رئيس حركة وجيش تحرير السودان مني أركو مناوي لـ(الصيحة):

 

الفترة الانتقالية ستبدأ بعد توقيع السلام

الأحزاب السياسية عمِلت للمُحاصصة وليس لحل مشكلة السودان

وساطة حميدتي ناجِحة واختُتمِت بتوقيع الاتفاق

المناصب ليست من أولوياتي وفترة الانتقالية بائسة

من يدّعون عدم وجود العلمانية يمارسونها اليوم في بيوتهم

الشعب الدارفوري ليس عبد الواحد

موقف الحلو ليس بسبب العلمانية ويمكن أن يلحق بالتوقيع

500  ألف لاجئ من دارفور في 15 معسكراً

دعونا (ندافر) بعض لخلق نفرة اقتصادية بدلاً عن الكنكشة

 

لم يكن الوصول إليه في فندقه الذي يستغله كمقر للإقامة بجوبا سهلاً، إذ أنه نأى بنفسه عن جميع أجهزة الإعلام، ولكن تحت إصراري وإلحاحي عليه وافق على مضض.

جلست إليه، وكان الحديث في مواضيع تعتبر عقدة وجذور الأزمة في دارفور، ورغم أن الرجل دخل في وفاقات متعددة قبل هذا مع الحكومة السابقة في الخرطوم، إلا أنه لا تحرمه تلك المواقف من أن يصدع برأيه بأنه طالب للسلام.

القائد مني أركو مناوي رئيس جيش وحركة تحرير السودان أفصح عن الكثير من الخبايا التي يمكن إذا ما تعاون الجميع في حلها سيصل الاتفاق إلى بر الأمان تطبيقاً وقبولاً ومخرجاً لأزماتنا، والكثير الكثير من القضايا والنقاط الجوهرية في عصب الاتفاق تناولناها معه خلال

هذا الحوار:-

حاورته بجوبا:  عوضية سليمان 

* مرحلة ما بعد السلام كيف تبدو برامجها؟

يعتبر توقيع السلام بالأحرف الأولى حلم أهل السودان عامة. أما بالنسبة لنا فالحلم وردي بعد اجتهاد ومشاق لفترة طويلة، تحملنا الكثير، سنين طويلة ونحن كنا نضع الأولويات في اتحاد ديمقراطي، والعناصر المكونة للاتحاد الديمقراطي، والهدف الآن والتحرّك سوف يكون لإعادة النازحين والتنمية، والتنمية البشرية والاهتمام بالمرأة والشباب.. وسيكون العمل هذه المرة بطريقة مختلفة تماماً عن المرات السابقة.

* التنفيذ قد يكون صعب جداً، فما هي أول خطوة لكم؟

يجب أن نبدأ في (حاجتين)، وهذا على حسب الأوضاع، وأن نبدأ بالمخاطبة وتوصيل الفكرة والهدف لنمهد لما نصبو إليه من عودة اللاجئين إلى بلادهم، وهذا يشمل في البداية النازحين واللاجئين ومن لديهم الرغبة في الرجوع إلى قراهم، ومن ثم نبدأ بالمصالحات بين شعب ومواطني دارفور، وإعمال الترضيات فيما بينهم.

ولأن هذه الأوضاع مرتبطة ارتباطاً شديداً بالقضايا الأمنية عامة في دارفور، ولأن  مسألة الأمن مهدد كبير جداً في دارفور، لذلك لازم نضع له  ألف حساب بالعمل على استقرار الأوضاع الأمنية أولاً كخطوة أولى، من برامجنا بعد توقيع السلام النهائي، ثم وضع سياسيات مقبولة، وهذه السياسات لابد من أن تأتي في وضع مقبول وهذا بالنسبة لجانب دارفور بعد الاتفاق.

* وماذا عن موضع السودان ككل في الاتفاقية؟

نحتاج إلى نفرة اقتصادية عاجلة جداً.

* نرجع إلى توفير الأمن في دارفور هل من صعوبات؟  

يجب أن يتم توفير الأمن بأي طريقة.

* لكن عودة اللاجئين تتطلب تجهيز السكن المناسب؟

أن تبدأ العمل هذا ليس بالأمر الصعب، طالما أن النية موجودة، وهذا هو الأهم، خاصة وأن البداية في أي خطوة بعد التوقيع لا تعني بالضرورة  نهاية المشوار، فيجب أن نؤسس لذلك.

* هل يعني هذا أنكم لن تحتاجوا إلى موارد ومستعدون للعمل؟

بالتأكيد الحاجة موجودة والبلاد تحتاج.. لكن ليس بالضرورة أن نطالب بالموارد من أول خطوة، يجب أن نبدأ، وبعد ذلك نبحث عن توفير للموارد وقد تعودنا في كل بداية أن نبدأ من الصفر.

* قمت بجولة على معسكرات اللاجئين، صف لنا الجولة وما موقفهم تجاه العودة إلى أراضيهم وقراهم؟

المواطنون قتلوا بالسلاح، وأكيد غير راضين عن ذلك ويعتبرون أنهم قتلوا بمالهم، ومن خلال الضرائب التي كانوا يدفعونها، لهم الحق في أن “يمتعضوا ويزعلوا” ونحن سوف نحمل “زعلهم” هذا بالتضحية التي قدموها لأجلنا، ونحن قريبون جداً منهم، ونفهم ما يطلبون وما يحتاجون إليه. وجاء الوقت حقيقة لتعود لهم كرامتهم وحقوقهم. ونحن كنا نحارب وحملنا السلاح، من أجل هذه القضية، وهذه فرصة وسانحة أكيدة، لنصل إلى هذه الخطوة السعيدة في حياتنا وحياتهم.

* وعدتهم بالسلام خلال زيارتك لهم في المعسكرات؟

نعم، هذا أول ما ذكرته لهم من أجل الاطمئنان، وأن السلام ليس قولاً فقط، بل لابد أن يكون سلاماً مجتمعياً وهو بالنسبة لنا حالة، وليس إيقاف حرب فقط.. لذلك نحن نخلقه معهم من خلال الجلوس المشترك ولابد عند عودتهم أن يكونوا  مطمئنين للوضع والاستقرار.

* هل أعداد المتضررين كبيرة؟

نعم 500 ألف لاجئ سوداني.

* المناطق التي لجأوا منها في دارفور؟  

من دارفور ومن مناطق كثيرة، هنالك أعداد كبيرة من وسط دارفور ومنهم من جنوب دارفور وغرب دارفور.

* كم عدد المعسكرات؟

(15) معسكراً، وهذا في آخر زيارة لي قمت بها. وأنا زرتهم في معسكرات، وكنت معهم واحتمال يكون العدد زائد، وللأسف الكبير هنالك معسكرات جديدة  تُنشأ، وهذا كان شيئاً مخيفا جداً بالنسبة لنا، وذلك كله بسبب المشاكل والخلافات في بعض مناطق دارفور.

* بعد جلوسك معهم هل من السهل عودتهم أم إنهم متمسكون بعدم العودة؟

أي شخص مهاجر أو لاجئ أحلامه العودة إلى بلاده ليستقر نفسياً ويجد بيئة صالحة نظيفة تعوضهم سنين الحرب والنزاع والضياع.

* أنت واثق من استجابتهم لك، مثلاً إذا دعوتهم للعودة سيعودون؟

ما بالضرورة كلهم يرجعوا، ولكن بالضرورة أن يطمئنوا أينما كانوا.

* هل ترى أن السلام جاء في وقت مناسب وفي ظل هذه الظروف؟

يجب أن يأتي قبل ذلك.

* السودان يمر بمرحلة اقتصادية حرجة؟

لذلك لابد من أن (ندافر) مع بعض ونسعى لعمل نفرة من أجل إنقاذ الوضع الحالي بدلاً من (الكنكشة)، ولو أي شخص عمل لحاله فإن السودان سيضيع دون محالة.

* نعود لجوبا منبر تفاوض؟

إذا الأطراف في التفاوض اتفقوا وعزموا على الأمر، فالمكان ليس بالضرورة، حتى إذا كان في الصحراء. فاذا كانت توجد إرادة، وفي هذه الجولة الإرادة موجودة ، نؤكد أنه خلال الـ(60 ) سنة الماضية ليست هنالك إرادة للسلام بين الهامش والمركز، دعك عن التفاوض بين الأطراف.. لذلك من الأشياء التي وفرت مناخاً للسلام وجود الإرادة، ولذلك أن الحكومة والمعارضة جميعهم جاءوا بعد الثورة.

* في أي الأطراف كانت الإرادة الأقوى؟

في الطرفين.

* بماذا اختلف التفاوض بين الحكومة السابقة والحالية؟

تغير النفس، والأشخاص والطريقة.. فالآن جميعنا ننظر إلى البلد بعين واحدة وطريقة واحدة.

* أهذا هو ما صنع السلام؟

نحن لمّينا بعض.

* تقسيم المناصب في السلطة ألا يكون هناك خلاف في الأمر؟

ليس هذا من أولوياتنا، ولكن يمكن يكون من أولويات الآخرين. وأولوياتي هو بناء السودان عبر تنظيم له إرادة دون مرجعية طائفية، ويجب أن ننهض بالشباب ليجدوا الفرص والعمل في مجتمع مدني، ولبناء تنظيم سياسي نقتحم فيه كل البيوتات القديمة ليخرج منها سودان جديد، وهذا كله يعود إلى عودة النازحين والاستقرار.

* كيف تنظر إلى موقع الحلو من التفاوض؟

ليست العلمانية سبباً في خروجه، لأنها موجودة وموقعون عليها والعلمانية موجودة وممارسة.

* وضِّح؟

الذين يدَّعون عدم وجود العلمانية جميعهم يمارسونها في بيوتهم، وهذه ليست مشكلة في حد ذاتها، دعونا نبحث مشكلة استقرار البلد، هل الشعب السوداني متسامح، وهل يمكن أن يجلس في مظلة واحدة  ليتحاور من أجل السودان وأين هي مواردنا وكيف تُدار وكيف تُحكم؟

* سألتك عن موضوع الحلو؟

لم يُوقّع لأنه لم يُفاوض على ورقة التفاوض.

* هل سيلحق بكم؟

يمكن.

* هنالك أقاويل تؤكد أن الحلو يُطالب بتغيير الوساطة؟

هذا موقفه.

* موقف عبد الواحد محمد نور؟

لم يتفاوض منذ البداية.

* قال إن السلام الذي تم توقيعه لا يُمثّل دارفور؟

ما مشكلة

* ألا يؤثر معكم هذا؟

لا يؤثر، فالشعب الدارفوري ليس عبد الواحد.

* ملف السلام في دارفور هل تواجهه عقبات؟

بالتأكيد.

* عقبة تُزعجك كثيراً؟

الاقتصاد.. ستكون هنالك بؤرة مشاكل هنا وهناك، وسوف نواجهها إذ ليست هنالك عقبة تُوقِف السلام مهما كان.

* جولات في عدد من المعسكرات كانت تمهيداً للسلام؟

نعم، وسمّيناها بشائر السلام.

* كان هذا هدف الجولة؟

بشّرتُ بأن السلام قادم، وحاولت أن أخلق شيئاً من الأمل لليتامى والمشردين الذين فقدوا ذويهم، وكان الاستقبال والقبول كبيراً جداً.

* وساطة نائب مجلس السيادة حميدتي؟

ناجحة واختُتمت بالتوقيع على الاتفاق.

* دارفور؟

لم تأخذ حقها ويجب أن تُعوَّض.

* كم يأخد زمن السلام الحقيقي؟

يتوقف على إرادة كل الأطراف، وكذلك إرادة الطرف الذي يعتبر نفسه حاضناً للحكومة المدينة.

* كنتَ تترقّب لحظة توقيع السلام؟

توقّعتها وبشدة.

* رأيك في الحكومة الانتقالية؟

بعد توقيع السلام ستبدأ الفترة الانتقالية.

* وقبل التوقيع؟

كانت تجربة بائسة جداً قتَلتها الأحزاب السياسية واستغلّتها الأحزاب بالمحاصصة ولم تشارك لحل المشاكل بل أشعلتها.

* وضع السودان الآن؟

كله بسبب الأحزاب.

* متى يعود مني أركو مناوي للخرطوم؟

بعد التوقيع النهائي، وسوف أكون في كل شبر في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى