تنتهي اليوم .. البرهان في الدوحة… تعديل المواقف

الخرطوم: مريم أبشر

بدأ رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان زيارة رسمية للدوحة هي الأولى والأرفع  منذ قيام حكومة الثورة واختياره رئيسًا للمجلس السيادي في الحكومة الانتقالية بعد فترة ركود في العلاقة بين الخرطوم والدوحة في أعقاب إزاحة حكومة الإسلاميين على أيدي ثوار التاسع من ديسمبر. ووصل صباح أمس  البرهان برفقه وفد وزاري  رفيع المستوي، في زيارة رسمية لدولة قطر تستغرق يومين تلبية للدعوة المقدمة له من سمو  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر.

وكان في استقباله بمطار الدوحة الدولي، وزير الدولة بالخارجية سعد بن سلطان المريخي وعدد من المسؤولين القطريين بالإضافة إلى سفير دولة قطر بالخرطوم السيد عبد الرحمن الكبيسي وطاقم سفارة السودان بالدوحة، في مقدمتهم سفير السودان، عبد الرحيم الصديق محمد ورئيس الجالية السودانية بدولة قطر السيد إبراهيم أحمد الحاج.

ويرافق رئيس مجلس السيادة خلال الزيارة، المقرر لها أن تستغرق يومين، كل من وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق المهدي ووزير الدفاع الفريق الركن ياسين إبراهيم ياسين، ووزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور جبريل إبراهيم. وسيجري البرهان والطاقم الوزاري المرافق له مباحثات مهمة وعدداً من اللقاءات والفعاليات مع كبار المسئولين في الحكومة القطرية تتقدمها قمة بين البرهان وتميم  إلى جانب عدد من لقاءات ثنائية، يجريها الوزراء المرافقون للسيد رئيس مجلس السيادة مع نظرائهم من الجانب القطري، وتختتم بجلسة مباحثات رسمية بين السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، يرجح أن تخرج بجملة من المشروعات والاتفاقيات المشتركة لصالح البلدين.

البرهان يلتقي رئيس مجلس الشورى القطري

ابن عبد الله: سعيد بالزيارة

وابتدر  البرهان لقاءاته  بمقر إقامته بفندق شيراتون بالدوحة ظهر أمس  بالسيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى القطري. وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على تعزيزها في مختلف المجالات. وأوضح  السيد أحمد بن عبد الله رئيس مجلس الشورى القطري في تصريح صحفي عقب اللقاء أنه عبر خلال اللقاء  لرئيس مجلس السيادة عن ترحيبهم وسعادتهم في دولة قطر بهذه الزيارة،  واعتبرها معبرة عن مدى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشاد رئيس مجلس الشورى القطري بالعلاقات السودانية القطرية، مشيرًا إلى أنها علاقات متميزة على المستويين الرسمي والشعبي ، وأضاف:  “إن الشعبين السوداني والقطري شعبان مترابطان تجمعهما علاقات متينة ومتجذرة”.

وقال إن رئيس مجلس السيادة له برنامج كبير ومهم خلال هذه الزيارة، متمنياً أن تصب نتائجها في مصلحة شعبي البلدين.

ضربة البداية:

وكانت نهاية يناير المنصرم شهدت زيارة نوعية لنائب رئيس مجلس السيادة حميدتي  للدوحة كأول فاتحة لقاءات على مستوى رفيع في عهد سودان ما بعد الثورة، حيث التقى  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر  بالديوان الأميري وكان برفقته  وزير الخارجية المكلف حينها  عمر قمر الدين ومدير المخابرات الفريق جمال عبد المجيد. وكان التباحث انصب حول  العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها.

حيث دفع الجانب السوداني بعرض  لتطورات الأوضاع في السودان، على ضوء الخلافات القائمة بين الخرطوم وأديس أبابا فضلاً عن وضع القيادة القطرية فى الصورة حيال الأوضاع في إقليم دارفور، ورؤية الحكومة لتجاوز الخلافات الحالية، وتحسين الأوضاع في السودان على ضوء الأزمات الاقتصادية والتحديات  التي تواجهها الحكومة الانتقالية خاصه فيما يلي الأزمات الاقتصادية.

دور محوري :

ومعلوم أن الدوحة لعبت دوراً محورياً هامًا في  ملف التسوية السلمية للنزاع فى دارفور، ومسار إحلال السلام في ربوعها عبر رعايتها المباشرة  لجلسات الحوار إبان العهد البائد  وقدمت  دعماً ملموساً لتنمية الإقليم، انطلاقاً من قناعتها أن تطور الوضع الاقتصادي في دارفور، سيكون أحسن حل للمشاكل السياسية.

التغييرات في الإقليم :

هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة لكونها الأولى للرجل الأول في السودان بعد مضي نحو عامين على سقوط حكم الإنقاذ والذي كان محسوباً على المحور الذي تدعمه الدوحة وهو محور التوجه الإسلامي.. وما كان لها أن تتم لولا التغييرات التي انتظمت المنطقة العربية في أعقاب فوز الرئيس بايدن ومخرجات قمة العلا في السعودية. هذا ما أكده محلل دبلوماسي تحدث للصيحة أمس وتوقع لهذه الزيارة نجاحاً مقدراً ونتائج ملموسة يمكن أن تنعكس على الوضع الاقتصادي بشكل مباشر، وقال  إن الدوحة حريصة على دعم جهود إحلال السلام في السودان عموماً وفي دارفور على الخصوص ولها باع ومساهمات في هذا الصعيد، كما أن التعاون العسكري بين الدوحة  قديم قِدم الراحل المشير سوار الذهب الذي انتدبه الراحل جعفر نميري للمساهمة في تأسيس القوات المسلحة القطرية، ويرى الدبلوماسي أن الدوحة ستكون حريصة على الإسهام في دعم إعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية خاصة ولها تجربة سابقة في دمج منسوبي الحركات المسلحة الذين وقعوا اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور.

عودة مستحقة

توقع المخضرم السفير الرشيد أبوشامه عودة العلاقات بين الخرطوم والدوحة لسابق عهدها وأفضل نظرًا لأن الدعوة التي لباها البرهان جاءت من القيادة في قطر وأشار إلى أن ما حدث بعد الثورة هو تحفظ من الجانب القطري نظراً للعلاقات القويه التى تربطها بالنظام البائد، لافتاً إلى أن التحفظ كان على المستوى السياسي فيما ظلت العلاقات الدبلوماسية قائمة بين البلدين، ولفت أبو شامه في حديثه للصيحة للدعم الكبير الذي ظلت تقدمه قطر للسودان خاصة للسلام في دارفور وعزمها على إنشاء بنك خاص لهذا الغرض وقال إن القيادة القطرية استشعرت أن لا عودة مرة أخرى للنظام البائد، ولذلك آثرت إصلاح العلاقات بين البلدين الشقيقين ورجح أن تعود أقوى مما كانت وأن تعمل قطر على مواصلة مساعيها في دعم السودان خاصه تثبيت السلام في دارفور باعتباره يحتاج لموارد حتى يتحقق على الأرض .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى