بهاء الدين قمرالدين يكتب.. هذا العام الدراسي أكذوبة وخدعة كبرى! (١)

صاحبت هذا العام الدراسي ٢٠٢٠م ـ٢٠٢١م، الكثير من العقبات واعتورته مشاكل وعلل جمة كادت تهدد بنسفه وتحكم عليه بالإعدام والإلغاء!

وانطلق العام الدراسي في خضم من الأزمات والمهددات ظلت تتربص به؛ كان أبرزها وأخطرها جائحة  مرض كورونا  العالمية؛ التي فرضت اجازة قسرية  وقهرية وجبريةعلى الطلاب امتدت لقرابة العام !

وفي هذه الإجازة الإجبارية نسي و(مسح) الطلاب كل المعلومات والمواد والدروس التي تلقوها في بداية العام الدراسي وصارت رؤوسهم فارغة وخاوية (كفؤاد أم موسى)!

ومن نافلة القول إن الطلاب ينسون و(يبخرون) كل ما تلقوه من دروس وحصص؛ أحيانًا داخل الفصل وأثناء الحصة نفسها، فما بالك بإجازة وراحة طويلة خدرت أدمغتهم  وشلت عقولهم أشهراً طوالاً؟!

وفي قلب جائحة الكورونا العالمية؛ استفحلت أزمة الخبز وانعدام الرغيف وتناسلت صفوف الجوع أمام المخابز تمد لسانها هازئة بقرارات وزارة التربية والتعليم باستمرار العام الدراسي رغم كل المخاطر المحدقة والعقبات المدمرة!

وتساءلت الأسر والآباء والأمهات؛ كيف يدرس الطلاب والخبز معدوم والجوع يتربص بهم وهل تتوفر لهم الوجبة المدرسية؟! وهل وهل… والكثير من الأسئلة الحيرى والحائرة التي لم يجد الطلاب وذووهم لها إجابات شافية ومقنعة؛ وهي على شاكلة أسئلة إسحق فضل الله (أسئلة ليست للإجابة)؛ والتي عبرعنها الطلاب وأسرهم بلسان حالهم ومقالهم متسائلين؛ ما معنى أن نقرأ ونحن جوعى ومرضى؟؟ ومتى ينتهي هذا الهم الذي لا ينتمي إلا لمعرفتي وجهلي؟!

ومخرت سفينة العام الدراسي وسط أمواج الجوع والأزمات المتلاطمة؛ واستمر العام الدراسي ما بين وفرة وندرة الخبز؛ والناس يتوقعون أن تغلق المدارس في أية لحظة جراء أزمة الرغيف!

ومع أزمة متلازمة الخبز وجائحة الكورونا؛ أبت أزمة الوقود وانعدام الجاز والبنزين والغاز الا أن تشكل حضورًا بارزًا وتساهم وتهدد بدورها بنسف استقرار العام الدراسي وإغلاق المدارس؛ بيد أنه استمر وواصل الطلاب الدراسة والمواظبة في الحضور لمدارسهم بعزيمة لا تلين وإصرار كبير قهر كل الأزمات ونسف كل هذه العقابيل والمهددات والأخطار؛ ولسان حالهم يقوللا.. لا…. عن التعليم لن نحيد… أنا لست جيلًا رعديدًا جبانًا تكبل خطوه أزمات كل يوم تتفاقم وتناسل وتتكاثر وتزيد… لا… عن التعليم لن نحيد!

ومن جانبها أصرت وزرارة التربية والتعليم (أم العروس) وصاحبة الأمر والشأن؛ أصرت بدورها أن يكون لها سهم أكبر وحظ اوفر في نسف العام الدراسي الذي صممت على استمراره مهما كان الثمن ومهما كانت العقبات!؟

نعم أسهمت وزارة التربية والتعليم في اتساع رقعة ودائرة الأزمات المحدقة والمتربصة  بالعام الدراسي؛ على الرغم من أنها المعنية أولاً بالاستقرار!

فهل تصدق عزيزي القارئ أن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن انطلاق العام الدراسي وشددت على استمراره وهي لم تعد المقررات الأكاديمية ولم توفر الكتب التي يدرس منها الطلاب؛ هل تصدق ان الوزارة (ما عندها مقررات وكتب دراسية) يدرسها الطلاب؟!

وكان بديل وزارة التربية والتعليم (نشرات) فقط تلغي وتحذف  فيها بعض الدروس ومن ثم لا تلبث أن تعيدها مرة أخرى!

وكان المعلمون حائرين ويتساءلون ماذا ندرس الطلاب وأي منهج أو مقرر نعلمهم به ونحشو به أدمغتهم الخالية وعقولهم الفارغة.. وماذا نعمل؟!

وكانت توجيهات وإجابات وزارة التربية والتعليم للمعلمين؛ استخدموا خبراتكم التراكمية ودرسوا الطلاب أية مقررات ترونها مناسبة؟!

بل هل تصدق عزيزي القارئ أن الصف السادس ليست له مقررات وكتب ومناهج يدرسها الطلاب ولم تطبع لهم وزارة التربية والتعليم (كتاباً واحداً)؛ حتى لحظة كتابة هذا المقال؛ سيما المدارس الحكومية؛ على الرغم من أن طلاب الصف السادس سوف يجلسون لامتحانات  موازية مثل شهادة الأساس للصف الثامن  تنقلهم للمرحلة المتوسطة حسب قرارات وزارة التربية والتعليم الاتحادية؟!

ورغم كل تلك العقبات المدمرة؛ استمر العام الدراسي فقط ثلاثة أشهر… نعم كل عمر  هذا العام الدراسى الحالي فقط ثلاثة أشهر؛ وهو أغرب وأقصر عام دراسي في تاريخ السودان!

نعم درس الطلاب المساكين ثلاثة أشهر فقط ولكنهم في حقيقة الأمر لم يدرسوا يوماً واحدًا ولم يفهموا درسًا أو شيئاً إطلاقًا!؟

بالله عليكم كيف يفهمون وكيف يستوعبون وهم مشتتو الفكر وممزقون ومرعوبون  و(مجهجهون  ومبشتنون) جراء كل تلك الأزمات القاتلة والمدمرة؟!

درس الطلاب ولكنهم لم يدرسوا؛ حضروا جسداً للمدارس وغابت عقولهم وأرواحهم!

هذا ليس عامًا دراسيًا يا وزارة التربية والتعليم  بل هو (محنة وبلاء أكبر ومصيبة أخطر سقطت فوق رؤوس الطلاب المغلوبين على أمرهم)؟!

وكان أولى وأجدر لوزارة التربية والتعليم؛ أن تلغي هذا العام الدراسي وتوقف هذا العبث والتخبط والتوهان؛ ولا تخدع الطلاب وأسرهم…. ونصيح عالياً لقد خدعت وزرارة التربية والتعليم الشعب السوداني والطلاب وارتكبت جريمة كبرى بإصرارها على استمرار العام الدراسي رغم كل تلك  العلل والمشاكل التي حكمت بنسفه حتى وإن رفضت الوزارة الاعتراف بذلك؛ هذه ليست وزارة محترمة وغير جديرة أن تكون مسؤولة عن تعليم أبنائنا وفلذات اكبادنا؛ وليست مؤهلة أن تبني لهم مستقبلهم؛ وكيف تكون مسؤولة عنهم وهي تخدعهم وتكذب عليهم؛ أن فاقد الشيء لا يعطيه!؟

ونقول: هذا ليس عامًا دراسياً بل هو (عولاق) وكذبة كبرى؛ ولا تصدق أيها الشعب السوداني أكاذيب وزارة التربية والتعليم؛ فأبناؤكم لم يدرسوا شيئاً؛ نعم لا تنخدعوا هذه هي الحقيقة المرة عارية بلا مساحيق وبلا أكاذيب وبلا رتوش..

ونواصل…

ولا حول ولا قوة إلا بالله..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى