جنوب كردفان.. مشاكل الزراعة والرعي

 

تقرير ـ عبد الوهاب أزرق

الزراعة والرعي  الحرفتان  الرئيسيتان  لسكان جنوب كردفان بحكم التركيبة السكانية  وظلت المجموعات السكانية متعايشة  ومتصاهرة على الدوام ، وتظهر احيانااحتكاكات ومشاكل  بين كل فينة واخرى ؛ تصل حد المواجهة  والقتال، ومع نداءات ملتقيات التعايش السلمي والسلام المجتمعي وروح التسامح والعفو، قلت تلك  الحساسية  وأصبح الكل آمناً في زراعته ومرحاله .

وتواجه الحرفتان بمشاكل  تتعدد وتتنوع وتتشكل وتتجدد كل عام وتصبح مهددا للزراعة ، وتقلل من زيادة القطيع الرعوي .

رئيس اللجنة التسيرية لمزارعي منطقة هبيلا المهندس عبد القيوم حماد احمد قال (للصيحة) ان  ابرز المشاكل في هذا الجانب هو  قرار مدير عام وزارة الانتاج ؛الخاص بإلغاء عقودات المشاريع الزراعية ، ووصفه حماد  بالمجحف والذي يؤثر على النسيج الاجتماعي ويهدد الموسم الزراعي  الحالي ، وكشف حمادانه وبسبب هذا القرار, اصدرت المجتمعات المحلية  استنكرت فيها القرار ، وطالبت بالتراجع عنه لجهة انه سلب المزارعين اراضيهم حسب وجهة نظرهم.

وأشار  حماد لمشكلة نقص الجازولين، وكشف أنه يتوفر الآن  30 ألف جالون جازولين فقط،  وبسعر 850 جنيه للجالون ؛وهي كمية قليلة لاتكفي حوجة الموسم الزراعي .

ووصف حماد سياسات البنك الزراعي التمويلية بالضعيفة والمجحفة  وانها تشرد المزارعين  لجهة أنها سياسات ربحية وضد المزارع ، مطالبا بتغييرها و اشتكى من ماوسمه  بالانتهاكات التي يتعرض لها المزارعون  من قتل ونهب وسرقة محاصيل،من قبل المتفلتين.

وأبان  عضو اللجنة التسيرية لمزارعي هبيلا  فطر جمعة مؤمن إن الزراعة تبدا منذ  فصل الصيف بتجهيزات الاراضي ،بيد ان  المخاوف بدأت تطل براسها  مع نقص الوقود والجبايات المزدوجة،  عطفا على الناحية الامنية.

واشتكى ممثل االرعاة حسن احمد حسن من نقص الامصال وعدم فاعليتها أحيانا ،  وندرة مناهل ومشارب  المياه للحيوانات، ومياه الشرب ، وقفل واغلاق المراحيل بصورة واضحة خاصة في الجزء الشمالي بالقوز حيث  الزراعة  غير منظمة، لافتا إلى قلة المخارف والنزل للرعاة ومواشيهم .

وأكد الأستاذ ضيف الله حامد سليمان توافق (القرون والجرون ) كناية عن الرعاة والمزارعين، ويكونان سواسية بدون إختلاف ، واضاف نكون إخوة ولا تحدث مشاكل بيننا ونتعايش مع الزراعة . وتبرز ايضا مشاكل نقص خدمات الصحة والتعليم للرحل .

حكومة الولاية بقيادة الوالي الدكتور حامد البشير استشعرت الخطر المحدق بالموسم الزراعي الحالي  والرعوي

فكانت زيارة محلية الدلنج برفقة امين عام الحكومة ولجنة امن الولاية حيث تم اصدار جملة من القرارات والموجهات ابرزها تجميد قرار وزارة الانتاج والموارد الطبيعية الخاص بإلغاء عقودات المشاريع الزراعية ، و تشكيل لجنة لمتابعة  وصول الوقود من الخرطوم ، والتزم الوالي بعدم فرض رسوم على الجازولين ، ومراجعة  الرسوم الحالية   ، كما وجه بازالة الازدواجية في الرسوم المفروضة على الزراعة .

وكشف الوالي عن خطة شاملة ومحكمة   لتامين وانجاح الموسم الزراعي

واماط  الوالي اللثام   عن تطوير استراتيجية التأمين بميزانية تبلغ (116) مليون جنيه للدلنج الكبرى ، فضلا عن الإتفاق على إقامة إجتماع دوري لمتابعة توفير المدخلات .

واقر الوالي بضعف تمويل البنك الزراعي  للمزارعين ، واصفا تمويل الوابورات الزراعية بالضئيل .

وعن مشاكل الرعاة وصف  وضعهم بالمأزق في كل  الجوانب البيئية والأمنية بسبب تقليل المساحة الأمنية بالولاية، علاوة على التوسع الغير مدروس والمخطط للزراعة، وضيق مساحات المراحيل ومناطق النزل، موجها إدارة المراعي والعلف بتجهيز ورقة حول المسارات والمراحل.

وقال  الوالي انه توجد مشاكل مياه الشرب وحلها تواجهه  مشاكل الحيازات، كما  وان الرعاة يشتكون  من عدم توفر الأمصال وبعضها فاقدة للصلاحية ، ووافق الوالي بتكوين اتحادات الرعاة والمزارعين ، واشارالى ان  ان اتفاق جوبا منحهم حق  تكوين المفوضيات.

وكشف الوالي  ان نسبة  الفقر  بالولاية  تجاوزت ٨٠% وهي نسبة كبيرة جدا ومخيقة حسب وصفه  .

هذا الواقع الزراعي والرعوي قد ينشل الولاية من فقرها ومعاناتها  إذا تعايشت كل المكونات والاعراق  في أمن وسلام ،   وانتجت انتاجا وفيرا قد يتحقق بتوفير كافة المدخلات الزراعية ، وحل مشاكل الرعي والرعاة ,فالولاية غنية بمواردها وثرواتها وزاخرة بامكانياتها الضخمة ،التي تضعها في قائمة الولايات الغنية والثرية في السودان ؛اذا استغلت الاستغلال الامثل، ويمتد خيرها لكل الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى