وطنية ومستقلة تكون مهامها محصورة ومهتمة بمعاش الناس.

 

قيادات جديدة

يرى أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية د. النذير منصور،  في حديثه لـ(لصيحة) بأن الساحة السياسية السودانية تشهد حالة خلق قيادات جديدة وهي التي ستقود المشهد وهذا ما تحتاجه السياسة السودانية، قيادات جديدة مبرأة من كل عيوب الماضي، لأن القيادات الموجودة الآن هي قيادات مأزومة، مشيراً إلى أن الطريق الآمن للخروج من حالة انسداد الأفق السياسي وحالة الاستقطاب باللجوء إلى الحكمة، ونوَّه بأن لابد من البحث عن منافذ للحوار للوصول إلى أهداف الثورة بدلاً من تمترس المواقف مما يجعل الأطراف تلجأ إلى الاستقطاب وفرض الرؤية الواحدة دون المشاورة، وقال منصور بالوضع الآن يذهب في اتجاه الكارثة، لافتاً إلى أن تغيير الوضع بيد الأطراف في حال جلست على طاولة واحدة وتفاوضت وناقشت جميع القضايا بعقل مفتوح دون شروط ووضع كيفية معالجة الوضع من الأولويات والجلوس ليس مختصراً على المدنيين والعساكر، بل المدنيين والمدنيين فيما بينهم، منوِّهاً إلى أن الوضع حسَّاس وعلى القوى السياسية المختلفة والمكوِّن العسكري، استيعاب دروس التاريخ إذ أن ما تمر به البلاد اليوم مرت به كثيراً.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى