بهاءالدين قمرالدين يكتب : أيقونة العصاَمية والصبر والكفاح (٣)!

إن (الكيزان) الذين يتهمون الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي؛ والقائد العام لقوات الدعم السريع؛ بخيانة المخلوع البشير اليوم؛ هم الذين أسسوا وارسوا لأدب وفقه الخيانة والغدر في السياسة السودانية!

لقد رضع الإسلاميون الخيانة من ثدي تنظيمهم الإجرامي؛ وجرت في دمائهم وعروقهم؛ وسكنتهم حتى المشاش؛ وعرفوا بها وطبعوا عليها فهي منهم وهم منها!

وأصدق دليل على ذلك؛ فقد خان الإسلاميون وأهل المؤتمر الوطني شيخهم وولي نعمتهم الترابي وانقلبوا عليه؛ وتنكروا له؛ وأساءوا إليه؛ بل وأودعوه السجن؛ حتى إنه انقلب ضدهم وعارضهم؛ وكوّن حزب المؤتمر الشعبي المعارض للمؤتمر الوطني الحزب  الحاكم الذي أسسه وكونه بنفسه من قبل !

لقد خان الكيزان أباهم وشيخهم الترابي ونكلوا به؛ بل وشتموه في صحفهم؛ وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر؛ ووصفوه بأقذع العبارات وأفظع الصفات  الجارحة والقاتلة؛ ودمغوه (بصفات) نابية يعف اللسان عن ذكرها؛ ويخجل المرؤ أن يقولها وهو خال إلى نفسه ومنفرد بها؛ فكيف أمام الملأ!؟ ؛ بل وتكتب وتوثّق في الصحف؛ وتظل شاهدة ومحفوظة للتاريخ على مر الأيام والدهور!

إن ذاكرة الشعب السوداني لا تنسى؛ وتحفظ للإسلاميين كل ما فعلوه وقالوه في شيخهم وزعيمهم الراحل الدكتور حسن عبد الله الترابي!

حتى إنه مات كمداً وحسرةً وألماً جراء ما فعلوه به!

إنّ ما ارتكبه أبناء الترابي وتلاميذه في حقه؛ لم يتورط  فيه أعداؤه أنفسهم!

فلا يتوهم الذين يزعمون أنهم قاتلوا في احراش الجنوب؛ وأنهم يجيدون استخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة؛ وأنهم اشجع من مشى على وجه  الأرض؛ لا يظن هؤلاء الموهومين؛ أن ذاكرة الشعب السوداني خربة أو هرمة أو مثقوبة أو معطوبة ؛ كلا انها وهاجة ومتقدة؛ وتحفظ لكم خيانتكم وغدركم بشيخكم وولي نعمتكم الترابي!

لكن يبدو انكم قد نسيتم كيف اعتقلتموه من منزله مخفوراً بالجند والعسكر وتحت تهديد وإرهاب السلاح؛ وذهبتم به إلى (سجن كوبر)؛ الذين تستنكرون أن أودع فيه حميدتي – حسب زعمكم – المخلوع البشير اليوم!

يكفي البشير فخراً؛ وانتم أيضاً يكفيكم فخاراً وشرفاً؛ انه أودع في ذات السجن الذي اُعتقل فيه شيخه وولي نعتمه الترابي من قبل !

لقد أسدى حميدتي لكم وللبشير خيراً عظيماً؛ أن اعاده إلى (جنة يوسف)؛ كما كان يصف و(يدلع) بها السجن ترابيكم!

نعم فليسعد البشير بسجن كوبر وليهنأ؛ كما سعد به من قبل شيخه؛ فربما يكتب البشير في محبسه؛ مؤلفاً في الفكر أو السياسة أو العسكرية؛ أو قد يحقق سفراً يؤرخ فيه لتجربته في السلطة؛ قبل أن تخلعه أعاصير ثورة ديسمبر القوية والعاتية!

أو ربما ينجز البشير في (جنته)؛ تفسيراً توحيدياً جديداً؛ مثل ما فعله شيخه الترابي من قبل!

وهاجم بعض المتنطعين الموتورين الموهومين ؛ النائب الأول حميدتي لأنه قال إنه خالف الأوامر بفض اعتصام القيادة العامة وبادر باعتقال البشير؛ وتساءلوا: اي فخر في هذا؟!

ونحن نقول لهم ان الفخر كل الفخر في ما فعله وقام به حميدتي؛ اولاً بمخالفة أوامر فض الاعتصام؛ ويكفي حميدتي فخرا انه رفض بذلك؛ سفك دماء أبناء الشعب السوداني!

ويعلي من قدر ومكانة حميدتي شرفا انه حمى ظهر الثوار وقلب الثورة؛ وشرف الكنداكات الشريفات بنات الوطن المصونات العفيفات!

ويحلق بهامة حميدتي عاليا؛ انه رفض قتل فلذات الأكباد وأبناء وبنات الشعب السوداني!

فاي فخار أكبر من هذا!؟ واي فعل أكرم وأعظم منه؟!

ولو لم يفعل حميدتي في كل حياته خيرا سوى أنه رفض فض الاعتصام؛ واستحلال دماء العباد ؛ لكفاه ذلك فعلاً كريما عظيما مأجورا!

وانتم لا ترون في ذلك خيراً؛ لأنكم سفكتم دماء أبناء الشعب السوداني بلا وجه حق في الجنوب والشرق والغرب ودارفور وكردفان والنيل الأزرق وفي كل بقاع الوطن؛ قتلتم الأطفال والنساء والشيوخ؛ وهتكتم الأعراض وجعلتم الدموع والدماء تفيض أنهاراً وبحاراً في كل بقعة من الوطن الحبيب!

لذلك فأنتم لا ترون في حفظ وحقن دماء المسلمين فعلا حميداً أو (حميدتيا) كريما!

أنتم قتلة ومجرمون وذئاب تشرب من دم الشعب وتأكل لحمه وتنهش شرف الوطن؛ فمنذ متى يرى (الذئب) حرمة في دم ولحم الشاة؟!

اما اعتقال المخلوع البشير وايداعه سجن كوبر؛ فهو فخر شاهق وعمل كريم مأجور؛ فباعتقال المخلوع؛ وضع حميدتي حداً لنهاية عهد الظلم والظلام والعذاب للشعب السوداني!

وباعتقاله طوى حميدتي صفحة سوداء دامية في حياة السودانيين!

لقد عاث البشير وزبانيته أمثالكم فسادا وإفسادا وهلاكا ودمارا في البلاد والعباد؛ طوال ثلاثين عاما حسوما؛ حكمتم فيها الناس بالحديد والنار؛ والمدافع والدبابات؛ واذللتم وجوعتم الشعب الحر (اب لحماً مر)؛ ومزقتم الوطن؛ وشطرتم روحه وقلبه إلى نصفين؛ واصبح السودان في عهدكم الظلامي؛  قاتلا طاردا وسجنا كبيرا!

وباعتقال الطاغية البشير؛ كتب حميدتي حياة جديدة وعمرا مديدا وفجرا سعيدا للوطن وللشعب العظيم الصابر المفجوع المكلوم!؟

فاي فخر أكبر من هذا!؟ واي عمل أعظم منه!؟

وانتم اعداء الشعب وقتلته؛ لذلك تتعجبون منه؛ وتستنكرون مخالفة حميدتي لأوامر قتل أبناء الشعب وحفظ حياتهم وحقن دمائهم؛ وترفضون اعتقال المجرم الكبير عمر حسن أحمد البشير!؟

ليس غريباً أن لا ترون الخير العظيم فيما قام به الفارس محمد حمدان دقلو حميدتي؛ فكما قال المتنبي :

قد تنكر العين ضوء الشمس عن رمد؛

وقد ينكر الفم طعم الماء من سقم!

ليس غريبا عليكم أن لا ترون ضوء الشمس الساطع في رابعة النهار ؛ لأن في اعينكم غشاوة كبيرة! وفي قلوبكم غلا وحقدا ومرضا ودخنا وحسدا كبيرا ورانا دفينا عظيما!

ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى